أول ما يدل على ذلك أوليته صلي الله عليه وسلم. ومعناه خلق نفسه قبل نفوسهم، ومما يدل على أوليته صلي الله عليه وآله وسلم ما رواه عبدالله بن عمر بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أن الله عز وجل كتب مقادير الخلق قبل أن يخلق السموات والارض بخمسين الف سنة وكان عرشه على الماء. وفي حديث اخر (كنت نبيا وادم بين الماء والطين) وفي حديث جابر رضي الله عنه أنه سأل رسول الله صلي الله عليه وسلم. قال له ماذا أول ما خلق الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: (نور نبيك يا جابر) وفي حديث قدسي: (كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق فتعرفت اليهم فبى عرفوني) فكلمة فبى تعني بمحمد صلي الله عليه وسلم. لان كلمة فبى مجموع حروفها (92) ومحمد (92) وهذا يعني من نوره صلى الله عليه وسلم خلقت المخلوقات. وفي حديث اخر (كنت أول الخلق واخرهم في البعث) ومن عظمته صلى الله عليه وسلم وأفضليته على جميع الانبياء قوله عز وجل (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ) ال عمران 81. كما ذكره على الانبياء فقال عز وجل: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ) النساء اية163. وقد خاطب تعالى كل الانبياء بأسمائهم ولكن لفضله عليهم عند الله لم يخاطب بأسمه صلي الله عليه وسلم. فقا تعالي : ( يا ادم أسكن، يا نوح أهبط، يا ابراهيم أعرض، ياموسى أني أصفيتك على الناس، ياداؤود أنا جعلناك، ياعيسى بن مريم، يازكريا أنا نبشرك، يايحي خذ الكتاب. وهذ دليل على فضله عليهم جميعا صلوات الله وسلامه عليه. قال تعالى في حق النبي صلي الله عليه وسلم (يا أيها النبي، يا أيها الرسول. فلما ذكر أسمه للتعريف قرنة بذكر الرسالة قال تعالي (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ)144ال عمران. ولما ذكر مع الخليل باسمه وذكر باللقب فقال تعالي: (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ) اية (68) ال عمران. وما أعظمها من مناسبة دينية وأعتقد كل الخلائق تحتفل بذكر مولده صلى الله عليه وسلم لانها خلقت من نوره وقد سبحت وخاطبت نبوته في شعاب مكة ومعجزاته لا تحصى ولاتعد أما آن الأوان أن نتخلق بأخلاقة وأدمان قراءة سيرته في مستوى العبادة والمعاملة لكي يحقق كل فرد السلام مع نفسه ومع الاخرين. ألم يقل المعصوم في حديثه (أفشوا السلام وصلوا الارحام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا جنة ربكم بسلام). الا يحتاج المسلمون والعالم للسلام، اليست البشارة بعودة الدين على هذا الكوكب يحقق السلام وبالتالي تحقق جنة الارض. إذا كان المسلمون ليست لهم قناعة بتحقيق السلام في النفوس عن طريق بعث السنة في نفوسهم عن طريق العبادة الخالصة في مستوى العبادة والمعاملة في القول والفعل فعليهم أن يراجعوا فهمهم للاسلام. أما أن أؤمن إيمانا لا يأيته الشك لا من بين يديه ولامن خلفه بأن الاسلام عائد من جديد ببعث السنة. كما بشر القرآن والحديث ويتحقق السلام على هذا الكوكب وتحقق جنة الأرض. قال تعالي: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) كل عام وأنتم بخير الهادي حمد أحمد علي معلم بالمعاش