كثيرون من المدربين الاجانب عملوا بالسودان وقليلون نجحوا النيل واهلي شندي والنسور روح جديدة للكرة السودانية كثرة استعانة اندية الدوري الممتاز بالمدربين الاجانب طرحت الكثير من علامات الاستفهام التي تستحق البحث عن اجابات قاطعة لها هي هل تراعي الاندية الدقة في اختيار المدرب وهل السيرة الذاتية تكفي للتعاقد ومن الذي يختار ويحدد المواصفات وماهي معايير الكفاءة وهل هناك فترة زمنية يحتاج لها المدرب للحكم علي صلاحيته خلال السطور التالية نحاول الاجابة علي هذه التساؤلات حسب خبراتي المتواضعة كمدرب سابق. لا توجد مدة زمنية بداية نقول انه لا توجد مدة زمنية للحكم علي اي مدرب لان المسالة تخضع لعدة عوامل اهمها حسن الاختيار في البداية بمعني ان يكون للمدرب سيرة ذاتية تدعمه وتؤهله للتدريب وهذا الامر يرجع لادارة النادي ولابد من مراقبة عمل المدرب حتي لا يكون مدربا علي الورق فقط وتكون المراقبة هنا فنية اي الحكم علي فكره التدريبي ومدي استجابة اللاعبين لذلك وشخصيته ايضا بمعني قوة الشخصية ومدي احترام اللاعبين له بالاضافة الي ما سبق وهو كفاءة اللاعبين لانه مهما بلغ المدرب من مهارة وكفاءة فلن يظهر ذلك طالما انه لا يدرب لاعبين يمكنهم استيعاب فكره ودور اللاعبين يمثل 85 في المائة ودور المدرب يمثل 15 في المائة من انتاج الفريق وافضل مثال علي ذلك ما يحدث للمريخ هذا الموسم عندما تعاقدت ادارته مع المدرب البرازيلي ريكاردو لكن صفوف المريخ تعاني نقصا شديدا حيث لم يشارك بعض اللاعبين في فترة الاعداد بسبب الاصابة ولحق بهم عدة لاعبين خلال التنافس الشيء الذي اثر علي المردود الفني للفريق في مبارياته الرسمية. الحظ له دوره: وهناك عامل مهم الا وهو الحظ بمعني انه اذا تحققت لفريق كل عوامل النجاح ربما لا يحقق النتائج المطلوبة. ما يحدث عندنا هو الفشل: ما يحدث عندنا يؤدي للفشل في اغلب الاحايين لان مجلس الادارة ينفرد بالقرار رغم ان اختيار المدرب امر فني في المقام الاول مع الوضع في الاعتبار ان اغلب رجال الادارة لا تكون لهم علاقة بكرة القدم وفي رايي ان حل هذه المشكلة يكمن في تكوين لجنة فنية تهتم بهذا الامر مع المحافظة علي صلاحيات مجلس الادارة ولابد ان تتكون اللجنة من ابناء النادي اصحاب الخبرة لقربهم من الاحداث الجارية في الوسط الرياضي وعند اختيار مدرب للفريق ياتي دور اللجنة التي تقدم تقريرا وافيا عن المدرب قبل التعاقد معه ثم ياتي بعد ذلك دور مجلس الادارة والذي يتخذ قراره بناء علي تقرير اللجنة اما بشكل عام عند اختيار المدرب فلابد من مراعاة تاريخه في عالم التدريب ونتائجه مع الفرق التي سبق ان دربها حتي انه في بعض الاحيان لابد من التوجه بالسؤال للجماهير والتي يكون رايها مهما في بعض الاحيان. المدرب والبطولات ادارات الاندية خاصة الكبري منها عندما تتعاقد مع المدرب تطالبه باحراز البطولات وهذا خطأ تقع فيه اغلب الاندية لان اية بطولة في النهاية سيحصل عليها فريق واحد وعلي المدرب ان يسعي اليها وعدم الحصول عليها لا يعني فشله الاستغناء والبديل اغلب الاندية تقع في خطأ عند الاستغناء عن مدربها فتجدها لا توفر البديل. التوفيق وعدمه بعدا ختيار اي نادي للمدرب الجديد بعناية يكون الحكم علي مستواه من خلال توظيفه للاعبين وحسن قراءته للملعب اضف الي ذلك مسألة التوفيق وعدم التوفيق التي تصاحب المدرب ثلاث عشرة مباراة كافية للحكم اذا اردنا الحكم علي مستوي المدرب فنيا يجب ان نمنحه الفرصة ولتكن دورا كاملا مثل بطولة الدوري الممتاز السوداني الذي تشارك فيه اربعة عشر ناديا فمن خلال ثلاث عشرة مباراة يمكننا الحكم علي مستواه بشكل صحيح. التغيير من شهر لثلاثة خطأ تغيير المدرب بعد شهر او ثلاثة من توليه المسئولية خطأ لان ذلك سيضر بمصلحة الفريق والحل هو ان الوقاية خير من العلاج ويجب ان نتفادي الاخطاء. المدرب المجهول الهوية في حالة استعانة نادي بمدرب مجهول الهوية فلابد ان يكون التعاقد معه بشكل مؤقت حتي لا تخسر الاندية