خسر الهلال نتيجة مباراته أمام بطل كينيا قورماهيا صاحب ال 15 لقباً، منها ثلاثة على التوالي، بواقع هدف وحيد وجاءت المباراة في الإطار الودي على شرف مهرجان السياحة والتسوق الذي تستضيفه مدينة بورتسودان، وعطفاً على التجارب الإعدادية السابقة التى خاضها الفريق الهلالي في سوسة التونسية توقع الكثيرون أن ينفجر الفريف إبداعاً ويدك شباك ضيف البلاد بالعديد من الأهداف إلا أن شيئاً من هذا القبيل لم يحدث ليقبل الفريق الهزيمة في ثغر السودان الباسم بعد غياب عن المدينة لثلاث سنوات، ومن الناحية العملية تبدو الخسارة بهدف وفي الإطار الودي ليس بالأمر الخطير الذى يدعو للقلق، إنما تعد تجربة حقيقة ودرس مجاني قدمه الكينيون لمدرب الهلال ولاعبيه لتصحيح بعض الخطوات قبل شد الرحال نحو عروس الجبال مدينة كادوقلي لمنازلة هلالها في افتتاحية الدوري الممتاز في مباراة ستكون صعبة من واقع التجارب السابقة أمام أسود الجبال التي استعدت بشكل مميز تحت قيادة الخبير الوطني شرف الدين أحمد موسى الذي خلف كفاح صالح في كابينة التدريب، وبالعودة إلى تفاصيل الجولة الإعدادية للهلال نجد بأن الفريق ظهر بشكل جيد جداً، و لكن نجوم الخط الأمامي لم يحالفهم التوفيق في هز شباك قورماهيا وتأمين نتيجة الجولة وإسعاد جماهير الفريق المتشوقة، وتبدو عدة أسباب منطقية لظهور الفريق بشكل سيء للغاية خاصة في الحصة الثانية ومن أهمها الإرهاق الذي لازم اللاعبين الذين خلدوا لفترة تدريبات طويلة ولم يجدوا سوى يومين للراحة السلبية وعادوا المسيرة واللعب أمام فريق متمرس ومنتشي بفوزه بالبطولة المحلية، بجانب المشاركة في دوري أبطال أفريقيا، كما لعب بحماس كبير أمام فريق الهلال المصنف كأفضل الفرق الأفريقية بحسبان تواجده بصفة دائمة في الأدوار الختامية لكبرى البطولات الأفريقية، وجود أكثر من ثلاثة لاعبين في القائمة الأساسية أثر بشكل واضح على التجانس والتفاهم بين اللاعبين في الخطوط الثلاثة، ولكن الأمر ليس مقلقاً بقدر ما يمثل مكسباً كبيراً و فرصة ذهبية لتعديل الأوضاع قبل تدشين الموسم الكروي بصفة رسمية. منع الغرور بعد معسكر سوسة من منافع الخسارة أمام قورماهيا ستجعل لاعبي الهلال يؤدون بشكل مميز في الفترة المقبلة ،لأن الفريق لم يتذوق طعم الخسارة في خمس مباراة في معسكره الطويل بتونس بجانب الأداء المميز المقرون بالفوز ربما يكون أغرى لاعبي الأزرق و مدربهم على التراخي واللعب بقوة أقل وربما الاستهوان بالمنافس القادم من منطقة سيكافا التي شهدت طفرة كروية في السنوات الأخيرة، فحتى الجمهور والإعلام الهلالي كان يتوقع أن يفوز الهلال على الفريق الزائر بنتيجة كبيرة ولكن خسر الفريق بهدف ولعلها سانحة أخيرة لمراجعة المستويات قبل الدخول بشكل جدي في المنافسات خاصة بأن الطموح في هذا الموسم يتجاوز الفوز بالبطولتين المحليتين كأس السودان والدوري الممتاز الذي سينطلق اعتباراً من يوم 26 من يناير الحالي. توقيت مناسب ظل الجميع ينادي بتجربة قوية أمام فريق أفريقي وها هي الظروف أهدت الجهاز الفني الأزرق فرصة اللعب أمام قورماهيا المتطور والذي استطاع أن يلعب مباراة أشبه بالرسمية في بطولة كبيرة ليجبر الأزرق على ارتضاء الخسارة، ولكن بالحسابات تعد الخسارة في وقتها تماماً وستساعد الإطار الفني بمعالجة أوجه القصور واكتشاف الأخطاء القاتلة بجانب تثبيت التشكيلة الأساسية بعدما وقف على مستويات جميع اللاعبين في التمارين والمباريات العديدة في فترة المعسكر التحضيري. مباراة كادوقلي خطيرة أيام قلائل و يبدأ الهلال مشواره المحلي بمباراة من العيار الثقيل أمام هلال كادوقلي الذي ظل ينصب الشرك لناديي القمة منذ صعوده ورغم معاناة الأسود الموسم الفائت إلا أنهم اقتلعوا نقطين غاليتين من أمام الهلال والمريخ، وفي هذا الموسم يشهد الفريق استقراراً كبيراً رغم ضعف حركة تسجيلاته وانتخاب مجلس إدارة جديد إلا أن قرائن الأحوال من واقع تجهيزاته الفنية تقول إن الأزرق سيجد معاناة كبيرة في كادوقلي لرغبة الأسود المسنودة بدعم الأنصار هناك بالإضافة لحماس لاعبي الفريق المزودين بتوجيهات وخبرات الكابتن شرف الدين، فهل يتألق الأزرق ويحسن استهلال الموسم بانتصار خارج قواعده أم يقع في مصيدة أسود الجبال التى تسعى لموسم مختلف بعد أن فلت الفريق من فخ الهبوط بأعجوبة. تعجل الحكم لا يمكن بأي حال من الأحوال الحكم على النهائي على أداء لاعبي الهلال سواء قدامى أو جدد محليين أو أجانب فمدة ال90 دقيقة لا تكفي، ويجب أن يتم منح اللاعبين جرعات الثقة ومنحهم فترة من الوقت ومن ثم تقييم أداءهم وأي حديث عن تألق أحد اللاعبين أو إخفاق آخر سيكون حديث انطباع ولا يقدم إنما يؤخر مسيرة الفريق. تثبيت التشكيلة من أهم المطالب المنطقية ضرورة تثبيت تشكيلة واحدة للفريق الأزرق لأن فترة التجريب انتهت مع المعسكر، والاستقرار يولد من رحم مشاركة ال11 لاعباً مع بعض باستمرار ثم يظهر التجانس والتفاهم، وربما تبدو سياسة التدوير مفيدة ولكن ليس في كل المراكز، فهل يعمل الفرنسي كافالي بالقاعدة ويختار تشكيلة أساسية متناغمة تجمع ما بين روح الشباب وخبرة الكبار بأداء ممزوج بالقوة والمهارة ؟.