إعداد : عبدالرحمن ابوريدة / توثيق عدسة أبوبكر شرش الفنان الراحل محمود عبدالعزيز أستطاع أن يضع نفسه مع أساطير الغناء في السودان وان يسطر اسمه باحرف من نور في تاريخ الغناء السوداني بفضل ما قدمه من أعمال خالدة في ذهن المستمعين والمعجبين بفنه الراقي الذين عشقوه لحد الوله فرغم رحيله الذي مضت عليه ثلاث سنوات الا انه ظل حاضرآ عند جمهوره الذي ظل مخلصآ له ووفيآ لكل اشيائه بل ان جماهيريته اصبحت في تزايد اكثر مما كان عليه ففي كل يوم هناك من يكتشف نفسه انه يعشق الحوت وكثير من الناس لم ينتبه الى اغاني محمود ويتأملها الا بعد وفاته فتأكد انه يظلمه واصبح بعد ذلك من المدمنين له فالحوت لم يكن فنانآ عاديآ بل كان يصنع الحدث اينما وجد واينما ماحل فقد كان انسانآ وفنانآ ومبدعآ بكل ماتحمل الكلمة من معنى فابدع في اغنياته الخاصة وفي المدائح النبوية وفي اغنيات الغير فالحديث عنه يحتاج الي مساحات ارحب واوسع فنسأل الله له الرحمة والمغفرة . يحب المريخ ويشارك في كل مناسباته الراحل محمود عبدالعزيز تعلق قلبه بفريق المريخ منذ نعومة اظافره وظل يشجعه الى آخر لحظة في حياته ومخلصآ له وكان كثير التواجد في كل المناسبات المريخية واحتفالاته عند الفوز باي بطولة اوتحقيق الانتصارات اضافة الى مشاركته في المهرجانات الثقافية للنادي فكان يجاهر بحبه وتشجيعه للمريخ ويعلنها امام الملأ عكس الذين يتحدثون عن انهم يشجعون فقط المنتخب الوطني . علاقة خاصة تربطه بفيصل العجب علاقة قوية جمعت اسطورة الغناء باسطورة كرة القدم في السودان على وجه العموم والمريخ على وجه الخصوص وقائده السابق فيصل العجب فكان من اقرب الناس الى محمود ويعد فيصل العجب من اللاعبين المفضلين لدى الحوت ويكن له كثير من الحب والمودة والتقدير كما أن جماهير المريخ كثيرآ ماتطالب الفنان الراحل بترديد اغنية ( العجب حبيبي ) ويكون في قمة سعادته باداء هذه الاغنية الرائعة . ساهم في تسجيل صلاح الامير للمريخ دعم المريخ كثيرآ باسهاماته العديدة في جميع النفرات المريخية وتواجده الدائم والفاعل والدور الكبير والمقدر الذي لعبه في نادي المريخ وقد ساهم في تسجيل اللاعب الفلتة صلاح الامير الي فريق المريخ ولعب دورآ مهمآ في ان يكسب المريخ النجم المعروف صلاح الامير لاعب الخرطوم الوطني وقائده الحالي والذي يعد من أميز اللاعبين الوطنيين في السودان بفضل مايملكه من موهبة ومهارة لاحدود لها ومازال ينثر ابداعاته على الملاعب الخضراء . عالميآ يشجع البرازيل وافريقيآ نيجيريا لم يتوقف عشقه لكرة القدم على المستوى المحلي بل كان شغوفآ محبآ ومتابعآ جيدآ لكرة القدم علي المستوى الخارجي فكان من المعجبين والعاشقين لمنتخب السامبا البرازيلي اضافة الى ارتباطه ايضآ بتشجيع فريق النسور الخضر النيجيري والذي اشتهر بادائه القوي بفضل المهارات العالية التي يتمتع بها اللاعب النيجيري ويتميز بها عن غيره من اللاعبين الافارقة فيجمع مابين المهارة والقوة ويعطي الكرة الافريقية نكهتها الخالصة والمميزة الشمس كل يوم بتشرق اصلو ماتأخر شروقا أحب الاطفال وأعطاهم جزءا من وقته وتغني لهم بعدد من الاغنيات وفي هذا الجانب قد يكون اراد ان يوفي بعض الدين لبرنامج جنة الاطفال الذي شهد بدايته الاولي مع عالم الغناء ومساهماته في ذلك البرنامج فاغنية دنيتنا الجميلة التي صاغ كلماتها الشاعر التجاني حاج موسى هي من أجمل الاغنيات التي تغنت للاطفال فابدع فيها محمود عبد العزيز وعمل علي تصويرها عن طريق الفديو كليب بمشاركة الاطفال في الاداء وكانت لفتة بارزة من فنان كبير ان يعطي الاطفال مساحة في اغنياته ويشاركهم فرحتهم ويتغني لهم . مشاركة مميزة ببرنامج اغاني واغاني كان ومازال برنامج اغاني واغاني من البرامج ذات المشاهدة العالية داخل وخارج السودان بالنسبة للمشاهد السوداني وذلك بفضل التقديم المرح من الشاعر والمسرحي الكبير السرقدور الذي يعطي البرنامج نكهة مميزة بقفشاته وتعليقاته الساخرة والمعلومات التاريخية التي يعمل على تمليكها للمشاهد ولكن مشاركة محمود كانت ضربة