من جراء الشروط الجزائية عند اقالة المدرب. كثيرون عملوا بالسودان وقليلون نجحوا كثيرون هم المدربون الاجانب الذين جاءوا الي السودان ولكن القليلين فقط الذين نجحوا ويعدون علي اصابع اليد الواحدة واضعاف هؤلاء فشلوا فشلا ذريعا ورحلوا في صمت. نجاح المنتخب في الكان والعروض الوهمية رغم النجاح الكبير الذي حققه المنتخب الوطني في بطولة الكان الاخيرة بغينيا الاستوائية والجابون الا ان هذا النجاح لم يستثمر في فتح باب الاحتراف لابرز لاعبينا للعب في الخارج وكل العروض التي سمعنا عنها لبعض اللاعبين كانت وهمية وفي اعتقادي ان الاحتراف صناعة معقدة تتطلب تغييرا في ثقافة اللاعب السوداني الذي لايزال يحتفظ بسلوكياته العشوائية في التدريب والاكل والسهر ويكفي ان اللاعب الاوربي يلعب 60 مباراة سنويا في حين تتراوح نسبة اللاعب السوداني 30 و 40 مباراة. الارتباطات الكثيرة وعدم وضوح برنامج الاعداد حاول الاتحاد العام لكرة القدم السوداني في بداية الموسم تنفيذ برنامجه للموسم بشكل جيد ولكن سرعان ماعادت حليمة لعادتها القديمة للتاجيلات المستمرة لكبري بطولاته ليحدث ذلك ربكة للاندية واجهزتها الفنية لدرجة ان الدور الاول لبطولة الممتاز قد انتهى ولم يعرف بعد متي يبدا الدور الثاني وكأنه يترك الامر للمصادفة مع ارتباطاته الكثيرة من مشاركة المنتخب في تصفيات افريقيا لمونديال البرازيل عام 2014 وكاس العرب ومشاركة الهلال والمريخ والاهلي شندي في الكونفدرالية ويبدو اننا على موعد جديد للتعديلات والتأجيلات الكثيرة كالعادة في الدور الثاني للدوري الشئ الذي سيفقد الدوري بريقه. لاعبون كبار يتحدون الحكام بطردهم الاعتراض علي قرارات الحكام موضة بلا عقوبات هناك ظاهرة سيئة في ملاعبنا خاصة في بطولة الدوري الممتاز وهناك ظاهرة الاعتراض علي قرارات الحكام خاصة من جانب اللاعبين الدوليين حيث بات الاعتراض (موضة) دون ان تجد عقوبات صارمة من اتحاد الكرة والسبب في رايي ان مايكتب وماتذيعه البرامج يشجع اللاعب علي الحكم ويطمعه فيه واخطاء الحكام واردة ولاتتوقف ولن تتوقف.. لان قراره في جزء من الثانية وقد لايكون في لحظة اتخاذ القرار في المكان الاصوب او ان زاوية الرؤية لم تتح له فرصة الحكم الصحيح عشرات الاسباب المنطقية يمكن الاستناد عليها في تفسير اخطاء الحكام وهذا لايحدث في العالم حيث تحدث هذه الاخطاء جلبة عظيمة وشوشرة وصخبا وصراخ وكلاما عن الظلم والاضطهاد والاستقصاء بدلا عن كلام عاقل والبحث عن الاسباب وفهمها ولذلك اعود مرة اخري لفتح ملف الاعتراض علي الحكام في ملاعبنا ونفكر في ادوات واساليب رادعة توقف هذه الظاهرة عند حدودها الدنيا فنحن نشاهد لاعبين يعترضون على (اوتات) في منتصف الملعب وفاولات في مناطق بعيدة جدا عن خط ال 18 وحركات عصيبة بل احيانا يتحدي لاعبون كبار الحكام ان يطردوهم عند ارتكاب اخطاء يستحقون عليها الطرد ومدربون لايمكن ان تنتهي مباراة لهم دون تصريحات نارية لابد ان يختفي هذا العنف من ملاعبنا صحيح ان حكامنا يرتكبون احيانا اخطاء مضحكة لكن حالهم من حال لاعبينا وملاعبنا ومدربينا واداراتنا الفنية ومجالس الادارة ليسوا من كوكب اخر. النيل والاهلي والنسور روح جديدة للكرة السودانية بعيدا عن صدارة الممتاز التي انفرد بها الهلال والوصيف الذي جلس عليه المريخ فهنالك تصنيف اخر لاندية قدمت مستويات رائعة في بطولة الدوري الممتاز وهي اندية النيل الحصاحيصا والاهلي شندي والنسور الخرطومي. حمد كمال وابراهومة في فوهة البركان الخواجة مسنود دائما من الادارة المدرب الاجنبي يكون دائما مسنودا من الادارة التي تعاقدت معه لذا فانها تتغاضي عن اي سلبيات تراها وتنتقد دائما المدرب العام مثل مايحدث تجاه المدربين العاملين للهلال والمريخ حمد كمال وابراهومة فهما دائما في فوهة البركان عند تدني عروض الفريقين لان انتقاد المدرب الاجنبي يحمل ايضا انتقادا للادارة التي احضرته لذا فانها كثيرا ماتتغاضي عن الاخطاء مما يجعل الامور تتفاقم اكثر.