اصبحت مسألة تدخل الساسة فى الرياضة مشهدا مألوفا منذ بزوغ القرن العشرين وخصوصًا في رياضة كرة القدم كونها الأكثر شعبية، ويستخدم الساسة كارزميها لإضافة البريق إلى شخصياتهم وتحسين صورتهم وكسب شعبية لهم وسط صفوف القاعدة الكروية العريضة. ووصل الأمر لدرجة أن اصبح الانتصار الكروي بمثابة مكسب سياسى للنظام الحاكم ومسألة تدخل قمة الهرم السياسي فى دولة من أجل قضية لاعب بعينه أمر متكرر، والبعض يرى أن لهذا الأمر دلالة واضحة وبعيدًا عن المغزى السياسي حيث يكشف ذلك عن مكانة هذا اللاعب وشعبيته ويمكن القول بأن سحر هذا النجم المستمد من الساحرة المستديرة خطف أنظار الجماهير وقلوبهم لدرجة استلزمت في بعض الأحيان تدخل السلطة السياسية بأعلى مراتبها لحل عثرة في طريق هذا اللاعب. في التقرير التالي تناول موقع غول العالمي ابرز قضايا اللاعبين من أصحاب المقام الرفيع عند جماهيرهم وتدخل فيها رؤساء أو ملوك العالم ونبدأ الحكاية من أحدث القصص: الرئيس المشير يتدخل فى أزمة البرنس هيثم مصطفى عندما تكون هناك أزمة طرفها لاعب كبير بحجم وقيمة قائد واحد من أقطاب الكرة العربية وأحد ناديي القمة في السودان البرنس هيثم مصطفي ويتطور الصراع بين اللاعب والمدير الفني للفريق ورئيس ناديه من جانب وفي الجانب الأخر تقف جماهير عاشقة لقائد سيد البلد أيًا كان سبب الأزمة وهل اللاعب مصيب أو مخطئ. فيكون من المنطق غير الطبيعي في وجهة نظر الآخرين أن لا تُحل مثل هذه الأزمة سوى تدخل مباشر وحاسم من رئيس الجمهورية المشير عمر البشير والذى كلفة مدير مكتبه يوم الجمعة الماضية الموافق 14 سبتمبر 2012 فاجتمع الأخير مع رئيس الهلال الأمين البرير وهيثم مصطفي فى وجود وزير الشباب والرياضة الطيب حسن بدوي ويتم الاتفاق على أن يعود اللاعب لمزاولة نشاطه. وسبق التدخل الرئاسي المباشر محاولات والي الخرطوم عبدالرحمن الخضر لحل الأزمة ليسجل نفسه كأول مسؤول سياسي تدخل، وقد يستغرب البعض لماذا يصل الأمر في أزمة رياضية تدخل رئيس الدولة بنفسه وخاصةً وأن الأمر لا يعدو أن يكون أزمة متكررة في كل أرجاء المعمورة فالقصة هي مجرد ايقاف لاعب ولكن هؤلاء قد يجهلون بأن تطور الأمر تطور حتى اصبح يمس الوضع الأمني فى العاصمة الوطنية أم درمان بعد احتجاجات واسعة من قبل جماهير النادي المؤيدة بشغف لا سقف له للنجم الكبير ووصل الأمر فى بعض الأحيان إلى صدامات تدخل فيها الأمن. روماريو عندما رفض مدرب المنتخب البرازيلي زاجالو ضم نجم خط هجوم المنتخب البرازيلي روماريو دو سوزا فارياس رغم كل الاصوات التي نادت بضرورة ضم النجم المخضرم للمنتخب وزادت وتيرة التعاطف بعدما بكى النجم البرازيلي يوم علم باستبعاده من الأدوار النهائية لكأس العالم التي أقيمت في فرنسا عام 1998 بدعوى أنه غير لائق بدنيًا، لكن ذلك ارتد بعناد أكبر من المدرب وزاد من اصراره على عدم ضم روماريو ولم يحسم هذا الصراع حتى تدخل الرئيس البرازيلى موجهًا أمرا مباشرا بضرورة ضم اللاعب ليضاف للأصوات التي نادت بأن يكون النجم المحبوب ضمن تشكيلة السامبا التي ستخوض مباريات