حتى نذكر الناس فقد حلت (كل ) الألعاب السودانية في دورة كل الألعاب الأخيرة في المركز الأخير ( الطيش ) دون منازع وتفوقت عليها في الترتيب .. الصومال .. وجيبوتي .. وجزر القمر .. !! في كل مكان في الدنيا يحترم الناس الإعلام بمختلف وسائطه إذاعات .. قنوات تلفزيونية صحافة وغيرها .. ودائما ما يتم الإستفادة من النقد والتبصير الذي يوجه عبر هذه الوسائط لأجل الفائدة العامة .. يحدث هذا في كل العالم ولكنه لا يحدث لدينا .. فالإعلام هنا وبفضل بعض ( أهل الفضل ) وممارساتهم تحول لمجرد اداة لتحقيق المآرب الشخصية التي تتوزع ما بين تصفية الحسابات وقتل الشخصيات .. وإحياء من كانت في عداد الأموات .. !! تحول الإعلام الى آلة تمجد الباحثين عن المجد وهم غير مستحقين له .. وماكينة توزع الجهل والكذب وترمي الناس بالباطل .. لذلك فقد الإعلام السوداني إحترامه ( الفطري ) الموجود لدى كل الناس فأصبحت الإذاعات تتحدث ( للهواء ) فيدخل حديثها من هنا ليخرج من هناك .. وتكتب الصحف وتطبع لصالح فتستفيد مصانع ( اطباق البيض ).. وتعرض القنوات الفضائية تصاويرها في صالة خاوية من الناس .. لا أدل على حديثي هذا مما كتب وعرض عبر كل وسائطنا الإعلامية عن الميدالية الذهبية في ( الخيبة ) التي حققتها بعثتنا للدوحة دون أن نسمع بأي تحرك أو ردة فعل من المسئولين ( أمام الله ) تجاه هذا الأمر .. ما يشير إلى أن القضية سوف تقيد ( ضد مجهول ) ويذهب الأمر وكأن شيئا لم يحدث .. !! و اكاد اجزم أن تدخل الإعلام بكل ثقله في هذا الامر ربما يشجع أولي الأمر على تجاهل كل ما حدث .. فمنذ متى كان الإعلام وخاصة الإعلام الرياضي ينظر للصالح العام ..!! هكذا اظنهم يقولون .. ثم يردفون وما المشكلة في أن تحل في المركز الطيش .. فالطيش عند الله ( بيعيش ) ..!! وهذا للذين لا يعلمون هتاف كان قد ابتدع لأجل رفع الروح المعنوية لدى ( طيوش ) المدارس زمان ..!! تحدثت القنوات الفضائية والإذاعات وكتبت الصحافة ودونت المنتديات الأليكترونية .. الكل أجمع على أن ما حدث في دوحة العرب ينبغي أن لا يمر دون محاسبة .. الكل يرى أن هنالك خطأ كبيرا قد وقعت فيه الإتحادات التي شاركت في هذه الألعاب وهي لا تمتلك ما يمكن ان تقدمه فقامت بتغليب مصلحة الأشخاص وحاجتهم للسفر و (الفسحة) على مصلحة وسمعة بلد بحاله .. سافرت عدد من الإتحادات بمنتخبات تمثل السودان في ظل عدم وجود أي نشاط منتظم لها على الصعيد المحلي .. فلم يسمع الناس أبدا ابدا عن منافسات في كرة اليد .. ولا منافسات في كرة الطائرة الشاطئية .. وهذا على سبيل المثال وليس الحصر .. فكيف فكرت هذه الإتحادات في السفر ومنافسة دول تمتلك منافسات منتظمة على النطاق المحلي ويمتلك لاعبوها الخبرة والدراية .. حرام والله ما حدث بسبب هذه الإتحادات التي لا تمتلك حتى ملاعب صالحة لأداء هذه النشاطات .. لذلك تجدنا هذه المرة ( نترجى ) المسئولين ونقسم عليهم بالله أن يتم فتح تحقيق عاجل لتحديد من