لا تمر جولة من مباريات الدوري الممتاز إلا وترافق إحدى مبارياتها أزمة ومشكلة تنظيمية كبيرة تشوِّه من منظر ومظهر البطولة الكبرى لاتحاد كرة القدم السوداني على غرار ما حدث في شندي بمباراة الأهلي ممثل المدينة والأهلي العاصمي يوم أمس الأول في مباراة لم تكتمل بسبب شغب الجمهور وتعامل شرطة أمن الملاعب مع الحدث، وهو مشهد تكرر من قبل كثيرًا في عطبرة بمباريات فريق الأمل حيث عانت جميع الأندية التي زارت المدينة من هذا العذاب. والمؤسف أن هذه الأحداث ظلت تتكرر دون أن تجد التدخل والقرارات الحاسمة من قبل لجنة الانضباط أو اللجنة المنظمة للبطولة والتي تثبت كل يوم ضعفها الكبير والبطولة الأكبر تتهاوى في ظل هذا التعامل السلبي.
في دوري الموسم الحالي شهدت مباراة هلال الساحل والخرطوم مهزلة تحكيمية حقيقية بعد أن أنهى حكم حلفا أحمد محمد نور، المبارأة قبل انتهاء الزمن الرسمي للقاء ووقتها غادر لاعبو الخرطوم إلى غرف الملابس ثم تدخل الحكم الرابع لتنبيه الحكم نور الذي حاول إعادة فريق الخرطوم من جديد لأرضية الملعب، ومرت تلك الحادثة مرور الكرام ولم نسمع عن محاسبة وقرار تجاهها.
تحدثنا كثيرًا عن ضرورة وجود لجنة مستقلة وهي لجنة الانضباط التي يجب أن تكون قراراتها حاسمة في مثل هذه الحالات، وعادة مثل هذه اللجان تكون مستقلة في تكوينها وقراراتها ولا يحق لأي عضو مجلس إدارة أن يكون من بين أعضائها.
عدم اكتمال مباراة رسمية في أي دوري لبلد يعتبر كارثة حقيقية لابد أن تجد ردة الفعل التي تناسبها، ولكن عندنا أصبح كل شئ عادي وجائز في بطولة يمكن أن تلغى أي مباراة فيها برمشة عين، والواجب يفرض على اتحاد كرة القدم انزال أقسى عقوبة على نادي الأهلي شندي وحرمانه من اللعب في أرضه لعدد من المباريات.
مباراة الهلال والاتحاد مدني لم تخلو من الفوضى التنظيمية أيضاً وقد شاهدنا أحد العباقرة وهو يدهن دائرة وسط ملعب الهلال بإعلان لشركة (LG) حيث تسبب صاحب هذه الفكرة في تشويه منظر أرضية الملعب وأحدث خلل فني واضح، ويبدو أن هذا الشخص أقدم على هذا العمل من تلقاء نفسه وفي غياب اللجنة المنظمة للمباراة التي ما كان يجب عليها أن توافق على هذا الشئ حتى لو بطلب من رئيس الهلال نفسه.
الغريب في مباراة الهلال والاتحاد أن اللوحات الإعلانية للملعب ظلت عاطلة عن العمل طوال الشوط الأول اضافة إلى وجود فراغات كبيرة، فلماذا لم يستخدمها هذا العبقري في مجال التسويق بدلاً من تشويه صورة أرضية ملعب المباراة بهذه الطريقة التي تعكس حالة الفوضى في تنظيم المباريات.
إن مايحدث في بعض مباريات الدوري الممتاز شئ مخجل للغاية وخاصة في الأمور التنظيمية والتحكيمية، فمنذ عدة أشهر فقط تمت إزالة اللوحات الإعلانية الخاصة ببطولة أفريقيا للاعبين المحليين والتي ظلت موجودة بعد انتهاء البطولة وشاهدناها خلال مباريات الدوري الممتاز عبر شاشة (قوون)، ولم يجد أي ردة فعل ويؤكد أن بطولتنا تدار بعقلية الهواة وبعض الإداريين المكلفين بتنظيم المباريات لا يصلحون لتنظيم بطولات الحارات.
تحدثنا من قبل بأنه بات من الضرورة أن لا يعتمد اتحاد الكرة على الاتحاد المحلي في تنظيم مباريات بهذا الحجم وأنه من الضروري أن يتم تكليف أشخاص أصحاب خبرة ويتم تدريبهم لتنظيم هذه المباريات والإشراف عليها من كافة النواحي.
ويتوجب على اتحاد كرة القدم أن يشرف بنفسه على حق الإعلان في الملاعب بمباريات الدوري الممتاز على أن يتم منح النادي الذي يستضيف المباراة أن يعطي الشركة التي ترعاه فرصة الإعلان في المباراة بنسبة محددة.
وبهذه الطريقة سيقطع الاتحاد حالة الفوضى الحاصلة لأننا في كل مباراة نشاهد مناظرًا مزعجة في وجود لوحات للإعلانات متفرغة هنا وهناك وفي بعض الملاعب لا توجد هذه اللوحات بالمرة ونشاهد فراغات كبيرة وحالة من الهرج والمرج.