مونديال 1998م في فرنسا ولكن على عكس ما حدث في السودان زاجالو تمسك بموقفه ورفض الاستسلام ولم يستجب للضغوط والمطالب حتى تلك الصادرة بقرار جمهوري وتعرضت البرازيل لخسارة مذلة أمام منتخب فرنسا لكرة القدم ونجمها زين الدين زيدان في النهائي 3-0 وبعدها قام روماريو بوضع رسوم كاريكاتورية في المطعم الذي يمتلكه تسخر من مدرب المنتخب زاجالو. وفي كأس العالم لكرة القدم 2002 تكرر المشهد من جديد وعلى الرغم من أن روماريو كان هداف البرازيل في التصفيات لكن المدير الفني للمنتخب يومها زفيليبي سكولاري قرر حرمانه من المشاركة في آخر فرصة له في مسيرته مع الساحرة المستديرة في العرس الكروي العالمي، ولم تشفع دموع اللاعب خلال مؤتمر صحفي عقده وصاحبه ضغط جماهيري وكان على رأس الداعمين الرئيس البرازيلي فرناندو كاردوسو وحُرم روماريو من المشاركة ولكن هذه المرة كانت كأس العالم 2002 من نصيب نجوم السامبا مارادونا عاد للمنتخب الأرجنتينى بأمر الرئيس مارادونا عندما اصبحت الأرجنتين فى مهب الريح فى مسألة صعودها لمونديال أمريكا 1994م واصبحت آمالها معلقة بلعب مباراتين مع استراليا (بطلة اوقيانوسيا) لتحديد المنتخب المتأهل وذلك بعد خسارتها المذلة أمام منتخب كولمبيا بخماسية لحساب ذات التصفيات، اصدر الرئيس الأرجنتينى كارلوس منعم قرارًا جمهوريًا بضرورة عودة النجم الأسطورة مارادونا لصفوف المنتخب في مباراة الحسم واستجاب المدير الفني باميلس وشارك مارادونا وفازت الارجنتين وكان له دور حاسم فى ذلك بصناعته لهدف المباراة الذى سجله النجم باتستوتا وهنا أسهم القرار السياسى فى الأرجنتين فى صعود منتخب بلاده. ولكن القصة لم تكن نهايتها سعيدة وتوقف الأسطورة عن اللعب دوليًا في نهائيات كأس العالم وكان لعب مارادونا مباراتين فقط وسجل هدفًا واحدًا ضد اليونان، وذلك حين فشل في تحليل المنشطات والذي اثبت تعاطيه منشطات الايفيدرين فتم ابعاده عن البطولة فورًا منهًيا مسيرته الدولية التي دامت 17 عاما واسفرت عن 34 هدفا من 91 مباراة. الزعيم السعودي أطلق نجم المغرب بعد تدخل الملك النجم المغربي بصير صلاح الدين وهو في صفوف نادي الهلال بصير صلاح الدين السعودي تلقي عرضًا مغريًا من نادي ديبرتيفو لاكرونا الإسبانى ولكن شروط العقد مع النادى السعودى كانت ملزمة للاعب بالبقاء معه لموسمين، ورغم أن اللاعب صرح بأنه سوف يتنازل عن جميع مستحقاته بشرط أن يطلق مسئولو الهلال سراحه لكنهم اصروا على عدم التخلي عنه للنادى الأسبانى. ولم يتم حل الأمر إلا بعد تدخل مباشر من رأس المملكة المغربية الملك الحسن الثانى وتدخل كوسيط بين النادى السعودى ومواطنه المغربى ففاوض الأمراء السعوديين وفسخ العقد الذي كان يكبل بصير وحصل المراد وانتقل مارادونا الصحراء إلى ديبرلاكرونا الأسبانى، ومع بداية الموسم 97/1998 تحقق الحلم ودخل بصير إلى عالم الاحتراف الحقيقى تحت قيادة مدرب الفريق الأسباني خوسي منويل كورالس وجاور زملاءه حجي وسالنيبتو ووقع عقدا لمدة 4 اسنوات مع الفريق ولعب فى موسمه الأول 21 مباراة وسجل خلالها 5 أهداف.