* بعد أن أصبح الربيع العربي ورياح التغيير هو عنوان السنوات الأخيرة وعبرها استطاعت دول أن تنجز المهمة بانتفاضة الشعوب ، وغيرها حار بها الدليل أصبح العام 1015م يحمل عنوان تغيير إمبراطورية وهيمنة بلاتر وأعوانه على عرش الفيفا وسدة حكم اللعبة الشعبية الأولى بالعالم، ومن خلال حملة الانتخابات واجه بلاتر صراعاً محتدماً من قبل المنافسين على غرار رئيس الاتحاد الهولندي لكرة القدم وقائد منتخب البرتقال الدولي لويس فيجو ورئيس الاتحاد الآسيوي ابن الحسين ولكن جميعهم أعلنوا الانسحاب الواحد تلو الآخر تركوا الساحة خالية للإمبراطور بلاتر الذي حافظ على مقعده من دون منازع وأدلى بتصريح ناري عقب ظهور نتيجة فوزه لولاية أخرى قائلاً: أنا رئيس الجميع من انتخبني ومن لم ينتخبني وكان تصريحه رسالة واضحة المعالم والمفاهيم . * لتهب عاصفة اتهامات الفيفا بالفساد بعد فترة وجيز من كسب بلاتر صراع الانتخابات واستعادة سدة الحكم بالفيفا ليفاجئ الإمبراطور الجميع باستقالته من منصبه كرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ويشتعل فتيل الفساد بأروقة الفيفا الذي لبث الثوب السياسي حين تدخلت الولاياتالمتحدةالأمريكية وأقرت بفساد اتحاد بلاتر وعملت على ضرورة ترجله من منصبه ومحاكمته فوراً ، لتظهر بدورها ساحة المشهد روسيا وتؤكد مساندتها لبلاتر وتنفي وجود أي شائبة فساد (بالفيفا ) إلى أن أتى القرار الذي أدى إلى إيقاف نشاط بلاتر وزميله الفرنسي بلاتيني رئيس الاتحاد الأروبي لمدة 90 يوماً وتحويلهما إلى القضاء وتكليف رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم الكاميروني عيسى حياتو . * ومع انشغال الوسط الرياضي في كل أرجاء المعمورة بفساد الفيفا انفجرت أزمة أخرى بأروقة الاتحاد السوداني لكرة القدم التي أدت بدورها إلى اختلال الموسم الرياضي وأفقدت اللعبة الشعبية نكهتا حين قبلت لجنة الاستئنافات شكوى المريخ ضد نايي هلال كادوقلي والأمل عطبرة وبموجب ذلك القرار تكوّن جسم من أندية الدوري الممتاز سمي باسم أندية التحالف بقيادة الهلال وأعلنوا الانسحاب من أي بطولة يشرف عليها الاتحاد وانسحبت من المشهد ثلاثة أندية من أصل ستة وهي هلال كادوقلي والأهلي مدني والرابطة كوستي خوفاً من أن تطالهم يد الفيفا الذي هددهم بها الاتحاد السوداني لكرة القدم لتبقى في الساحة أندية الهلال العاصمي والأمل العطبراوي والميرغني كسلا. * اهتزاز كرسي الاتحاد * الأزمة الأخيرة التي اجتاحت الوسط الرياضي بالبلاد أصبحت بمثابة ناقوس الخطر الذي يهدد استقرار الاتحاد الحالي لكرة القدم السوداني الذي لم يوفق ضباطه في التعامل السليم مع الأزمة فأصبح كل من يجد السانحة في الوسائط الإعلامية يتوعد الأندية التي انسحبت من جميع منافسات الاتحاد بالتهديد والوعيد وتصعيد قضاياها للفيفا وتهديدهم كذلك بالهبوط بالدرجة الأولى والثانية في الموسم المقبل ما لم يتراجعوا عن قرار الانسحاب كأنهم أتوا إلى الاتحاد من غير تدرج في العمل الإداري والنقابي وأصبح التهديد هو سلاحهم الأول لكل من يطالب بحقه بعيداً عن الحكمة والحلم والدهاء فكيف تستقيم الأمور في ظل هذه التشنجات التي لم تجد إلى الآن حلاً من قبل الاتحاد الذي كان هو الأولى بالمبادرة وحل الأزمة ونزع فتيلها قبل الاشتعال، ولكن حصل العكس تماماً وكان الاتحاد هو صاحب إشعال الفتيل وصب الزيت على نار الأزمة الحالية وأصبح الاتحاد في موقف يحسد عليه والأزمة كشفت المستور وأباحت بكل أسرار الاتحاد من حلم ودهاء ضباط الاتحاد العاجزين عن حل أقل الأزمات الرياضية بالبلاد . * هل من عودة الفيلسوف شداد ؟ * كشفت الأزمة المستور بالاتحاد وأظهرت امكانيات ضباطه في التعامل مع الأزمات مما أدى ذلك إلى حفيظة عشاق المستديرة بالبلاد الذين هتفوا برحيل الاتحاد الحالي برئاسة الدكتور معتصم جعفر وعودة البروفيسور والفيلسوف كمال شداد إلى سدة الحكم باتحاد من جديد وأحداث مباراة منتخبنا الوطني أمام نظيره اليوغندي خير دليل حين طالبت الجماهير برحيل معتصم ورفاقه وعودة الفيلسوف شداد ولم تكتف الجماهير بذلك، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك وقامت بأول خطوات التغيير وطالبت بخروج مساعد رئيس الاتحاد السوداني لكرة القدم (الجاكومي) من الإستاد وعدم إكمال المباراة وبالفعل غادر الجاكومي الإستاد بعد تدخل رجل المبادرات والرياضي المطبوع مولانا هاشم هارون ووالي شمال كردفان. * يبدو أن الجماهير سئمت من الأزمات المتكررة التي يفتعلها الاتحاد سنوياً ومن دون التعلم من أخطاء الماضي مما أفقدت الكرة بالبلاد رونقها .. الكل يتساءل هل هذه الأزمة ستكون فيصلاً بين ضباط الاتحاد الحاليين ومقاعدهم التي يتبوأونها باتحاد الكرة بالبلاد، وهل ستشهد عودة رئيس الاتحاد السابق الفيلسوف شداد ؟ * ويتحقق مطلب الجماهير التي هتفت بعودته منذ نشوب أزمة الموسم بالكرة السودانية. فقط الأيام القادم ستكشف المستور وتفصح عن الحقائق وستشهد إسدال الستار عن الأزمة التي شغلت وما تزال تشغل الجميع .