معلم للقائمين على امر البرنامج فقد زادت مشاهدته بفضل القاعدة الكبيرة من المعجبين المتعلقة حول الشاشة لمشاهدة نجمها وفنانها المفضل محمود عبدالعزيز وقد أجاد بدرجة امتياز في اداء كل الاغنيات المختارة من قبل السر قدور وصنفت من اجمل الحلقات التي تواجد فيها الفنان الراحل . كردفاني من اول مرة سمعته تأكدت انه فنان حكى الفنان والملحن والموسيقي عبدالله كردفاني عن العلاقة القوية التي ربطت بينه وبين الحوت حيث قال : اول مرة اتعرف على محمود قد كان في سن صغيرة جدآ اتت به والدته الى منزل شقيقتي بكوبر وطلبت مني أن اخبرها مااذا كان له مستقبل في عالم الغناء ام لا.. لانه اصبح كثير الغياب من المدرسة والذهاب للتلفزيون للغناء في برنامج الاطفال وقد كنت وقتها اتيت توآ من العمل وطلبت منه ان يغني فاذهلني صوته ومنذ ذلك الحين شعرت انه صاحب صوت غير عادي وظل كثير التردد على منزلي بكوبر فاترك له الدفاتر التي بها كثير من الاغنيات فعندما اعود من عملي اجده قد حفظ على اقل تقدير ثلاث اغنيات ولا يذهب الى منزله مالم اعزف له ويغنيها ثم يأتي في اليوم التالي ليفعل ذات الشئ ومن الاغنيات التي لحنتها له اغنية ياعمر وقد اشرفت على توزيع البوم ياعمر وكذلك اغنية بعد الفراق وغيرها من الاغنيات ويستشيرني في كل اختياراته واحيانآ اقترح عليه بعض الاغنيات فيرفضها بكل احترام ويقول انها لاتتناسب مع صوته وكان بقول لي ابوي ماحصل قال لي عبدالله . أبدع في مدح المصطفي صلي الله عليه وسلم الابداع معينه لابنضب ابدآ عند الاسطورة محمود عبدالعزيز فيملك ادواته ويجيد فنه في مختلف ضروبه المتعددة فاجاد في مدح المصطفى عليه الصلاة والسلام ووجد قبولا غير منظور من رجال الطرق الصوفية الذين اشادوا بطرقه لهذا الباب وبهذا يسهم في ايصال سيرة النبي الى الشباب الذين هم الغالبية العظمى من جمهوره فكان هناك ارتباط وثيق بينه وبين اذاعة الكوثر وقناة ساهور التي اظهرت محمود كعاشق للحبيب المصطفى عليه افضل الصلاة واتم التسليم ومن المدائح التي قام بتلحينها أهاجر ليك زي صفوان .. ومدحة طه النبي الاماما وهما من كلمات الشيخ خالد المصطفى .. وبكل مقاييس الرسم الاشهر على الطلاق من بين جميع القصائد التي انشدها . تغني للوطن ولفلسطين حب الوطن كان حاضرآ في مسيرة محمود عبدالعزيز وكان دوره فاعلا تجاهه وقد لبس الكاكي والهب حماس الشباب في سبيل نصر البلاد والمشاركة في صد العدوان من قبل المتمردين وتغنى باغنية موطني حتى سأفني هاهنا وهو اليوم تحت تراب الوطن العزيز الذي احبه واراد أن يكون في ارضه وكذلك قضية فسلطين أخذت حيزاً في ابداعه المتدفق الاعمال الخيرية وتكريم المبدعين يعلم تمامآ ان رسالة الفنان لم تتوقف عن الغناء فقط فلذلك كان من اكثر الناس حبآ للخير ومساهمآ في جميع الاعمال الخيرية عن طريق مجموعاته اقمار الضواحي ومحمود في القلب التي واصلت في ذات النهج بعد رحيله ومازالت تعمل بكل تناغم وانسجام في اعمال الخير التي نسأل الله ان يجعلها ثوابآ عليه ومن خلال مركز محمود العالمي للفنون كان يعمل علي تكريم المبدعين من ابناء وطني بالنادي العائلي بالخرطوم . غني للمزاد كان لحي المزاد مساحة في اغنياته وتغني له باغنية شمس المزاد التي قام بادائها عرفانآ لهذا الحي العريق الذي نشأ وترعرع فيه حيث يقول مطلعها: قوم بينا العمر رحلة فوقه الغيمة مبتهلا بنفرح بشذا النوار وقت شمسالمزاد تحلى 17يناير 2013 تاريخ حزين في عالم الحواته 17 يناير 2013 لم يكن تاريخآ عاديآ فبعد أن قاطع الحواتة حفلات رأس السنة في ذلك العام فاجأهم الرحيل المر لمعشوقهم وملهمهم الفنان الاسطورة محمود عبدالعزيز بعد مسيرة ناجحة ومليئة بالكثير من الاعمال الفنية والخيرية وكان تربط بينه وبين معجبيه صلة تتفوق في بعض الاحيان على صلة القرابة وقد ظل جمهوره وفيآ ومخلصا له وفي كل عام يتجمعون لاحياء ذكراه العطرة وهم اليوم في احب الاماكن الى محمود استاد المريخ الذي عشقه وادمن حبه فله الرحمة والمغفرة بقدر مااعطى وقدم لهذا الوطن ولهذا الشعب الطيب .