* خمسة أهداف ولا أحلى أودعها الهلال في شباك مريخ الفاشر أمس، بعد أن قدم مباراة في غاية الروعة وتفوق على السلاطين بالطول والعرض وأكد إنه بدأ يتعافى من ضغط الخروج الأفريقي، وتحرر اللاعبين من كل الضغوط وأعادوا الفريق إلى أيام زمان وأجبروا الجماهير التي كانت متوترة قبل انطلاقة اللقاء على التشجيع والتفاعل مع الأداء الراقي والأهداف الجميلة التي شهدتها المباراة وقد كان واضحاً أن المصري طارق العشري بدأ يتعرف على قدرات لاعبيه وأن التشكيل الذي بدأ به المباراة كان مثالياً وحقق المطلوب. * كانت الفوارق كبيرة بين الهلال ومريخ الفاشر وبعد 10 دقائق فقط، أحكم الهلال سيطرته على الوسط برغم من أن أبوعاقلة لم يكن في مستواه المعروف ولكن ارتفاع مستوى وليد علاء الدين وصهيب الثعلب وتحركات محمد عبدالرحمن في الهجوم جعل الفريق يفرض أسلوبه على السلاطين الذيم حاولوا فعل شيئاً ولكنه فشل في الوصول لهدفه ونال أجر الاجتهاد. * الأجمل في المباراة أن الأهداف الخمسة كانت ملعوبة، والتنفيذ في غاية الروعة، خاصة الهدف الأول الذي سجله محمد عبدالرحمن من تمريرة صهيب الثعلب الذي ارتفع مستواه عن المباراة السابقة والهدف أكد عبقرية ميدو الذي خدع الجميع وسجل هدف لا يسجله إلا المهاجمين الكبار، وهدف صلاح الجزولي كان في قمة الروعة واعتقد أنه أغلى الأهداف لأنه الأولى للاعب الذي كان يعاني من ضغط نفسي رهيب وأتوقع أن ينعكس هذا الهدف على مستوى اللاعب في المباريات القادمة، ونحمد للعشري أنه منح الجزولي فرصة إكمال المباراة. * في الشوط الثاني كان الهلال هو الأفضل والأخطر والأجمل ويكفي أنه سجل أربعة أهداف في هذا الشوط، بعد أن أضاف محمد عبدالرحمن هدف ذكي وترك الثعلب بصمته في الشباك واختتم المخضرم كاريكا بهدف جميل ورائع وفي الزاوية الضيقة ويشابه الهدف الأول الذي سجله محمد عبدالرحمن، والأجمل من ذلك غياب العشوائية وعودة التمريرات القصيرة والتنوع في اللعب والأداء الجماعي الذي كان غائباً منذ فترة. * هذه العودة القوية للفريق والأداء الرفيع للاعبين يتطلب توحد جماهير الهلال وتصافي النفوس والتسامح وطي صفحة الخلافات إلى غير رجعة ،لأن الهلال بيت كبير يسع الجميع وأتمنى صادقاً أن يبادر السيد أشرف سيد أحمد الكاردينال رئيس النادي بتطييب خاطر الجماهير حتى تعود إلى المدرجات، لأن قوة الهلال في جماهيره وقرارات المجلس وأعماله وانجازته تأخذ شرعيتها بتأييد الجماهير وهناك متسعاً للوقت لمعالجة ما خلفته الأحداث الأخيرة. * والهلال لم يخرج من المباراة بالأهداف الخمسة والنقاط الثلاث والاحتفاظ بالصدارة ، بل كسب خط الهجوم الذي عاد للتسجيل ويكفي أن المهاجمين الثلاثة الذين شاركوا في المباراة سجلوا 4 أهداف من الأهداف الخمسة وهذا مؤشر جيد قبل المباريات القادمة وعندما يقوم الهجوم بحسم المباريات وهذ الشباك فإن الفريق يسير في الطريق الصحيح وتسجيل محمد عبدالرحمن هدفين جميلين سيجعل اللاعب ينسى الخوف من الإصابة ويبحث عن الأداء وكذا الحال لمدثر كاريكا الذي رد بياناً بالعمل أنه مهاجم من طينة الكبار. * كل اللاعبين كانوا نجوماً في المباراة من جانب الهلال ولكن اعتقد أن مثل برمودا المكون من وليد علاء الدين وصهيب الثعلب ومحمد عبدالرحمن هم رجال المباراة الحقيقية كما وضح التفاهم بين عمار الدمازين وسيف مساوي، مع ارتفاع مستوى نصر الدين الشغيل ولكن على غير العادة كان أبوعاقلة بعيداً عن مستواه المعروف بالرغم من مجهود الكبير في الملعب، وكذا الحال لأّطهر الطاهر الذي قدم مباراة أقل من مبارياته السابقة ولم يدعم الهجوم كما تعودنا منه وأن أدى دوره الدفاعي كما ينبقي، وحتى كاريكا وبشه وإيشيا الذين شاركوا في ربع الساعة الأخيرة شكلوا الإضافة المطلوبة وحافظوا على نسق الأداء. * وخلاصة القول إن الهلال عاد من بعيد إلى مستواه المعروف وأن عادت الجماهير إلى المدرجات وتصافت وتخلت عن تشجيع الأفراد فإن الهلال سيدهس الجميع دون رحمة ولن يقف أمامه أي منافس.. وقبل الوداع الهلال في الصدارة بجدارة. والسلام.