كاذب من يدعي أن ما حدث في إستاد بورسعيد في الشقيقة مصر من كارثة وقف لها كل العالم مذهولا هي فقط من تبعات إنفراط الأمن الذي أعقب الثورة المصرية وفقدان الشرطة وحفظة الأمن لهيبتهم وسطوتهم , بل إن ما حدث هو الإبن الشرعي للتعصب الرياضي الذي يضرب الشارع المصري بقوة منذ فترة , فأصبح العداء والكراهية والشحناء والبغضاء هي سيدة الموقف فيما بين الأندية الجماهيرية هناك. ببساطة جعل التعصب الأعمى من لاعبي الأهلي المصري وجمهوره أعداء ينبغي قتلهم والتنكيل بهم دون رحمة من قبل منافسيهم , كما اليهود والخوارج, وبلا شك فإن نفس المشاعر متبادلة ما بين جمهور الأهلي المصري وجماهير بقية الأندية الكبيرة مثل الزمالك والإسماعيلي والمصري البورسعيدي الذي لم يكتف جمهوره فقط بهزيمة الأهلي على الملعب بتلك النتيجة الكبيرة فكان ما كان من فوضى وهرج ازهقت حياة العشرات من الأنفس فلا حول ولا قوة إلا بالله.
ما حدث في بورسعيد في ليلة الأول من أمس السوداء ما هو إلا جرس إنذار لنا بعد أن شوهدنا نسير على نفس الطريق ونتبع نفس المنهج الداعي للفجور في التعصب لناديي الهلال والمريخ , وبعض أندية الولايات وبلا شك نذكر جميعنا ما حدث في عطبرة في مباراة الأمل والهلال في الموسم الماضي وما حدث في موسم ماضي عندما استضافت مدينة الحديد والنار فريق المريخ , وفي البال أيضا ما حدث في ختام الموسم قبل الماضي في مباراتي الدوري والكأس بين الهلال والمريخ , وهذه كلها إشارات وعلامات ينبغي أن نعمل على أن لا تكون بداية لنهاية تشبه ما حدث في مصر في ليلة الأول من أمس السوداء على كل الوطن العربي.
هي دعوة للإعلام الرياضي الذي يظن أن ما يكتبه لا يؤثر في وجدان ومشاعر الجمهور الرياضي للعمل على تخفيف وتيرة التعصب السافر للأندية فالكلمة التي تكتب أصبحت أمضى وأخطر من الرصاصة ودونكم جماهير ملعب بورسعيد التي كانت تجري ناحية لاعبي الأهلي صم بكم لا يبصرون , يتأبطون شرا وقتلا !!
هي دعوة لإستغلال صحوة المنتخب السوداني في البطولة الأفريقية للأمم للإتحاد كجسد واحد وقلب واحد ولون واحد عسى أن تجتمع الأفئدة التي فرقتها العصبية للأندية من جديد فنفتح نوافذ للتسامح والمحبة وصفحات جديدة للتنافس الشريف في كرة القدم , أمسكوا كويس في المنتخب فهو الذي وحد مشاعرنا وجعلنا نهتف بصوت واحد فوق فوق سودانا فوق.
خارج الإطار :
غدا تقف زامبيا أمام منتخبنا ترتعد فرائصها خوفا ورهبة تحاول أن تنحر أحلام وأماني كل الشعب السوداني , وعندما أقول خوفا ورهبة فإنني أعنيها بحق وحقيقة ودونكم تصريحات مدرب الفريق التي حكى فيها عن خوفه الكبير من أن يقتل المنتخب السوداني أحلامهم في المنافسة على اللقب , قالها بالحرف المنتخب السوداني صعب (جدا جدا جدا ) ولن يكون خصما سهلا لرصاصاته النحاسية , وبإذن الله لن نكون وغدا نكتب ونفصل أكثر.
كل الدعوات بالرحمة والمغفرة في هذا اليوم المبارك لأولئك الذين قضوا في ملعب بورسعيد , ونسأل الله أن يجعل بلدنا هذا وكل بلاد المسلمين آمنا مطمئنا , آمين