قد أكون من أكثر الناس إعجابا بجوهرة الكرة السودانية وسلطان ملاعبها اللاعب المخضرم فيصل العجب كابتن فريق المريخ وأنشودة الجماهير الحمراء صاحب الخلق الرفيع والأدب الجم , و احد (أحرف) من أنجبتهم الملاعب السودانية . طوال مسيرة هذا اللاعب سواء مع المريخ أو المنتخب لم نسمع يوما بأنه قد كان احتج أو تبرم أو كان سببا في أي مشكلة , كان على الدوام هو البلسم الذي يشفي العلل والمشاكل التي تعترض زملائه بالفريق , منصرفا تماما لأداء عمله وواجبه مع الفريق. تعاقب على تدريب المريخ عشرات المدربين خلال فترة تواجده مع الفريق وكان إحترام القرار الفني هو ما ظل يجود به الكابتن فلا يتزمر إن هو جلس على دكة البدلاء ولا يقصر في واجبه إذا ما تم الدفع به داخل الملعب , يحظى بإجماع كامل من قبل زملائه , يبادلونه الحب والإحترام والتقدير متواضع هو في تعامله مع الجماهير , وتبادله هي الحب بالحب والإحترام بالإحترام , وكلنا يعلم أن أخطاء العجب في الملعب دائما مغفورة عند الجماهير ولا يمكن أبدا أن يسيء أحد المشجعين لفيصل أو يطالب بخروجه من الملعب عندما يخطئ في التمرير أو يكون في مستو غير جيد !! فالجماهير تعرف قيمة العجب الفنية والمعنوية , تشعر بالطمأنينة عندما يكون موجودا داخل أرضية الملعب , والمريخ يكون وقورا و ذو هيبة عندما يكون العجب موجودا يركض داخل الملعب , قليل التصريح للصحافة والإعلام , تسعى هي إليه ولا يسعى هو إليها , تحتفي الصحف حينما يصرح لها فهي بذلك أوجدت شيئا نادرا ومختلفا على صفحاتها. الغريب في الأمر أنه حتى لاعبو الأندية الأخرى والخصوم يحبون فيصل العجب ويقدرونه ونادرا ما تجد لاعبا يتعمد إصابته أو الإحتكاك به بصورة قوية , بل والأغرب من ذلك أن الإعلام الهلالي وكل كتاب الحزب الأزرق يجمعهم الإحترام لهذا اللاعب الكبير ولا أذكر أبدا أن كتب أحدهم منتقصا من قدره أو مستهزئا به , وهذا أمر لا يحدث إلا كل (مائة عام ) و تزيد قليل ا!! فقد تعودنا دائما أن كل لاعبو الأزرق في مرمى نيران كتاب الحزب الأحمر , وكل لاعبو الأحمر في مرمى نيران الإعلام الهلالي , وأن يكون العجب هو النشاذ في هذه القاعدة ( الحتمية ) يفيد بأن جزاء الإحسان لا يكون سوى الإحسان ..!! فيصل العجب يمتلك مواصفات اللاعب المثالي الذي لو تواجد ثلاثة من أمثاله في كرة القدم السودانية وفي هذا الجيل تحديدا لتغير الحال تماما , ولكن هكذا هو حال حواء الدنيا تضن دائما حينما يتعلق الأمر بإنجاب (العباقرة ) ولولا ذلك لامتلأت الشوارع بالعباقرة ولتحول إسم ميدان عقرب ليصبح ميدان (عبقر ) !! كل ما ينقص هذا اللاعب الجميل هو تحقيقه لبطولة دولية يختتم بها هذه المسيرة المتميزة في ميادين كرة القدم , ولكن للأسف الشديد فإن العمر قد بدأ يتقدم بهذا اللاعب الأمر الذي يضيق من فرص تحقيقه لهذا الأمر مع فريقه , لذلك فإنني أقترح الخطة التالية. كل اللاعبين الذين تقدم بهم العمر ولكن لم ينتهي توهجهم في الملاعب أمثال الإنجليزي غيغز , ديفيد بيكهام , الإسباني راؤول غونزاليز , المصري وائل جمعة ومواطنيه محمد بركات أبو تريكة , حسام غالي , عصام الحضري , وغيرهم يهتمون بأمر بالغ الأهمية وهو الإهتمام بالجانب البدني الذي يساعد في الحصول على شباب يدوم لفترة طويلة ولقوة وحيوية ورشاقة لا تتناسب وأعمارهم , فتجدهم يخضعون أنفسهم لبرامج تأهيل بدني قاسية ولا يكتفون فقط بما يحصلون عليه من تدريبات اللياقة البدنية مع فرقهم , لذلك فإنني أقترح على مجلس إدارة المريخ والجهاز الفني مساعدة العجب في هذا الخصوص عن طريق تخصيص مدرب لا عمل له سوى مساعدة فيصل العجب للتخلص من الوزن الزائد والحصول على لياقة بدنية جيدة تساعده في تخطي مشاكل البطء التي اعترت حركة الملك وقربت الشقة ما بينه وإعتزال اللعب والملاعب , في رأيي أن بإمكان العجب الإستمرار لموسم قادم إذا ما وجد إهتماما خاصا وتمكن من الحصول على بنية جسمانية ولياقة بدنية مثالية واستعاد الرشاقة المطلوبة للحركة داخل الميدان , وبذلك يكون المريخ قد ساعد العجب في إيجاد فرصة أخرى للحصول على اللقب الدولي الذي لطالما حلم به والذي وكما قلنا هو فقط ما ينقص السيرة الذاتية المشرفة لهذا الزول الخرافي . على العجب الآن تحديد أهدافه والعمل على تحقيقها .. عليه أن يحدد موعد إعتزاله اللعب بعد موسم واحد كأقصى حد ( إن تمكن من التخلص من عائق البطء ) يجتهد خلاله لتحقيق بطولة قارية مع فريقه , وإن لم يحدث ذلك لا قدر الله فعلى الملك الترجل مكتفيا بحصوله على بطولات من حب وإحترام الجماهير بمختلف مشاربها , وحصوله على لقب (جنتل مان ) الملاعب السودانية عن إستحقاق ودون منازع .. نقول هذا الحديث لأننا نحب العجب ولأننا نعلم تماما أن العجب نفسه (حائر) في تحديد مصيره في الملاعب فهو بلا شك لا يرغب في ان يشغل خانة في فريقه ولا يستفيد الفريق والجماهير من خدماته , لذلك حدد يا عجب وارسم مستقبلك على ورقة الآن ثم ابدأ في التنفيذ فورا .. وكتلوك ولا جوك جوك .. !! قف : الجنتل خال