في الجزء الممتلئ من الكوب ,تعالوا لنتذكر ان السودان قد قدم مباراة ولا في الأحلام أمام منتخب ساحل العاج بكل سطوته وكشفه الذي يعج بالمحترفين من نجوم الدوريات الأوربية وذلك الثقل الفني الكبير للأفيال , ولولا سوء الطالع كاد ان يحصل منتخبنا على التعادل في الوقت الذي كان ينتظر فيه الجميع هزيمة ثقيلة تمشي بذكرها الركبان , سجل منتخبنا هدفين وعقد حسابات المرشح الثاني للذهاب للدور ربع النهائي في البطولة الإفريقية للأمم منتخب انغولا وكسر خلال تلك المباراة صياما طويلا عن التهديف في النهائيات ونظرية تقول أننا لا نجيد العودة حين يتقدم علينا الخصم بالتهديف فذهب الظمأ وابتلت عروق كل شعب السودان وإنفتحت شهية التهديف وأنكسر حاجز الرهبة ثم حقق منتخبنا الإنتصار الذي خول له الصعود للدور ربع النهائي في بطولة أمم إفريقيا فحجز لنفسه مكانا بين أقوى ثمانية منتخبات في القارة الإفريقية بعد غياب طويل جدا عن الوجود في مثل هذه المقامات. حصل منتخب السودان على نجومية نهائيات غينيا الإستوائية والجابون سيما الدور الأول منها فشغل بمستواه الأنيق ومشاركته القوية كل الرأي العام الرياضي , ليس في إفريقيا وحسب بل كل العالم, فاحتل العناوين الرئيسية في الصحافة العالمية وملأت أخبار لاعبيه وصورهم صفحات المواقع العالمية التي تغزلت في الموهبة السودانية, وحمدت للنهائيات الحالية أنها أعادت نجوم صقور الجديان لواجهة الخارطة الإفريقية من جديد,وذهب الأمر لأبعد من ذلك فدخل السودان ضمن خيارات بعض المراقبين في الحصول على البطولة فكانت صورة كابتن السودان حاضرة ضمن مجموعة تتكون من ثلاث صور لكابتن ساحل العاج دروغبا وكابتن منتخب غانا في إستفتاء ضخم لمعرفة(من يسود القارة الإفريقية ) على أحد المواقع الإفريقية الشهيرة جدا اما الجزء الفارغ من الكوب والذي سوف يكون هو محل تركيز عدد من منسوبي الإعلام الرياضي في الفترة القادمة فيتمثل في هزيمة المنتخب امام نظيره الزامبي وخروجه من مرحلة ربع النهائي , ثم خلاف هلال مريخ الذي نشب بين عدد من عناصر الفريقين بالمنتخب , الذي سوف يغري لترك كل ما تحقق من إنجاز لخاطر الحديث عن ذلك الشجار الذي نشب في مقر المنتخب حتى دون أن يكون هنالك من معلومات تمكن من تقييم ما حدث بطريقة مهنية صحيحة !! سوف يسقي بعض المحسوبين على الإعلام الرياضي الناس هواء الجزء الفارغ من الكوب ويتركون كل ما تم تحقيقه من منجزات فهؤلاء لا يهمهم كثيرا ان نعود لمربع التخلف والجلوس من جديد خلف أضواء العالم. هي دعوة للقائمين على أمر المنتخب الوطني للمواصلة من حيث إنتهى عليه الحال في بطولة الأمم الإفريقية , يجب الحفاظ على هذه المجموعة من عناصر المنتخب وتجميعها بشكل دوري وفق خارطة مدروسة لأداء التمارين والمباريات الودية حتى يحصل منتخب السودان على القوة والإنسجام والتفاهم المطلوب بين كل عناصره , لن نقبل بعد الآن فصاعدا بأقل من ما تحقق في هذه النهائيات , يجب ان ننظر لأنفسنا كما كان ينظر العالم لنا خلال هذه البطولة , واتركوا من لا يرون في أوطانهم شيئا جميلا على ضلالتهم فهؤلاء حتما سوف يركلهم الحاضر ويبصق على سيرتهم التاريخ. استطاع منتخب السودان ان يغير كثيرا في شكل الصورة القبيحة التي يرسمها العالم لهذا الوطن , وهذه حسبها تكفي الدولة برهانا لأهمية الإهتمام بالمنتخب الوطني السوداني ليكون سفيرا يخبر العالم عن أشياء جميلة لا يعلمها عن الخرطوم وكل مدن السودان, وتمتلئ المواقع الإخبارية بأخبار غير تلك التي يتم تلفيقها لتتحدث عن الفقر والموت والقتل والجهل , فهلا رعت رئاسة الجمهورية هذا المنتخب , وهلا نظرت وزارة الرياضة لمنتخبنا الوطني ولو من الشباك , ولو (بالرقراق ) !!! قف:تعظيم سلام لصقور الجديان