الفكر الاولمبي متجذر في المجتمع الانجليزي ولندن تنجح بامتياز في تنظيم الاولمبياد مع كل الود والتقدير الأكثر مشاهدة .. والمشاركة أهم من الميداليات عدنا بحمد الله وفضله ورعايته الى ارض الوطن ونحن في صحة وعافية بعد ان اكتحلت مآقينا برؤية نيلنا الخالد ووطنا الاسمر الجميل بعد ان تابعنا اضخم تظاهرة رياضية في عالم اليوم والمتمثلة في دورة الالعاب الأولمبية التي تحمل الرقم (30) والتي ابدعت في تنظيمها العاصمة البريطانية لندن في الفترة من 27 يوليو الي 12 اغسطس 2012م. وفي المساحة التالية نورد انطباعاتنا عن هذا العرس الشبابي الرياضي العالمي الفريد والمتفرد.. لندن تحتضن العالم بايد حانية منذ ان تطأ قدماك ارض مطار هيثرو الدولي بالعاصمة البريطانية لندن تحس بانك في مكان مختلف ومدينة مختلفة عن بقية مدن العالم .. مدينة تحولت الى خشبة مسرح عملاقة تستعد لاحتضان ابداعات الشباب من مختلف بقاع الدنيا واركان الارض .. فلذلك لا غرو ان وجدنا الترحاب والابتسامة المرسومة على الشفاه بعناية من مئات بل آلاف المتطوعين الذين يقدمون خدمات في كل الأوقات يرشدونك الي الطريق الصحيح ويجيبون علي تساؤلاتك بكل اريحية وطيب خاطر .. المتطوعون ورجال الأمن كانوا خلال اولمبياد لندن مثل الشغيلة في مملكة النحل حركة دائبة واخلاص منقطع النظير في العمل يشعرك كل واحد منهم ان نجاح لندن في تنظيم دورة الالعاب الاولمبية هي مسؤوليته الشخصية لذلك تجده يقف علي رجليه منذ الصباح الباكر وحتى منتصف الليل دون كلل او ملل. الفكر الأولمبي سيد الموقف لاحظنا خلال اولمبياد لندن ان الفكر الاولمبي والتعاليم الاولمبية التي ارتبطت بها الحركة الاولمبية والتي تسعى الى نشرها وسيادتها في كل دول العالم .. هذا الفكر وهذه التعاليم سائدة بل ومتجذرة في المجتمع الانجليزي .. الشعب الانجليزي يحترم بعضه البعض ويحترم غيره من الشعوب بدرجة لا تصدق .. بل ان الاحترام والتهذيب يعتبر جزءاً اصيلاً من اللغة الانجليزية اداة التواصل في تلك البقاع من الارض فعلي سبيل المثال كلمات مثل «من فضلك» ، «لو سمحت» تأتي قبل فعل الأمر في اللغة الانجليزية والشعب الانجليزي يحترم تعدد الثقافات والديانات ولا يقر بالتفرقة العنصرية وكل هذه هي التعاليم الاولمبية التي بشر بها البارون الفرنسي بيير دي كوبرتان الذي اعاد الألعاب الاولمبية للوجود بعد ان غابت منذ احتلال الرومان لليونان ومعروف ان قدماء الاغريق هم الذين ابتدعوا الألعاب الاولمبية في العام 776 قبل الميلاد لتكون بديلاً للحروب التي كانت سائدة بين القبائل الاغريقية القديمة مهددة لها بالفناء ليطلب الملك ايفيتوس ملك «ايليس» النصيحة من آله دلفي والذين نصحوه بابدال الحروب بمنافسات رياضية كل اربع سنوات تقف خلالها الحروب وهو ما يعرف ب(Olympic Truce) وقد نجحت الألعاب الاولمبية لمدة 1200 سنة في اهدافها الى ان توقفت وعادت مرة اخرى بواسطة كوبرتان الذي دعا لمؤتمر اللجنة الاولمبية الدولية في جامعة السوربون بفرنسا في العام 1894م والذي قرر اعادة انطلاقة الألعاب الاولمبية وقد حدث هذا بالفعل بعد عامين حيث نظمت اول دورة للألعاب الاولمبية الحديثة في العاصمة اليونانية اثينا في العام 1896م.. الانجليز ينظمون الأولمبياد للمرة الثالثة كما اسلفنا فان الامة الانجليزية تحترم الفكر الاولمبي بل ان الفرنسي كوبرتان والذي جدد الالعاب الاولمبية كتب في مذكراته انه قد وجد الإلهام في الكتاب الذي كتبه الكاتب الانجليزي توماس هوقس (Tom Brown School Days) ذلك الكتاب الذي يصف النظام التعليمي في بريطانيا واشتماله على التربية البدنية التي كانت مفقودة في المنهج التعليمي الفرنسي .. وبعد ان زار كوبرتان انجلترا في الفترة من 1888م وحتى 1889م ووقوفه على النظام التعليمي تبنى خطاً لتطبيق ذات المنهج في بلده فرنسا. لقد نظمت لندن الالعاب الاولمبية