رفع صغار صقور الجديان رؤوسنا عاليا وهم يحققون إنجاز الوصل الى نصف النهائي في البطولة العربية لمنتخبات الناشئين مواليد 1996 التي تستضيفها المملكة العربية السعودية .. حيث تمكن منتخبنا من الوصول الى هذه المرحلة بعد تفوقه على العراق بثلاثة اهداف وتعادله سلبيا امام الجزائر ثم تعادله بهدف لكل في مباراته الاخيرة امام منتخب المغرب ليحصد المنتخب خمسة نقاط أهلته لبلوغ مرحلة نصف النهائي عن إستحقاق .. ونسوق التهنئة لكل من وقف الى جانب المنتخب وللاعبيه الذين وضعوا السودان في حدقات العيون .. وعلى درب الإنتصارات هم ماضون إن شاء الله .. وتحية خاصة ( للبانكر ) الخبير شرف الدين احمد موسى هذا الرجل المرتب المتمكن في مجاله وهو يقود كتيبة مستقبل السودان بثبات في هذه البطولة .. ولأركان حربه في الجهاز الفني لمنتخب الناشئين المشارك في البطولة العربية الدولية . المنتخبات الأولمبية ومنتخبات الناشئين إضافة الى غالبية الاندية السودانية تشعر وكأنها تشابه في إستراتيجياتها تجار الدجاج والفراخ الذين يقومون برعاية ( الكتكوت ) منذ يومه الأول رعاية كاملة ويجعلون على تغذيته خبراء في المجال وعلى صحته كذلك .. وما أن يقوى عود هذا ( الكتكوت ) فيصبح ( فرخة) حتى يقوم هؤلاء التجار ببيعه للمطاعم والمحلات التجارية لأجل يؤكل لحمه ويلقى بعظمه بعيدا ..!! فمنتخبات الناشئين وعدد كبير من انديتنا السودانية تقوم بإتباع نفس النهج في الإعداد ثم تقوم بعد ذلك ببيع ( الفرخة ) سمينة وأمينة ولقمة سائغة ( لوحشي ) العرضة المريخ والهلال فيأكل الوحش الفرخة لحما ويرميها ( ركبة ورباط صليبي ) فتكون الفائدة محصورة في نطاق ضيق جدا ..! لذلك نتمنى أن يعمل الإتحاد السوداني لكرة القدم على حماية الأجيال القادمة من أن تروح ضحية الأموال والإغراءت المادية التي لا تتوفر إلا في ناديين فقط .. على الإتحاد أن يفعل قوانين تحدد سقفا ماليا لتسجيل هؤلاء اللاعبين الهواة الصغار الى أن يصلوا الى مرحلة الإحترافية فيبلغوها ناضجين .. وعلى من يستهون حديثي هذا ان يسأل اعضاء الجهاز الفني لمنتخبنا الأولمبي عن لاعبين فارق النوم عيونهم منذ اللحظة التي سمعوا فيها بحجم المبالغ التي رصدتها القمة لتسجيلهم .. خافوا على ارجلهم و ( ركبهم ) .. فتأهلت مصر على حسابنا ..! نتمنى ان ينتبه الإتحاد العام السوداني لكرة القدم للإشراقات التي بدأت تظهر في الأجيال الجديدة من لاعبي كرة القدم .. وأظننا نذكر جيدا منتخبنا الاولمبي الذي كان يسير بخطى ثابته في الطريق الى لندن قبل أن ينتبه للاعبيه كشافي الهلال والمريخ الذين عبثوا خرابا في المنتخب فكانت المحصلة الخروج امام نظيره المصري .. !! على الإتحاد ان ينتبه الى أمر مهم للغاية وهو كيفية الحصول على توليفة من اللاعبين لكي تستلم راية المنتخب الوطني الأول في القريب العاجل .. وأظن أن عدد من نجوم الأولمبي وعدد من نجوم منتخب الناشئين الحالي يمكن أن يشكلوا قوة ضاربة لمستقبل كرة القدم السودانية لو إستطاع الإتحاد ان يحميهم من سوق ( نخاسة ) العرضة ورعايتهم وإعدادهم بمنهجية وعلمية حتى يقوى عودهم وينضج تفكيرهم الإحترافي فنحصل بذلك على منتخب قوي متجانس ينهي كبوة الجواد السوداني التي طال امدها كثيرا جدا ..!! لو كان لي رأي في الإتحاد العام لعملت على رعاية لاعبي منتخبنا الأولمبي ومنتخب الناشئين من كل النواحي والتي من اهمها النواحي التعليمية والتثقيفية .. فعلى سبيل المثال نجد ان غالبية إن لم يكن كل لاعبو منتخبنا الوطني الأول جاهلون باللغة الإنجليزية.. لذلك نجد ان طموحهم لا يتعدى الدوري السوداني المحلي .. وتجدهم في الملاعب العالمية ( طرش في زفة ) ..! فما المانع من ان تتبنى الدولة مشروع تعليم اللغة الإنجليزية لهؤلاء الصغار في إطار إعدادهم للمستقبل .. فتسهل بذلك عملية التواصل فيما بينهم وبين العالم.. وتنفتح امامهم ابواب العالمية لتستقبلهم .. وكلنا يعلم أن اللغة الإنجليزية هي لغة التعامل الاولى في معظم دول العالم .. والجاهل بها والغير راغب في تعلمها سوف تحول بينه وبين الظهور الدولي الكثير من الحواجز والمتاريس داخل الإطار : أجمل لقطة في لقاء منتخب الناشئين امام المغرب كانت للجالية السودانية التي تدافعت بكثافة لمتابعة منتخبنا القومي للصغار .. تدافعوا بالأكتاف والمناكب الى ملعب المباراة وهم يحملون علم السودان فكان المشهد جميلا جدا .. وهكذا هم اهلي وهكذا هم ابناء وطني أينما كانوا يستغلون كل الفرص المتاحة ليقولوا لهذا البلد .. بنحبك يا سودان . قف : صفقة كبيرة لمنتخب كبير