يفكر مجلس المريخ بالصوت العالي في إعادة قيد القائد أحمد الباشا بعد رحلة تجاهل من المدرب الفرنسي السابق دييغو غارزيتو الذي احتفظ بالباشا نجم المريخ الأول خارج دائرة اهتمامه خلال موسم كامل، لزم فيها مجلس المريخ الصمت، وآثر الباشا أن ينزوي بعيداً عن الإعلام محترماً قرارات مدربه وصمت مجلس إدارته على الاستهداف الذي يجده من المدرب الفرنسي، الباشا ظل أحد الكروت الرابحة التي أنقذت المريخ في أكثر من مناسبة ووصلت به إلى بر الأمان حتى أصبح أنشودة محببة لجماهير المريخ، ولعل خطوة الفرنسي كانت غريبة للكثيرين، ولا يعرف أحداً حتى الآن الأسباب الحقيقية لإبعاد الباشا عن قائمة المشاركات المريخية في عهد الفرنسي غارزيتو. مشاركات مستمرة وأهداف حاسمة سبق وصول الباشا إلى القمة رحلة متميزة بدءًا من بورتسودان وهلال الساحل، مروراً بالهلال العاصمي وانتهاءً بالمريخ الذي قدم معه مواسم متميزة شملت الكثير من الانجازات مع الفريق، وكان الباشا انضم إلى الأحمر في موسم 2007 وحقق معه لقبي الدوري والكأس في موسم 2008 وهو نفس الموسم الذي حل فيه المريخ في المركز الثالث في البطولة الكونفدرالية، ليكون الباشا فألاً أخضر على الفريق في عهد المدرب الألماني كروجر، لتتواصل رحلة التألق في 2009 ويصل مع الأحمر إلى الدور ربع النهائي من دوري الأبطال، قبل أن تتم إعارته إلى النصر الليبي في 2010 ويعود مجدداً إلى الفرقة الحمراء في 2011 ويحقق مع زملائه لقب الدوري الممتاز في ذلك الممتاز.والمتابع للباشا في الدوري المحلي يجد أنه زار شباك معظم الأندية ووضع أهدافاً حاسمة كان يحتاجها المريخ حيث وقع في شباك الأهلي شندي، النسور، الميرغني، أهلي الخرطوم، الأهلي عطبرة ، النيل الحصاحيصا، اتحاد مدني، الخرطوم الوطني، جزيرة الفيل، الأمل عطبرة، حي العرب، والموردة، فيما وقع في شباك عدد من الأندية الأفريقية من خلال مشاركات المريخ أمام إنتر كلوب الأنغولي، كمبالا سيتى الأوغندي وبلاك ليوباردز الجنوب أفريقي. وكان أحمد الباشا تم اختياره ضمن أفضل خمسة لاعبين في الدوري إلى جانب مدثر كاريكا وعنكبة والحضري وحمودة بشير من الأهلي شندي باعتبار مشاركاته الفاعلة مع الفريق في موسم 2012.
قائد مثالي منذ أن غادر فيصل العجب القلعة الحمراء وظلت شارة الكابتنية تائهة في المريخ، ولعل المريخ من أكثر الأندية التي لم تعرف بها شارة الكابتنية الاستقرار حيث تقلدها معظم اللاعبين الموجودين في الكشف الأحمر، ولكن كانت أزهى الفترات بعد فيصل العجب لدى اللاعب أحمد الباشا الذي يتميز عن زملائه بقوة الشخصية، والكاريزما الكبيرة التي يتمتع بها وسط الجمهور وزملائه، وكان غياب الباشا عن المشاركة في عهد الفرنسي مؤثراً من نواحي كثيرة، حيث افتقد المريخ القائد والموجه في كثير من المباريات، وربما كانت تحركات المجلس الحالية للتجديد للباشا بمثابة تكفير للأخطاء السابقة التي تجاهلت قائد المريخ واكتفت برأي المدرب فقط.
غضب الباشا شهد مستوى الباشا تراجعاً كبيراً في فترة من الفترات، ووجد هجوماً جماهيرياً وإعلامياً عنيفاً كاد أن يطيح الرسام من القائمة الحمراء قبل أن يتدارك نفسه ويعود إلى دائرة التألق من جديد خلال مباراة المريخ وبلاك ليوباردز الجنوب أفريقي والتي أحرز فيها الباشا هدفين وتوجه إلى الجماهير طالباً منها الصمت بطريقة استفزت المدرجات كثيراً وطالبت بشطبه من القائمة، وهي الفترة التي وصلت فيها العلاقة بين الجمهور والباشا إلى طريق مسدود، قبل أن يتدارك الباشا الأمر ويعتذر إلى الجماهير لتعود المياه إلى مجاريها من جديد.
خيار المدربين الأول اتفق كل المدربين الذين تعاقبوا على الفرقة الحمراء على الإمكانيات الكبيرة للاعب أحمد الباشا، وظل واحداً من اللاعبين المفضلين لكل مدرب مر على الأحمر ابتداءً من الألماني كروجر مروراً بالكرواتي رادان ثم مازدا والمصري حسام البدري، ومن بعده البرازيلي ريكاردو والتونسي محمد عثمان الكوكي وأوتوفيستر وبرهان تية، إلا أن الفرنسي غارزيتو كان له رأياً مخالفاً حيث أطاح الباشا من قائمته، ولم يشاهد أحد الرسام في عهد الفرنسي.
هل يجدد الباشا للمريخ؟ الواقع يقول إن المريخ الآن في أمس الحاجة إلى خدمات الباشا في الموسم الجديد، خصوصاً وأن الأحمر خرج من التسجيلات بخفي حنين ولم يستطع أن يدعم صفوفه بعناصر يمكن لها أن تضيف الكثير للأحمر بعد أن أطاحت عقبة المال بمعظم الصفقات التي فتح بابها المريخ، المقربون يقولون: إن أحمد الباشا ناقم على الإدارة الحمراء لصمتها المطبق في استهداف الفرنسي له، وإنه مازال يفكر بالصوت العالي في مغادرة القلعة الحمراء إلى أحد أندية الولايات مع زملائه السابقين، وأن مفاوضات الأحمر له ستكون إهداراً للوقت والجهد لأن اللاعب راغب عن المشاركة مع الفريق في الموسم الجديد، فيما يقول آخرون إن الباشا مستعد للمشاركة والتجديد ليؤكد ظلم الفرنسي له خلال الموسم الماضي، وبين هذا وذاك يبقى السؤال: هل يجدد الباشا عقده ويستمر مع المريخ؟.