بعد نهاية بطولة كأس العرب التي إستضافتها المملكة العربية السعودية إختار فريق محللي برنامج صدى الملاعب البرنامج الرياضي الأشهر في الوطن العربي ثلاثة من شباب المنتخب السوداني الرديف ضمن تشكيلة منتخب العرب وهم عنكبة , فداسي والطاهر الحاج, وهو ما يمثل 25 بالمائة تقريبا من تشكيلة منتخب كل العرب , وهذا دون أدنى شك نصيب كبير يستحق عليه كل أفراد منتخبنا الوطني الرديف ولمدربهم ( المعلم ) فاروق جبرة التهنئة والشكر والتقدير . فرغما عن مشاركة المنتخب في هذه البطولة دون إعداد مسبق إلا أن منتخبنا إستطاع أن يبهر الجميع ويخرج من التنافس على لقب هذه البطولة بسبب (عطب ) في نظامها قضى بأن يغادر صاحب الترتيب الثاني في مجموعته البطولة دون هزيمة. إختيار معاوية فداسي وزميليه الطاهر الحاج وعنكبة ضمن تشكيلة صدى الملاعب للمنتخب العربي دليل على عافية الموهبة السودانية وعلامة تدل على أن حواء كرة القدم السودانية التي أنجبت الطاهر حسيب والمحينة والأمير صديق منزول وجكسا والرمح الملتهب قاقرين وكمال عبد الوهاب وسانتو أخوان وهيثم مصطفى وفيصل العجب وغيرهم لم تزل (ولادة ) تنجب الدرر والمواهب , ولكن يبقى التحدي قائما كيف لنا ان نحافظ على هذه المواهب وأن ندعمها حتى تمضي في طريق النجاح فتخبر عن ما نسيه العالم الذي استغرب عندما هزم منتخبنا الرديف منتخب لبنان الأول لا أعني بالمواهب عنكبة والطاهر ومعاوية , بل ثلاثتهم وكل بقية نجوم المنتخب الثاني.
هنالك عمل كبير ينتظر الإتحاد السوداني لكرة القدم ولجنة المنتخبات والمدير الفني للمنتخب الأول إلى جانب المدير الفني للرديف في كيفية المحافظة على هذا المنتخب وتطويره ليكون هو النواة الرئيسية لقوة السودان الضاربة التي نعدها وندخرها لمستقبل البطولات والمناسبات الدولية , فهكذا فقط يمكننا أن نحافظ على هذه المواهب وتطويرها وتزويدها بالخبرة والإحتكاك المطلوب , علينا أن ننتبه جيدا لفكرة أننا نمتلك كل المقومات وينقصنا فقط التنظيم والعمل وفق خطط بعيدة المدى , ودعونا نقول أن مشاركة منتخبنا الثاني في بطولة كأس العرب هي بداية هذه الإستفاقة وهذه الإنتباهة وأن لا تذهب ( شمار في مرقة ) كسابقتها حينما كاد منتخبنا الأولمبي أن يتأهل لأولمبياد , يجب أن نستثمر الروح المعنوية العالية للاعبينا , والنتائج المشرفة التي تحققت حتى يبلغ بنا المدى أن تترشح عدد من المواهب السودانية لتشكيلة منتخب العالم , ولا تنطط عينيك فليس ذلك على الله ببعيد.