{ ما حدث مساء أول أمس بإستاد بورسعيد مأساة حقيقية بكل ما تحمل الكلمة الصعبة من معنى.. فخلال مباراة الأهلي والمصري بدأت المناوشات بين المرضى المصابين بداء التعصب من هذا الجانب أو ذاك وكانت النتيجة مصرع ما بين سبعين إلى ثمانين فرداً وإصابة أكثر من ثلاثمائة وإعلان الحداد العام في مصر لثلاثة أيام وتخصيص جلسات لمناقشة العنف المستشري في هذا البلد في المجلس العسكري ومجلس الوزراء ومجلس الشعب وتعطيل النشاط الرياضي وفتح المستشفيات للعلاج ونقل الضحايا بعد أن تحولت غرف الملابس في الإستاد إلى مشرحة.. كل هذا بسبب كرة قدم وبسبب المشجعين المتعصبين والمهووسين. { التحقيق سيأخذ مجراه لتقديم الجناة للعدالة ولكن لو كنت مسؤولاً في مصر لأشرت بأصابع الاتهام إلى كل من يروِّج للتعصب وبث الكراهية بين الجماهير ويتحمل الإعلام المسؤولية الكبرى لأنه الذي يروِّج للمتعصبين ولا يحاصر تصرفاتهم الصبيانية.. ويقول واحد إن الآلاف من جماهير الأهلي زحفت إلى بورسعيد متوعدة وأن لافتة رفعت في مدرجهم كانت الشرارة التي وجدت من جماهير البورسعيدي فئات منفلتة وكانت الكارثة. { نكرر أن ما حدث كان بسبب التعصب والهوس وقد وضعوا في أوربا العديد من الضوابط لكبح جماح المهووسين المخمورين وعندنا قالوا سنضع ضوابط ولكن لم نرَ لها حساً ولا خبراً والموسم بعد أيام.. إحذروا الفتنة، إحذروا المروّجين للتعصب، إحذروا مجلس الصحافة الذي لم يهتم ولا يهتم لما يجري في الصحف من خروج على كل الأعراف الصحفية مما أوقر الصدور وليس بعيداً أن تقع الكوارث عندنا بعد أن كادت تقع في ختام الموسم الماضي وكان فيه الاعتداء أقبح وأحش لأنه اعتداء على القيم ورمي الأسر.. إننا نحذر من تكرار ما حدث في مصر إن لم نضع من الضوابط ما يحفظ للرياضة احترامها في وجه رعاة التعصب. نقطة.. نقطة { نخشى على جمهورنا الحبيب أن يتأثر بما يكتب في الصفحات من تقسيم للمنتخب المنتصر بين هلال ومريخ، وأخشى أن يشجع أحدهم المنتخب الآخر إن كان فوز منتخبنا فرصة للتريقة بسبب مدربنا ولاعبينا وحارسنا وهدافنا وحسبنا الله. { في مصر توصلوا أخيراً بأن موجة العنف التي وصلت ميادين الرياضة بعد أن ملأت ميادين التحرير ومصطفى محمود وماسبيرو بسبب وجود جهات تعمل على صبغ الثورة المصرية بأنها فتحت الباب للفوضى وتحدثوا عن الحنين لعهد مبارك والعدلي والقبضة الحديدية. كان الله في عون شعب مصر. { في اجتماع اللجنة العليا لدعم مدينة السودان الرياضية الخاص بالصحافة السودانية وقبله دعا مساعد رئيس الجمهورية موسى محمد أحمد رؤساء تحرير الصحف السياسية والرياضية والمسؤولين عن الرياضة في أجهزة الإعلام كافة المحلية والأمنية ولم يحضر أحد من المتفاعلين مع الصحافة السياسية ولم يحضر أحد من الزملاء الصحفيين الرياضيين إلا قلة تعد على أصابع اليد.. مما جعل الحضور يتندر بأن الجماعة كانوا سيملأون القاعة لو كان فيها الإداريون أصحاب الجيوب الكبيرة.