للمرة الاولى في العام 1908م ثم نظمتها ثانية في العام 1948م وهاهي تعود لتنظيمها مرة ثالثة في العام 2012م لتستفيد من خبراتها التراكمية وتنجح لدرجة الامتياز في التنظيم وفي حفلي الافتتاح والختام اللذين جسداً الفكر الانجليزي والابداع الانجليزي والسعي نحو الوحدة الشاملة بعرى لا تنفصم بين مكونات المملكة المتحدة الاربعة والمتمثلة في انجلترا وايرلندا الشمالية واسكوتلاندا وويلز. المشاركة في الاولمبياد أهم من الحصول على الميداليات من أهم التعاليم الاولمبية والتي كتبت باحرف كبيرة داخل الملعب الاولمبي بمدينة استراتفورد ان المشاركة في الالعاب الاولمبية تعتبر اكثر اهمية من الحصول علي الميداليات .. لقد شارك في اولمبياد لندن 202 دولة كلها شاركت برياضييها الذين احتضنتهم القرية الاولمبية التي تعتبر مدينة داخل مدينة لم يوفق رياضيونا الذين شاركوا في الاولمبياد في الحصول علي ميدالية ولكن مجرد المشاركة تعتبر كسباً ونصراً كبيراً وقد نالها من قبل البطل اسماعيل احمد اسماعيل في اولمبياد بكين في العام 2008م ويمكننا في المستقبل القريب وبقليل من الجهد والتركيز ان نحصد المزيد من الميداليات.. السودانيون في لندن تضم العاصمة البريطانية لندن بداخلها مزيجا من السحنات والديانات والمجموعات العرقية المختلفة التي انصهرت في هذه البوتقة مقدمة هذا المزيج الفريد والسودانيون في لندن مترابطون ومتداخلون على الرغم من تفاعلهم مع بقية الاجناس الا انهم يحملون الوطن في حدقات عيونهم ويوسدونه اضلعهم .. زرناهم في اماكن تجمعاتهم وفي منازلهم .. وعلي سبيل المثال الدكتور احمد التوم سالم رئيس رابطة مشجعي الهلال بالمملكة المتحدة وامينها العام الباشمهندس انور بابكر والكابتن عمار خالد لاعب منتخبنا الوطني والمريخ الاسبق والدكتور عصمت مصطفى حسن شقيق الفنان جمال فرفور والاستاذ اسامة مصطفى المدير التنفيذي لصحيفة المشاهد والكابتن حسن حامد نجم الموردة والمنتخب الوطني الاسبق والعديد من اللاعبين القدامى من امثال ابوعبيدة لاعب نادي بري الاسبق وخالد لاعب نادي ابوعنجة والكابتن ياسر تاج السر لاعب براعم الهلال الاسبق وابن اخت السيد اشرف سيد احمد الحسين الكاردينال والاخوة معتمد وعماد تشيلسي ونادر صلاح ابو الغيث وطلال ومحمد من طاقم السفارة السودانية في لندن .. كلهم يعتبرون مثالاً للسوداني ابن البلد الاصيل وحقاً وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني اليه في الخلد نفسي. مع كل الود والتقدير في كل بيت لاحظنا خلال وجودنا بالعاصمة البريطانية لندن ان كل الاسر السودانية وجميع السودانيين وهم في اماكن تجمعاتهم يحرصون على مشاهدة برنامج «مع كل الود والتقدير» الذي تقدمه الاستاذة الرائعة والموهوبة رانيا هرون من خلال فضائية الشروق وبسؤالنا عن سبب اهتمامهم بهذا البرنامج تحديدا قالوا ان فكرة البرنامج رائعة كما ان مقدمة البرنامج موهوبة وصادقة في مشاعرها ولا تستعمل المكياج والمساحيق التجميلية ، مما يعطي البرنامج عمقاً وصدقاً في التناول كما ان البرنامج يسهم في ايجاد الحلول لبعض المشكلات التي تعاني منها مجتمعاتنا .. براڤو الاستاذة رانيا هرون ومع كل الود والتقدير للطاقم المعاون ولقناة الشروق. البطل اسماعيل يعد بانطلاقة جديدة تصادفت عودتنا من العاصمة البريطانية لندن مع عودة بطلنا في العاب القوى والحاصل على الاولمبية الفضية في اولمبياد بكين البطل اسماعيل احمد اسماعيل والمدرب محمود وخلال الرحلة ومنذ وجودنا في مطار هيثرو بالعاصمة البريطانية لندن وعند حديث الدكتور احمد التوم سالم الاختصاصي النفسي معه قال اسماعيل انه يعد بانطلاقة جديدة في الموسم المقبل بعد ان يكتمل شفاؤه من الاصابة التي ظل يعاني منها .. وقال انه يحتاج للدعم النفسي وقد وعده الدكتور احمد التوم سالم بدعمه في رحلة العودة الى التألق وحصد الميداليات والألقاب
