مع انطلاقة الموسم الجديد للكرة في التاسع والعشرين من شهر فبراير الحالي يبدأ العد التنازلي لموسم يسعى من خلاله الهلال لتحقيق آمال كبيرة ظلت معلقة لسنوات طويلة واولها لقب دوري الابطال الافريقي الذي استعصى وعاند الازرق كثيرا خصوصا في السنوات الاخيرة بعد ان تكرر مشهد الخروج من نصف النهائي ثلاث مرات . يعرف المدرب غارزيتو ان سقف الطموحات الهلالية لايقتصر على الظفر بالالقاب المحلية بل هو الظفر بالبطولة الافريقية والتي ستحتاج الى عناصر كبيرة كثير منها متوفر في الهلال حاليا ولكن يبقى العمل الفني هو الاساس لتحويل هذا الحلم الى واقع . صحيح ان الدوري الممتاز يبقى مهما والهلال سيقاتل عليه بقوة في الموسم الحالي بعد ان فقده في الموسم السابق , الا ان التركيز في تقديري يجب ان يكون في كبرى البطولات الافريقية للاندية . لن نحكم على الهلال من بداية الموسم في ظل الظروف الاستثنائية التي رافقت مسيرة الاعداد بغياب العماد الاساسي من الفريق المتمثل في لاعبي المنتخب الاول اضافة الى حادثة بورسعيد التي ساهمت في قطع برنامج المعسكر بمصر . ولكننا ننتظر ان يتصاعد مستوى الفريق فنيا مع تقدم المباريات , وسيكون من الطبيعي ا ن ياتي ظهور الهلال في ايامه الاولى عاديا ربما في ظل وجود مدرب جديد يحمل فكرا مختلفا اضافة الى دخول عناصر اخرى على التشكيل الاساسي . نتمنى ان تعطي الجماهير المدرب الفرنسي الوقت الكافي حتى يتعرف على طبيعة المنافسين ويضع بصمته على الفريق , ولا اعتقد ان هنالك أية مشكلة عندما طلب المدرب اقامة التدريبات بعيدا عن عيون الجماهير . واكثر من ذلك قد يطلب غارزيتو اداء مباريات مغلقة مع فرق صغيرة تكون في شكل تقسيمة اشبه بالتدريبات ومثل هذه المباريات مفيدة للغاية لانها تجعل الجهاز الفني يصحح الاخطاء بعيدا عن المباريات الرسمية والتي قد لايجد فرصته فيها . مباراة حرس الحدود على سبيل المثال والتي ستقام غدا الاربعاء قد يتفوق فيها الفريق المصري الذي لعب 14 مباراة في دوري بلاده وتصدر المنافسة قبل توقفها بسبب احداث مدينة بورسعيد التي رافقت مباراة المصري والاهلي . الحرس فريق منظم يقوده مدرب ذكي وهو طارق العشري ولاشك ان الهلال سيخرج بالعديد من الفوائد من هذه المباراة حتى لو خسرها , لان الاهم في مثل هذه التجارب ان يقف المدرب على سلبيات الفريق , والافضل ان يلعب الهلال مع اندية قوية بدلا من استجلاب اندية ضعيفة ليفوز عليها . التطرق للتجربة المصرية يقودنا للحديث عن طلب الزملك لمبلغ مائة الف دولار ليلعب وديا مع الهلال في ام درمان , وفي اعتقادي ان الطلب يعتبر امرا عاديا وليس هنالك أي سبب يدعونا للحديث عن استغلال الزمالك للهلال في هذا الوقت لان المباريات الودية بين الاندية والمنتخبات كثيرا ما تقوم على اتفاق مالي . الفوز بلقب الابطال الافريقي يحتاج الى مجهود كبير ويمكن للمدرب غارزيتو ان يحول الحلم الى حقيقة خصوصا وانه عاش ذات التجربة مع مازيمبي من قبل في عام 2009 , ومعرفة المدرب بالاجواء الافريقية يمكن ان تساعد الهلال كثيرا ونتمنى فقط ان تساعده الادارة وتتفهم مايحتاج اليه . صحيح ان الواقع قد يختلف بين مازيمبي والهلال ولكن الاهم ان المدرب يعرف ماتحتاجه البطولة من مقومات يمكن ان يجد بعضها ويبحث عن مايفتقده الفريق خاصة وان هنالك فترة انتقالات في شهر يونيو يمكن ان يستفيد منها اذا ما وصل الازرق للدور ربع النهائي . رأي اخير .. تحدثنا عن ضرورة استغلال اتحاد الكرة لايام الفيفا من اجل خوض مباريات ودية مفيدة للمنتخب فنيا واداريا ولكن اتحادنا لازال يمارس هوايته المفضلة لانه قرر بداية الدوري يوم التاسع والعشرين من فبراير وهو ( فيفا داي ) ولم تكن لديه أية خطوة لخوض لقاء ودي كعادة المنتخبات الافريقية والعالمية , فالى متى سنظل غارقين في هكذا هواية؟ .. [email protected]