صلاح الدين عبدالحفيظ مالك تظل قضية التدريب لفريق الكرة الاول للهلال هي الشغل الشاغل لانصار الفريق الاول في السودان وذلك من واقع تجارب المواسم السابقة التي كانت من الاحلال والابدال للمدربين مما اسفر عن عدم استقرار المستوى الفني وكذلك استقرار اللاعبين ويبدو واضحا للعيان بان هذا الموسم الذي شارف علي الانتهاء او انتهى فعليا بعد الاحداث العاصفة الاخيرة التي كانت بسبب قرارات لجنة الاستئنافات بخصوص مباراتي الامل والمريخ في الدورتين التنافسيتين لنسخة ممتاز هذا الموسم.. عليه يصبح امر التدريب بنادي الهلال قد اعلن عن نفسه للمجلس الحالي خاصة بعد مسرحية الكوكي الاخيرة التي كان عنوانها مرض والدته. في الذاكرة الحية لملف التدريب لفريق الهلال تبرز عدد من التجارب والاسماء التي لم تستمر كثيرا لاسباب متفاوته منها ماهو خاص بانتهاء التعاقد ومنها ماهو لعدم التراضي مابين المدرب والادارة على طريقة العمل. في هذه المساحة نستعرض اسماء عددا من المدربين مروا على تاريخ الهلال خلال العشر سنوات الاخيرة واسباب مغادرتهم منصة ادارة الفريق الفنية فوزي المرضي صاحب المتواليات يعتبر المدرب القومي المعروف فوزي المرضي اكثر المدربين السودانيين الناجحين مع فرق الهلال خلال العشرين عاما الماضية وذلك لاسباب ثلاثة وهي قدرته على التعامل الذكي مع المباريات الحساسة مما جعله خبيرا بوضع التشكيلة المناسبة للفريق في مثل هذه المباريات وخير دليل على ذلك مباريات القمة التي كان يدفع فيها بثلاثة محاور داخل وسط الملعب ومن ثم الاعتماد على سرعة المهاجمين امثال خالد بخيت وصلاح الضي الشئ الذي مكن الهلال من تسيد الساحة في فترة عمله كمدرب بالاضافة لعدم هزيمة الهلال من نده المريخ طيلة فترة بقائه كمدرب للفريق. منهي ايامه كمدرب هي تلك الفترة التي تم اختياره فيها مديرا للكرة مع الاستعانة بالخبرة الاجنبية. المصري مصطفي يونس – بناء عظم الفريق شهدت الفترة التي اعقبت رحيل فوزي المرضي عن تدريب الهلال استقدام المدرب المصري مصطفي يونس وبينهما حقل تجارب تدريبيه لم تقنع ادارة النادي بعملها. بدأ مصطفي يونس عمله بعد اجتماع مع ادارة الهلال وكان قد صرح بانه اتي لبناء فريق يكون حديث ا لقارة الافريقية بعد ثلاث سنوات وكان قد صدق في ذلك . شهد ذلك العام 2002م تأخر الهلال عن غريمه المريخ في الترتيب وبالتالي ضاع عليه لقب بطل نسخة ذلك العام من الممتاز وكان قد صرح بان همه ليس الممتاز بل بناء الفريق لسنوات قادمات. وصدقت رؤية وعبارة الخبير مصطفي يونس فيما بعد ففي ذلك العام تم وباشارة منه تسجيل عدد من اللاعبين المبرزين في الساحة كانه منهم النذير محمود من الخرطوم الوطني وعمار مرق من التاكا كسلا وغيرهم.. لم يعمر يونس كثيرا مع الهلال اذ تم الاستغناء عنه ليأتي الخبير اليوغسلافي برانكو ويبدو ان اتجاه الهلال للمدرسة الشرق اوربية كان من خلال نجاحات مدربيها من قبل مع الهلال مثل استاروستا في الستينات وميرسلاف في نهاية الثمانينات وبدايات