ايام قليلة وتنطلق بطولة الدوري الممتاز للموسم 2012 وسط تطلعات بان تاتي النسخة الحالية افضل من سابقتها على كافة المستويات فنية او تنظيمية او تحكيمية , ولكن كل الدلائل حتى الان لاتشير الى وجود اي تقدم او محاولات من قبل اتحاد كرة القدم لاحياء بطولته التي اصابتها الشيخوخة في العام الماضي وهي التي لعبت لاول مرة بدون وجود اي راع رسمي . ابتعاد الشركات عن رعاية اكبر بطولات السودان لاشك انه يعتبر تراجعا مخيفا ويشير الى ان الدوري الممتاز يسير نحو الهاوية لان البطولة اصبحت غير جاذبة , فلا يعقل في ظل وجود شركات الاتصال الضخمة ان تقام البطولة بدوري وجود راع رئيسي تستفيد منه الاندية والتي ارهقت بفعل الصرف المالي العالي . فالاندية تواصل تحضيراتها على امل ان تكون بطولة ممتاز العام الحالي افضل حالا ولكن الواقع لايؤكد او يشير الى ان هنالك تقدما اوجديدا لان اتحاد الكرة لم يحرك ساكنا حتى الان , وليس هنالك اي ارهاصات تؤكد وجود التطور في البطولة . ولعل من ابرز الاسباب التي دعت ناديي القمة الهلال والمريخ للاتفاق حول عدد من القضايا هي المنصرفات العالية في الموسم وعدم وجود ذلك العائد الذي يساعدهما على تغطية نصف المنصرفات , وهذه الخطوة تؤكد ان الاندية تعاني بشكل كبير من الصرف المالي . كان من واجب اتحاد الكرة ان يبحث عن راع جديد لبطولة الدوري الممتاز في الموسم الحالي ويرد على مطالبات الاندية بخصوص اموال البث التلفزيوني , لان ترك هذه الملفات معلقة مع انطلاق البطولة اتوقع ان تكون نتائجه عكسية وردود فعله عنيفة . بطولة العام الماضي حملت جملة من السلبيات على مستوى التنظيم والتحكيم انعكست على المستوى الفني , وانتقلت الى حفل نهاية الموسم والذي جاء باهتا تم تسليم نادي المريخ فيه كاسا قديمة في واقعة دلت على حالة التخبط باللجنة المنظمة . اعادة الحياة لبطولة الدوري الممتاز لابد ان يكون من خلال التنظيم الجيد ووضع برنامج واضح بعيدا عن التأجيلات والمجاملات والاختيار الافضل للحكام الذين ظلوا هم الشغل الشاغل في المواسم الماضية في ظل الاخطاء الساذجة والكبيرة التي كانت تحدث . الفارق الفني الكبير بين ناديي الهلال والمريخ والبقية يعتبر احد سلبيات الدوري , لان افراغ ناديي القمة لبقية الاندية من ابرز نجومها دائما مايساهم في توسيع الفارق لتبدو المساحة كبيرة بين طرفي القمة وبقية الاندية الاخرى . التنظيم في الدوري الممتاز هو الاساس لبناء بطولة مميزة وكثيرا ما انتقدنا اعتماد اتحاد الكرة على الاتحادات المحلية في تنظيم المباريات , وطالبنا ونطالب بضرورة وجود موظفين متخصيين من الاتحاد يقوموا بمهمة السفر قبل اي مباراة ويكونوا مسؤولين عن امور تنظيمها . فالحوادث التي كانت موجودة على مستوى التنظيم في ملعب عطبرة على سبيل المثال كانت تدعو فعلا لتدخل واختيار طرق جديدة في كفيفة تنظيم المباريات ومنع قوات الشرطة من الدخول والاستعانة بافراد امن الملاعب حتى لو دعا الامر لسفرهم من الخرطوم . وعلى مستوى التحكيم لن ننسى فضيحة ملعب بورتسودان بعد ان انهى حكم مباراة هلال الساحل والخرطوم اللقاء قبل زمنه بست دقائق قبل ان يتدخل الحكم الرابع ولكن بعد خراب مالطا حيث رفض نادي الخرطوم العودة للملعب . ننتظر من اتحاد الكرة ان يكون استفاد من جملة سلبيات الموسم الماضي وان تاتي بطولة الدوري في العام الحالي حافلة بعد ان المستوى الجيد الذي قدمه المنتخب في كاس افريقيا للامم .