* لا زال السيد أشرف الكاردينال رئيس نادي الهلال متأثراً بخروج الفريق من دوري أبطال أفريقيا، أكثر من الجماهير التي ارتضت بالأمر الواقع ولكن الكاردينال الذي قطع وعداً جديداً بقيادة الفريق للفوز بدوري أبطال أفريقيا، متأثر أكثر من اللازم، وخير دليل على ذلك قراراته الأخيرة التي أدت إلى إنهاء خدمات 4 محترفين أجانب ومن ثم قرر تحويل هيثم مصطفى إلى تدريب الفريق الرديف في تخبط جديد يؤكد أن الخروج الأفريقي أفقد الرئيس توازنه تماماً وجعله يواصل في قراراته المفاجئة بصورة تترك أكثر من علامة استفهام. * إذا اعتبرنا قرار شطب المحترفين قراراً صحيحاً حتى اذا كان توقيته خطأ لأن الفريق بلا استحقاقات خارجية لا نفهم دواعي تحويل هيثم مصطفى إلى تدريب فريق الشباب الذي يشرف عليه خالد جوليت، لأن هيثم هو الرجل الثالث في الجهاز الفني وغير مسؤول عن الخروج الأفريقي ولكن الكاردينال أطاح بالضل وترك الفيل لأن العشري هو المسؤول عما حدث، ويبدو أن ما ذهب إليه البعض أن أيام العشري في الهلال قد انتهت صحيحاً، وقد نقرأ اليوم قرار إعفاء العشري وتكليف مبارك ومن ثم إعفاء مبارك وتعيين جهاز فني جديد وهكذا تبدو الأشياء بكل هذه السهولة عند الكاردينال. * يخطئ الكاردينال كثيراً إذا اعتقد أن مثل هذه القرارات يمكن أن تجعل جماهير الهلال تنسى الطريقة التي خرج بها الفريق من دوري أبطال ويخطئ أكثر اذا اعتقد أن مثل هذا القرارات الانفعالية يمكن أن تجعل الفريق يفوز بلقب دوري أبطال أفريقيا والجماهير لم تنسى بعد حكاية هلال 2015 الذي قال أنه سيحسم نتيجة المباراة في ربع ساعة وهلال 2016 الذي قال انه سيتوج بالأميرة السمراء، وفي النهاية طلع كلام والسلام. * كنت أعتقد أن اجتماع الهيئة الاستشارية للنادي بالكاردينال سيجعل الرجل يخرج من الاجتماع أكثر تماسكاً وهدوءاً وتركيزاً لاتخاذ القرار الذي يصب مصلحة النادي ولكن يبدو أن الرجل ترك مخرجات الاجتماع في حدائق الاسكلا، وتمسك بسياسته الجديدة التي ستقضي على الأخضر واليابس دون أن يقول له واحد من أعضاء المجلس (تلت التلاتة كم) لأن الكاردينال هو من يدفع ومن يقرر وما عليهم إلا التزام الصمت أو فتح صدورهم لهجوم الآلة الإعلامية التي لا تخشى لومة لائم من أجل أن يكون الكاردينال هو الناهي والآمر في الهلال وبقية الأعضاء مجرد كومبارس. * اكرر اليوم ما قلته للكاردينال قبل أيام عندما طالبته بالجلوس مع نفسه ومراجعة مشواره القصير مع الهلال، حتى يعرف أن يسير الآن، وأتمنى أن لا تغره الجوهرة الزرقاء لأن جماهير الهلال التي قال أنه يعمل من أجل إسعادها لا تريد منشآت بلا فريق كرة قدم وبناء فريق كرة القدم يتم بالاعتماد على خبراء التدريب وليس على مدرب متواضع القدرات، يريد أن يقول الناس أنه مدرب الهلال، وفي نفس الوقت حماية الكاردينال لبعض الصحافيين ومنحهم أهمية أكثر من أعضاء المجلس تضر بالفريق كثيرا وبالكاردينال أكثر وإذا كان الرجل يخشى ردة فعلهم فأن جماهير الهلال قادرة على حمايته. * القرارات التي اتخذها الكاردينال بإنهاء عقودات نيلسون وسيسيه وابيكو وموكورو وتحويل البرنس إلى تدريب فريق الشباب ما هي ألا مسكنات، ولن تخرج الهلال من أزمته الحالية والعلاج واضح وعلى الكاردينال أن يواصل ثورة التغيير، ويخلص الهلال من بؤرة المشاكل ومصنع الأزمات، وإذا لم يصدر القرار الذي ينتظره كل الهلالاب فان قراراته الأخيرة تبقى تحصيل حاصل فقط ولن تعيد الاستقرار إلى النادي. * خلاصة القول أن مايمر به الهلال من فقدان للتوازن وعدم استقرار يعود إلى سياسة اشرف الكاردينال التي ستعجل النتائج والعمل بنصيحة من يضع مصلحته فوق الجميع، ويعتبر نفسه وصياً على الهلال، ولن يعود الاستقرار إلى الهلال الا أن يدرك الكاردينال أن الهلال فريق السواد الأعظم من الشعب السوداني وليس واحد من شركاته الخاصة.. والسلام.