الأخ طلال مدثر وبقية العقد الفريد: * لكم التحية والود أسمحوا لي بمنفذ للعبور عبركم وقبلها أرى معشوقة القراء "قوون" وهي ترفل في الدمسق وفي الحرير وهي خارجة من فضيتها بثوبها اليانع الجميل وهي تبدأ بخطوات ثابتة لدخولها الذهبية وعقبال الماسية ولا بعيد مادام حواليها رجال (خلص) وأقلام صادقة ونبيلة وقراء صفوة أوفياء. * لا يطاوعني يراعي لأنه يعلم أني بصدد حديث عن قامة شاهقة لا يطولها مثلي، ولكني أخبره بأني أريد أن أذكر ملامح من سيرته الذاتية ويقيني بأن الأغلبية تعرفها لأن صاحبها إمبراطورية لا تغيب عنها شمس دعوني قبل أن يستفيض يراعي ويخوض في سيرته العطرة المورقة بالوفاء والعطاء أن أذكر معتصم جعفر وبطانته إن هذا الكرسي الذي تجلس عليه ورفاقك قد تربع عليه أباطرة عظام لا يجود الزمان بأمثالهم جعلوا اسم " الوطن" شامة في أفريقيا السمراء وفي أرض العروبة ، بل وفي العالم أجمع طوعّوا المستحيل وبذلوا الغالي وأصبحوا كواكب منيرة وهم في سدة الحكم... وغادروه بذات العظمة والكبرياء. وهذه ملامح من سيرة الدكتور كمال حامد شداد * الدكتور كمال حامد شداد من أكثر الشخصيات السودانية المثيرة للجدل في الشأن الرياضي وهو فيلسوف يقوم بتدريس الفلسفة بجامعة الخرطوم التي تخرج منها حاملاً درجة الشرف في الآداب قبل أن ينال الماجستير من ذات الجامعة وبعد ذلك غادر إلى لندن حيث نال الدكتوراه منها . شداد الذي لا يتوانى الذين يختلفون معه في إطلاق لقب (الخبير) عليه دون تردد. * لعب كرة القدم في منتصف الخمسينات في نادي أبو عنجة درجة أولى بالخرطوم وعمل مدرباً لكرة القدم متطوعاً ، درب ثلاثة أندية في المقدمة بالخرطوم من بينها الهلال الذي وصل معه المباراة النهائية في كأس الأندية والأبطال ضد الأهلي القاهري أو المصري سنة 1987م حينما أهدى " لاراش" الكأس بإيعاز من الرئيس المصري السابق حسني مبارك " كما ذكروه أخيراً" للأهلي دون وجه حق وشغل متطوعاً منصب أول مدير فني، وإداري بالفريق القومي السوداني في الفترة مابين (1964 – 1967) حينها فاز السودان بالميدالية الفضية ، في بطولة الألعاب العربية بالقاهرة سنة 1965 بعد أن خسر الميدالية الذهبية بالقرعة لتعادله مع مصر ، وفي المباراة النهائية وفي عهده أيضاً فاز السودان بالكأس والميدالية الذهبية في دورة الصداقة لدول شرق أفريقيا بالخرطوم سنة 1967م، ثم أختير سكرتيراً ثم رئيساً للجنة التدريب المركزية باتحاد كرة القدم السوداني لمرات في الفترة مابين (1962-1967م). * ويتميز شداد بشخصية قوية ومتماسكة وزاهدة وهبت نفسها لكرة القدم ، وبعيداً عن الرياضة ، يشير المقربون إليه إنه إنسان ودود وسهل التعامل، والمؤانسة، ويتميز بروح مرحة، وصاحب نكتة حاضرة تنم عن ذكاء متقد وحضور عبقري دائم. وتؤكد الوقائع أن الجانب الأكاديمي لشخصية شداد تقلص للصالح الرياضي. وشداد الذي تسنى له لعب كرة القدم، وعمل صحافياً رياضياً في عدة صحف ثم مدرباً ثم إدارياً ورئيساً لاتحاد كرة القدم ست مرات. * وشداد الذي تم اختياره مؤخراً عضواً في لجنة كرة القدم بأولمبياد لندن (2012) ضمن أحد أكبر ثمانية خبراء في العالم كما أنتخب عضواً بالمكتب التنفيذي لاتحاد اللجان الأولمبية الأفريقية 1989م- 1993م وأيضاً هو مكلف بمراقبة المباريات الكبيرة من جانب (الفيفا) و (الكاف). * شارك دكتور شداد في العديد من الجمعيات العمومية لاتحاد شرق ووسط أفريقيا لكرة القدم، والاتحاد الأفريقي لكرة القدم، والاتحاد الدولي لكرة القدم، وإتحاد اللجان الأولمبية الأفريقية، اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية في العالم الاتحاد العربي لكرة القدم كما أختير عضواً بلجنة تنظيم بطولات الدورة الأولمبية لكرة القدم بالاتحاد الدولي " فيفا" سنة (2002) وعضواً بمحكمة التحكيم الرياضية الدولية بسويسرا سنة 2002م. * كما أختير ضمن مجموعة محاضري اللجنة الأولمبية بالإضافة إلى ذلك يعد ضمن محاضري الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في الإدارة والتنظيم. * ويبدو أن المؤهلات الأكاديمية التي يحملها إلى جانب القدرات الشخصية أعطته ميزات تفضيلية وجذبت إليه الكثير من المؤيدين ولكن خصومه يقولون إنها كذلك مصدر إعجاب الرجل بنفسه وافتعاله للمعارك مع الآخرين رغم أن هؤلاء الآخرين هم أصحاب السلطة والمال. * هذه ملامح قليلة من سفر طويل بين ضفتيه العجب العجاب لسيرة رجل وهب نفسه لإعلاء اسم الوطن في المحافل الدولية وقد كان له ما أراد. أعداء النجاح والفئة الظالمة أبعدته وعاست من بعده فساداً إدارياً مروعاً وعبثت أياديهم الغادرة باسم الوطن حتى توارى خجلاً وانزوى وذهب مأسوف عليه وقد مسه منهم الذل والفضيحة والهوان. ويبقى الأمل لحن حزين على قيثارة الزمن الجميل.