التسعينات. برانكو – المغامر المجنون منذ قدومه لتدريب الهلال انتهج برانكو سياسة الانضباط وتكثيف الجرعات التدريبية حتى شكا منه معظم لاعبي الفريق ولكن الادارة العليا للنادي رأت استمراره وهو ماكان نجاحا واضحا. من ضمن نجاحات المدرب برانكو اشراكه لجميع اللاعبين في مباريات الدوري والبطولة الافريقية وتعتبر مباراة الهلال التاريخية ضد فريق القرن الاهلي المصري باستاد الكلية الحربية في مايو 2004م هي المباراة التي اثبتت فيها سعة افقه التدريبي وذلك بعد ان تمكن من جعل فريقه في المقدمة واغلاق طرق الوصول لمرمي الفريق زائدا اشراكه لعدد عشرين لاعبا في مباراتي الذهاب والاياب ضد الاهلي المصري. التونسي الحيدوسي – اطاحت به مباراة الترجي لم يكن التونسي سفيان الحيدوسي ذو حظ كبير مع الهلال فرغما عن قصر فترته التي لم تتعد العام الواحد او يزيد فقد كانت فترة خصبة للغاية اذ وصل الهلال فيها لمنصة التتويج بكاس الممتاز والسودان في ذلك الموسم التنافسي 2004م وتعتبر مباراة الهلال والترجي التونسي في ذهاب بطولة الاندية الافريقية هي المباراة التي اطاحت به وذلك بعد ان اجرى تبديلا اضطراريا بخروج قودوين ودخول اليافع يومها مدثر كاريكا وذلك بعد طرد المدافع علاء الدين جبريل وهي المباراة التي اطاحت به وذلك بعد ان تعدلت نتيجة المباراة فجأة.. وبدلا من انتصار الهلال بهدف هيثم طمبل الذي احرزه وسط ذهول ودهشة جميع التوانسة الا ان فريق الترجي استطاع انهاء المباراة بخمسة اهداف مقابل هدف ليخرج الهلال من البطولة بهزيمة مازالت مراراتها حاضرة لينتهي مشوار الحيدوسي مع الهلال بعد تلك الفترة. لم تنتظر ادارة الهلال انذاك كثيرا حتي تحسم جدل المدرب لفريق الكرة فكان ان تعاقدت مع البرازيلي هيرون ريكاردو المعروف في المنطقة العربية وتحديدا السعودية ليتولى ولاربع مواسم تدريب الهلال ليصبح واحدا من اعظم المدربين الذين مروا على تدريب الهلال خلال تاريخه الطويل. ريكاردو – صاحب البصمة الواضحة وجد ريكاردو فريق الهلال مرصعا بالنجوم ممتلئي الخبرات زائدا تسجيلات الفريق الناجحة انذاك فكان ان رسم خطة العمل التي جعلت الهلال خلال توليه الادارة الفنية يصل مرحلة المربع الذهبي في بطولة الاندية الافريقية للعام 2007م قبل ذلك وفي موسم 2006م كانت نجاحاته واضحة للعيان وهي فوزه ببطولة الدوري الممتاز لموسم 2005 و 2006 فيما عرف بمتواليات ريكاردو. يأخذ عليه بعض المتابعين والفنيين اعتماده على عناصر محددة دون غيرها وتحديدا في الموسم الاشهر له مع الهلال 2007م ولكن العبرة بالخواتيم. ترك ريكاردو بصمة واضحة في تدريب الهلال جعلته واحدا من اشهر المدربين الاجانب ليس في تدريب الهلال فقط بل ومن جملة المدربين الاجانب الذين عملوا في السودان لتدريب المنتخب الوطني وبقية الاندية. كامبوس – نجاح لايقارن بريكاردو رغما عن اعتماده علي اسماء محددة مثل مواطنه ريكاردو الا ان حصيلة فترته الزمنيه لم تكن مثل ريكاردو زائدا تخبطه وخوفه الدائم من الهزائم