* تبقى مواجهات الهلال والأهلي الخرطوم من أقوى واشرس المباريات، بل ظل الأزرق العاتي يعاني دائماً أمام فرسان العاصمة، وحتى اذا لم يكن هنالك تفوق يذكر لأهلي الخرطوم على الهلال في الممتاز، فإن الهلال يفوز دائماً بصعوبة مع وجود حالات شاذة كان فيها الهلال هو الناهي والآمر في الملعب ولكن الثابت أن الأهلي يقاتل دائماً بسبع أرواح عندما يكون في مواجهة الهلال. * وتمثل مباراة اليوم تحدياً فريداً من نوعه بالنسبة للهلال الذي يسعى لدخول حقبة جديدة في تاريخه، وبشعار فريق المستقبل الذي بشر به السيد أشرف الكاردينال رئيس النادي بعد أنهاء خدمات 4 لاعبين محترفين أجانب، الشئ الذي جعل مباراة اليوم هي الخطوة الأولى لبناء الهلال الجديد مع إننا ضد كلمة البناء، لأن الفريق لا يمكن أن يستغنى عن عضمه وفي نفس الوقت يرفع شعار الفوز بالالقاب. * مباراة اليوم في نظري أخطر مباراة في مستقبل الهلال، خاصة بعد الخروج المبكر للفريق من دوري أبطال أفريقيا وردود الأفعال العنيفة التي خلفها هذا الخروج، مما يضع اعباء إضافية على اللاعبين الذين أصبحوا مطالبين بتقديم أفضل ما عندهم من أجل الفوز حتى يعيدوا التوازن والإستقرار للفريق وإن أي تعثر سيقضى على الأخضر واليابس ويزيد من رقعة التوتر والإنفعال، واتمنى أن لا يؤثر الضغط النفسي على اللاعبين و ينعكس على مردودهم في الملعب. * المسؤولية كبيرة على المصري طارق العشري المدير الفني للفريق في مباراة اليوم والفرصة أمامه كبيرة لنقل الفريق إلى الضفة الآمنة، وتأكيد أحقيته بتدريب الهلال، وقبل ذلك عليه أن يكون واقعياً ويتعامل مع المباراة بمنطقه لا بمنطق مجلس الإدارة الذي يريد أن يثبت صحة قراره في الإستغناء عن المحترفين الأجانب وعليه أن يعتمد في تشكيلته على اللاعبين الخبرة مع منح الفرصة لبعض اللاعبين الشباب الذين يملكون خبرة مواجهة الجماهير مثل وليد علاء الدين واطهر الطاهر ومحمد عبدالرحمن. * دعوة البعض بمنح الفرصة للاعبين الشباب اليوم حديث لا يسنده منطق خاصة في مباراة اليوم، وصحيح أن الهلال يملك مجموعة من الشباب الواعدين ولكن مباراة اليوم هي مباراة اللاعبين الكبار، حتى لا نخسر نجوما في قامة بشة وكاريكا ونفقد شباب في مهارة ولاء الدين وصهيب وعماد الصيني، والبناء لا يتم بين ليلة وضحاها بل بعد صبر كبير، مع مشاركة الشباب بالتدرج حتى يكسبوا الثقة ويصبحوا محل رهان لا يخسر. * الفارق كبير بين الهلال والأهلي في كل مقومات كرة القدم، ففارق النقاط (15) فالهلال له 25 نقطة في الصدارة وللأهلي 10 نقاط فقط في المركز الثاني عشر، ولكن هنالك نقطة ينبغي أن لا تفوت على أحد وهي إن الفريق الباحث عن طوق النجاة يستأسد دائماً أمام الفرق المتصدرة، وبالتالي فإن الحذر واجب في هذه المباراة الخطيرة وينبغي أن يمنحها الهلال إهتماماً أكبر من المباريات الكبيرة. * على جماهير الهلال أن تكون حاضرة في استاد المريخ، وتنسى حكاية الخروج الأفريقي، وتشجع اللاعبين حتى يتجاوز هذه المحطة ومساعدة المجلس في اتخاذ القرارات التي تعيد الإستقرار للنادي، وأن قوة الهلال في وجود الجماهير في المدرجات، فالجماهير هي اللاعب الذي يسجل الهدف وهي ماكسيم ومساوي والثعلب وكاريكا وبشة وولاء الدين ومحمد عبدالله وقبل ذلك هي السنارة التي يصطاد بها الفريق المنافسين.. فكونوا يداً واحدة من الهلال واتركوا التحزب والتفرق من أجل يكون الهلال في المقدمة دائماً. * الشئ المؤكد أن مباراة اليوم صعبة صعبة على الهلال، وإن الفريق يعاني نفسياً بعد الخروج الأفريقي، والأهلي يريد استغلال تألق حارسه أكرم الهادي مع صقور الجديان واستغلال ظروف الهلال أيضاً، ولكن ثقتنا في سيد اسياد أفريقيا لم تهتز على الإطلاق ويبقى دائماً مرشحاً للفوز.. وسيفوز بعرق لاعبيه وهتاف جماهيره، فقط على العشري أن يكون أكثر حكمة ويبتعد عن المغامرة ويلعب على المضمون واذا عدت هذه المباراة بسلام فإن مستقبل الهلال سيكون جميل وأخضر.. وقبل الوداع يبقى الهلال هو الرقم الصحيح في الكرة السودانية وما دونه صفر على الشمال.