المسئول عن ما حدث .. فالأمر جد خطير. داخل الإطار : عرضت قناة النيل الأزرق الخميس الماضي وعبر برنامج ( بحث عن هدف ) لقطات لملاعب ومقار عدد من الإتحادات الرياضية التي سافرت للمشاركة في دورة العاب الدوحة .. فنقلت لنا الكاميرا وبكل صراحة مشاهد ( الكوش ) ومقالب القمامة وهي تأخذ مكانها داخل من مباني هذه الإتحادات ( الرياضية ) الآيلة للسقوط .. وكم كان ( جميلا ) منظر ذلك ( الجردل ) اعلى حائط مبنى إتحاد كرة السلة وبجواره مجسم مكسور لكرة سلة يتكئ على لوح من الخشب شبيه بذلك الذي تتم عليه عملية تكسير اللحوم في المنازل ..!! لا أدري السبب الذي دعا لرفع هذا ( الكوليكشن ) على رأس الحائط .. ولكن ألم يكن حري بإتحاد السلة مثلا أن يستغل الأموال التي صرفت على سفر وإقامة لاعبيه والإداريين لصيانة ولو جزء يسير من هذا الخراب !! كان يمكن فعل ذلك بالطبع ولكن( الفُسحة ) في دوحة العرب لا تعوض يا اصدقائي ..!! اثناء متابعتي لهذه المناظر ( المؤذية ) عرفت لماذا خسرت منتخباتنا وإتحاداتنا وفشلت في تحقيق أي ميدالية ذهبية .. فالفرجة و ( البحلقة ) في ملاعب الدوحة ومسابحها وحلبات منافساتها ساهمت بلا شك في ( خُلعة ) وصدمة حضارية اصابت لاعبينا .. فعادوا ( بالفردة ) المثقوبة من خُفي حُنين ..!! ومن لم يشاهد الخرطوم .. سوف تبهره ( الكلاكلة ) بلا شك .. فما بالك بشخص لم يشاهد الكلاكلة . ولا الخرطوم وذهب مباشرة الى الدوحة ..!! أها .. يتفرج . ولا يلعب ؟؟؟ تتحمل وزارة الشباب والرياضة جزءا كبيرا جدا إن لم يكن كل مسئولية هذا الفشل الكبير .. فالدولة التي لم يحالفها التوفيق ولفترة طويلة جدا في إكمال العمل بالمدينة الرياضية وفشلت في تأسيس بنية تحتية لممارسة هذه الرياضة كان ينبغي عليها أن تنصح اللجنة الأولمبية السودانية بالإعتذار عن المشاركة في هذه الأولمبياد ( المحضورة ) التي ولسوء حظنا قامت قنوات الجزيرة الرياضية بنقلها وتوثيقها (للتاريخ ) بأحدث الكاميرات وآخر التقنيات المستخدمة في التصوير الرياضي على عكس الدورات العربية السابقة التي مرت بلا حس أو خبر .. فالإنتصارات وتحقيق الذهب لا يتأتى بالصدفة .. بل بالعمل والتخطيط والتنظيم السليم وفي وجود الحد الأدنى من البنية التحتية الرياضية ..و للأسف الشديد نحن لا نمتلك حتى الأدنى من ذلك الأدنى .. معلمين الله .. ( أباطنا والنجم ) .. !! إذا لم يتم التحقيق في ما حدث من إخفاق و ( فضيحة ) وإتخاذ الإجراءات المناسبة فإن على وزارة الشباب والرياضة أن تعمل على دفع تكاليف ( فسحة ) لكل أفراد الشعب السوداني في كل ولاياته.. مفيش حد احسن من حد .. وكلنا بنلعب كورة يد ..!! كشفت دورة الألعاب العربية الاخيرة في الدوحة ان الرياضة السودانية لا تعاني فقط في منشط كرة القدم .. ولكن في كل المناشط هنالك أزمة حقيقية .. وهذه دلالة على مرض وداء عضال علينا ان نتكاتف جميعا حتى يبرأ منه الجسد الرياضي السوداني . قف : ولا عقل سليم .. في جسد سقيم .