{ حفل الاسبوعين الاول والثاني للممتاز بظواهر ايجابية حيث انتفض الامل العطبراوي وكسب المريخ حامل القب بهدف وانتفض الارسنال وحرم الهلال من الفوز عليه وفي الاسبوع الثاني انتفض النسور وحلقوا بأجنحتهم في الشوط الثاني امام الهلال وفرضوا اسلوبهم وكادوا ان يصيبوا مرمى الهلال لولا براعة الحارس جمعة جنارو وفي المقابل اضاع الهلال عدة سوانح كانت كفيلة بخروجه فائزًا برباعية على الاقل. { ان المستوى الذي ظهرت به الفرق الثلاثة امام ناديي القمة يعتبر ظاهرة طيبة في بداية مسيرة الممتاز وهذا هو التنافس الذي نريد ونريد من هذه الاندية المنتفضة ألا تكون انتفاضتها موجهة لناديي القمة فقط وهذه الظاهرة واضحة للعيان فبعد ان فرحنا لوقفة الاهلي شندي القوية امام الهلال في الاسبوع عاد وخسر امام الخرطوم الوطني 1/2 والسؤال المطروح هي مباراتي القمة هما المهمتين فقط في نظر هذه الاندية وفي نظر ادارييها وهل كما يقولون بأن الاستعدادات البدنية والنفسية وفكرة التحفيز تكون في اوج قمتها عندما تقترب كل اندية الممتاز من مواجهة فريقي القمة فتلاحظ ان اندية الممتاز تلعب بقوة وبثقة وبطموحات هائلة امام القمة وتفرض اسلوبها ولكنها مع بعضها البعض نجدها تلعب مباريات عادية وهل نجوم اندية الممتاز يسعون للظهور المشرف امام القمة حتى تسعى لضمهم لصفوفها وهل طموحات اندية الممتاز تركز فقط في الهلال والمريخ والعجيب في الامر ان هذه الظاهرة لم تلفت نظر الفنيين بالاتحاد السوداني لكرة القدم الذين تقتضي مهمتهم التحليل الفني للدوري مستوى اللاعبين، لياقتهم ، الاهداف التي احرزت، كيفية التنافس بين القمة والقاع وكل هذه التقارير الفنية يفترض ان يكتبها الفنيون بالاتحاد العام ويتم رفعها لمجلس الادارة لتكون هادياً له في تقييم تجربة الممتاز ولكن يبدو ان المساحة شاسعة بين الافتراضات التي نفترضها وواقع الحال يقول بأنه ليس هناك تقارير فنية عن الممتاز الذي انطلق في العام 95 ولا يوجد تقييم لهذه التجربة ومدى فائدتها في خلق التنافس بين الاندية وانعكاسها على نتائج ممثلي السودان خارجياً وكذلك المنتخب الوطني المطلوب من نجوم اندية الممتاز اذا كانوا يسعون فعلاً لمنافسة القمة ان يلعبوا جميع المباريات بخلاف القمة بنفس المستوى الذي ظهروا به امام القمة هذا اذا ارادت هذه الاندية ان تنافس هلال مريخ فعلاً وتسعى لزحزحة الناديين عن الزعامة والوصافة. اما اذا كان الهدف اداري من مجالس ادارات هذه الاندية للحصول على الدخل الكبير ومنطلق اللاعبين المنتمين لهذه الاندية بأن هذا الاداء المميز امام القمة ما هو الا طموحات شخصية لهم للظهور بمستوى مشرف حتى يتمكن ناديي القمة من ضمهم لصفوفها واذا كان التحليل الثاني صحيحاً فإن انتفاضة كافة اندية الممتاز مع القمة لن تؤدي الى التطور وازدهار منافسة الممتاز فالممتاز يتطور بطموحات الاندية وقوة المنافسة بينها وبين القمة اما اذا كان الظهور فقط امام القمة فكأننا يا بدر لا رحنا ولا جينا.
{ اننا نريد منافسة الممتاز ان تكون قريبة او شبيهة بمنافسة الدوري المصري فهذا الدوري فيه تنافس قوي فالفريق الصاعد يمكنه ان يهزم بطل القرن بسهولة وتستمر المسيرة فلا نسمع عن اقالة مدرب الاهلي او شطب اللاعب الفلاني او غيرها من ردود الافعال السالبة التي تتعامل بها لحظة الهزيمة اننا نريد من نجوم الممتاز في الاندية بخلاف القمة ان يكون سقف طموحاتهم اعلى من الانتقال للقمة فلماذا لا يكون الطموح كبيرًا كان يتمنى اللاعب ان يفوز فريقه بالمركز الاول او الثاني في الممتاز ويمثل السودان خارجياً ويظهر بمستوى مشرف لتتهافت عليه الاندية الافريقية او العربية لتكون محطة انطلاق له في الدوريات الكبرى مستقبلاً ولكن هذه الطموحات غير موجودة ولا ادري هل هي عدم ثقة بالنفس ام ركون وسلبية تعودنا عليها.
{ اعتقد ان اندية الممتاز لو لعبت مبارياتها مع بعضها البعض بنفس الطاقة والحماس والجدية التي تلعب بها امام القمة لتغير روليت الممتاز وانقلبت الطاولة على القمة اتمنى ان نشاهد الامل وهو يباري جزيرة الفيل مثلاً ان يؤدي بنفس اداءه الذي هزم به المريخ وان يواصل النسور انتفاضتهم ويلعبون مبارياتهم في الدورة الاولى والثانية بنفس الطريقة التي لعبوا بها امام الهلال واعتقد ان هذا الدور يمكن ان تلعبه الاجهزة الفنية وادارات الكرة التي يجب ان تؤكد للاعبين ان جميع المباريات مهمة ولسيت الاهمية حكرًا على ناديي القمة فقط فالحماس والجدية التي تلعب بها اندية الممتاز امام القمة يقابلها برود واستهتار وغرور من نجوم القمة الذين يعتقدون بأنه ليس هناك فريق من الممتاز قادر على الحاق الهزيمة بهم كيف لا والهلال والمريخ يتبادلان الزعامة والوصافة منذ عدة عقود من الزمان ولا منافس لهما فهل تصحوا اندية الممتاز وتكسب الهلال والمريخ وبقية المباريات؟؟