رسمياً تنطلق اليوم الأربعاء 11 مايو حركة انتقالات لاعبو كرة القدم وتدخل جميع الفرق سوق اللاعبين من أجل ملء الوظائف التي تعاني في نصف الموسم المنقضي وكل مدرب وضع خارطة وحدد العناصر التي يحتاجها من وطنيين أو أجانب و من ثم ينتظر القرار الإداري الخاص بتوفير الميزانيات الكافية لذلك، ولكن في الكثير من الأحيان نجد بأن الإدارة تسجل اللاعبين وفقاً لمعايير إدارية ليجد المدرب بأن فريقه ضم نجوم غير قادرين على تسجيل الإضافة الفنية المرجوة ليتهم الإدارة بالتقصير في الواجب، ونجد بأن عملية التسجيلات في السودان تصاحبها ضجة كبيرة خاصة من قبل ناديي القمة لنجد الجماهير متجمعة في أكاديمية كرة القدم تنتظر اللاعبين منذ ساعات مبكرة من الصباح وفي حال تسجيله تحملهم على الأعناق ليصاب اللاعب بالدهشة خاصة إذا كان أجنبياً. معظم الأندية تسجل بدون رؤية فنية التسجيلات في السودان دوماً ما تنال طابع إداري بحت لتضطر الإدارة بنهاية الموسم شطب نفس اللاعب فتجد بأن الكثير من اللاعبين يكتفون بالمشاركة في التمارين و المباريات الودية دون تسجيل الإضافة المرجوة، وللأسف نجد بأن اللاعب الأجنبي المحترف يجلس على الدكة طوال فترة الموسم مما يطرح عدد من التساؤلات حول كيفية تسجيله واستحقاقه المبالغ الكبيرة التي دفعت له نظير الانتقال . التسجيلات موسم السماسرة كل موسم تقع الأندية في ذات الأخطاء بالكربون دون أن تدرس الأخطاء السابقة مما يضيع عليها الكثير من الملايين التي تدفع، فالأندية المحترفة في كل أنحاء العالم توكل مهمة التعاقد مع اللاعبين الجدد كشافين خبراء، ولكن في السودان تبحث الأندية عن اللاعب المتاح بغض الطرف عن قدرته على المشاركة الإيجابية وخدمة فريقه الجديد، ويمكن القول بأن وكلاء اللاعبين والساسمرة هم أكثر الفئات المستفيدة من هذه الصفقات المضروبة وتأتي ذات الأندية في فترة ثانية بالتعامل بذات الطريقة العقيمة دون دراسة حال لأمر، و هنالك أندية تقوم بعملية الشطب الجماعي بطريقة تعيق عمل الجهاز الفني وحتى على المستوى الأول هلال مريخ قطبي الكرة في البلاد يكررون التجارب الفطيرة فثمّة سؤال متى تتعامل الإدارات في الأندية باحترافية مع ملف التسجيلات ؟. انتهاء العقود يسبب أزمة لعدد من الأندية عدد كبير من الأندية وقعت في موقف حرج حيث تملك أكثر من خمسة وستة للاعبين عقودهم منتهية أو تبقت له ستة شهور والقانون يكفل له التفاوض والانتقال لأي نادٍ خاصة إذا كان هذا اللاعب محترفاً، لتنهك الأندية مالياً بالصرف الكبير خاصة في حال تدخل أندية تريد كسب النجوم المنتهية عقودهم، وعلى سبيل المثال يعاني فريق مريخ الفاشر في التسجيلات الحالية، لأن الفريق يملك سبعة لاعبين مطلقي السراح مما يجعل أمر إعادة التعاقد معهم أمر في غاية الصعوبة خاصة من الناحية المالية، لتتجه الإدارات إلى الاستعانة بنجوم صاعدين من فرق صغيرة من أجل المشاركة ويترتب على ذلك اهتزاز الأداء العام في الفترة التالية للموسم. ماهي جدوى فرق الرديف ؟ من الشواهد في التسجيلات الماضية والتي ستنطلق اعتباراً من اليوم تكرر ذات الأسماء متبادلين الأدوار في الأندية خاصة أندية الدرجة الممتازة ليطرح السؤال لماذا لا نرى نجوماً جدد في الدوري الممتاز؟، وأين لاعبو الفرق الرديفة؟ ولماذا تم تكوين فرق الشباب وتنظيم المنافسات؟، فأغلبية الأندية تهمل أمر اللاعبين الشبان ولا يتم تصعيدهم مباشرة للفريق الأول بعد تجاوزهم للفترة القانونية في الفرق الصغيرة . شعارات وألقاب والمحصلة صفرية هل تختفي هذه الظاهرة؟ فترة التسجيلات في كل موسم جديد في السودان يصاحبها الكثير من الشعارات والدعاية في وسائل الإعلام وحتى وسائط التواصل الاجتماعي من قبل الإداريين الذين يطلقون عبارات ظلت ثابتة على شاكلة قنبلة التسجيلات والنجم الظاهرة وقيامة التسجيلات والعديد من المفردات على شاكلة خطف و مطاردات واستعادة وإغراءات و تحريض وتمرد وإدخال الوالدين في الموضوع عندما تسمع الحديث للمرة الأولي تستبعد أن يكون عن رياضة ولعبة، ويهلل الجمهور للاعبين و كأنهم يملكون عصا موسى و سيغيرون حال الأندية بين ليلة و ضحاها وتصفهم الصحافة الرياضية بالألقاب الأسطورية والتشبيه بالنجوم العالميين ولكن عندما تحين لحظة الحقيقة ويداعب اللاعب «الجلد المدور» يكتشف الجميع بأن هذا اللاعب لا يملك الكثير من الإمكانيات الفنية و تسجيله في الفريق المعني بالخطأ الكارثي الكبير وأن تسجيله تم بدون رؤية فنية واضحة ومراعاة الحاجة الفنية وقدرة اللاعب على تسجيل الإضافة الإيجابية، ونجد بأن الكثير من المشجعين يتجمعون فرادى و جماعات أمام مكاتب التسجيلات بأكاديمية كرة القدم رغم قرار الحظر المفروض من قبل لجنة التسجيلات التي تستعين بالشرطة لمنع الازدحام، ولكن المتعصبين للأندية يحتفون باللاعب الجديد بشيء من المبالغة و حمله على الأعناق والكثير من اللاعبين الأجانب الذين يستغربون من هذا الاحتفاء وفي الكثير من المرات يكون هذا الاحتفاء الخرافي سبباً في دخول الغرور في نفس اللاعب الجديد ويشعر بالعظمة أو الرهبة في بعض المرات ويفشل في التأقلم واللعب براحة وبطريقة اعتيادية.