كان واحدا من اهم الملاحظات التي علق عليها الفنيون وخير مثال لذلك سحبه لمهاجم ودفعه للاعب محور حال ضمان النتيجة او تقدم الهلال. ورغم ذلك فقد كان موسم 2009م هو اجمل مواسمه علي الاطلاق وذلك بعد وصوله للمربع الذهبي في بطولة الاندية الافريقية الابطال امام مازيمبي الكنغولي والخروج بفارق هدف وحيد. محصلة نجاح كامبوس يجعل الهلال متواجدا مع الاربعة الكبار في افريقيا وهو مانجح فيه. ميشو - صاحب الارقام القياسية صاحب توقيع العقد معه ووجوده في القارة الافريقية جدل كثيف وكانت الصحافة الرياضية قد حذرت من التعاقد معه لعدم وجود انجازات بطرفه تشفع له قيادة الهلال صاحب السمعة الكبيرة في القارة الافريقية. خيب ميشو توقعات الصحافة الرياضية فقاد الهلال خلال موسم 2011 للمربع الذهبي في البطولة الافريقية زائدا فوزه ببطولة الممتاز مع المحافظة علي شكل الفريق ويعتبر ميشو كذلك صاحب الرقم القياسي كمدرب للهلال بالفوز خارج الارض في البطولات الافريقية في اربع مباريات خارج الارض . نستعرضها بالتفصيل في مساحة اخري النابي – اقالة مجهولة الاسباب من الناجحين بدرجة الامتياز في تدريب الهلال خلال العشر سنوات الاخيرة المدرب التونسي نصر الدين النابي الذي اوصل الهلال لدور المجموعات في البطولة الافريقية لموسم 2014م وذلك بعد ان نجح في تخطي دور ال 32 ومن ثم دور ال 16 لتأتي اقالته مفاجئة لجمهور الهلال.. وهي الاقالة التي فتحت الباب علي مصراعيه للاقاويل والتكهنات بينما يقول البعض عدم رضاء الادارة علي طريقة ادارته الفنية للفريق ويقول البعض الآخر بان السبب هو عدم سماحه بالتدخل في عمله وبين الاول والثاني يكون سبب اقالته واحدا من غرائب ما تدار به الكرة في السودان. الكوكي – نجاح لم يتصل استلم الكوكي قيادة الجهاز الفني في منتصف الموسم والهلال متقدم في البطولة الافريقية وهو ماجعله يحاول قدر الامكان الحفاظ علي هذا التقدم المضطرد في اداء الفريق مع الحفاظ على تقدم الهلال في روليت منافسة الممتاز فكان له ما اراد. يأخذ عليه بعض الفنيين عدم نجاحه في جعل الفريق يلعب كمجموعة متجانسة وذلك لكثرة الاحلال والابدال الذي يقوم به داخل التشكيلة وهو ماكان امرا واضحا في كثير من المباريات. اضاف الكوكي اسمه لقائمة المدربين الذين اوصلوا الهلال للمربع الذهبي لبطولة الاندية الافريقية لهذا الموسم 2015م مثله مثل ريكاردو في 2007م وكامبوس في 2009م وميشو في 2011م وقبلهم كمال شداد وكسلا في 1987م واحمد عبدالله في 1992م مدربون اسقطتهم ذاكرة الهلال بوجود عدد من المدربين اسقطتهم ذاكرة اهل الهلال لعدم وجود انجازات واضحة لهم خلال توليهم تدريب الفريق وجميعهم من الاجانب منهم انور جسام الذي اوصل الهلال للمربع الذهبي لبطولة الاندية العربية في بدايات الالفية الجديدة ودوسانتوس الذي لم يستمر كثيرا مع الهلال في موسم 2009م اما غارزيتو الفرنسي القادم من الكنغو معقل مازيمبي لم يوفق مع الهلال في الوصول لادوار متقدمة في البطولة الأفريقية.