منتخب السودان الاولمبي أين هو الآن..! منتخب السودان للناشئين اين هو الآن..! منتخبنا الوطني الأول أين هو الآخر..!؟ اسئلة حائرة تدور في اذهان كل الجماهير التي يهمها الأمر القومي لكرة القدم في السودان سيما وأن الفترة المقبلة سوف تشهد تنافسا محتدما على مستوى المنتخبات لأجل الوصول الى نهائيات بطولة كأس العالم التي سوف تستضيفها البرازيل في العام الفين ..!! كنا نعتقد ان الإشراقات التي ظهرت على مستوى منتخب الناشئين والمنتخب الأولمبي سوف تجد حظا من إهتمام القائمين على أمر المنتخب الوطني. .الأول .. فالفرصة كانت مواتية لخلق منتخب متجانس يجمع ما بين روح ودماء الشباب young bloods المتمثلة في المواهب الجديدة التي ظهرت على السطح مؤخرا وما بين الخبرة والتمرس الموجودة لدى عدد من لاعبي المنتخب الأول .. فمنتخب السودان الأولمبي الذي شارك في التصفيات الإفريقية المؤهلة لأولمبياد لندن إستطاع ان يرفد الكرة السودانية بعدد من المواهب التي تهافتت عليها اندية القمة ( بين يوم وليلة ) بعد أن سقاها المنتخب الأولمبي فأينعت وحان قطافها .. ! وللأمانة نقول ان اندية هلال مريخ ساهمت بقوة في خروج المنتخب الأولمبي امام نظيره المصري .. في تلك المهمة السهلة التي لم يتمكن منتخبنا الاولمبي من إجتيازها وهو الذي استطاع عن جدارة وإقتدار إقصاء المنتخب الغاني وهزيمته على أرضه وبين جماهيره .. !! اذكر جيدا كلمات مدرب المنتخب الاولمبي الذي قال أن عددا من لاعبي الاولمبي فارق النوم أعينهم بعد سماعهم بالملايين التي رصدتها القمة لتسجيلهم ..!! وأيضا المنتخب السوداني للناشئين مواليد 96 الذي شارك في البطولة العربية الأخيرة بالمملكة العربية السعودية وتمكن خلالها من تقديم مستويات أدهشت الجميع وجعلت جماهير المنتخب من الجالية السودانية تهتف للاعبين بعد الخروج امام منتخب الدولة المستضيفة .. شرفتونا .. شرفتونا .. في إشارة للأداء المشرف الذي قدمه هؤلاء الفتية
ثم منتخب السودان الرديف الذي تم تجميعه للمشاركة في بطولة إل جي التي إستضافتها دولة كينيا وتمكن من تحقيق لقبها وتحقيق الفوز على منتخب الدولة المستضيفة أيضا قدم عددا من النجوم الذين يمكن الإعتماد عليهم ..
كل هذه المنتخبات من المفترض ان تكون هي الرافد الأساسي للمنتخب الاول الذي يخوض التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم .. ولكن للأسف لم يتمكن مسئولو الإتحاد ولجان المنتخبات من الإستفادة من المواهب التي ظهرت مؤخرا .. فلم تسع لقطف ثمرتها التي سقطت على الأرض وهي الآن في طريقها لتصبح ( زوبارا ) ..!!
في كل عام تتضارب مصالح المنتخب السوداني الأول مع مصالح اندية الهلال والمريخ المشاركة في البطولات الإفريقية .. وفي كل عام نفشل في أن نجد حلا ناجعا لهذا الإشكال ..وغالبا ما يضحي المنتخب لصالح الأندية .. والسبب هو إفتقارنا لروح العمل بمناهج وخطط مدروسة يمكن من خلالها توقع مثل هذه الأمور والبحث المبكر عن حلول لها .. فنتفاجأ في كل عام بتضارب في إعداد المنتخب وإعداد الأندية المشاركة في البطولات الإفريقية .. مفاجأة لا تشبه بأي حال مفاجأة ( عكورة المياه) التي (فاجأت) هيئة مياه ولاية الخرطوم فأصاب العطش غالبية احياء العاصمة .. ولكنها مثل مفاجأة (العيد ) الذي ندخل السوق لشراء إحتياجاته جميعنا الأعمى شايل المكسر في ساعة واحدة .. رغم علمنا المسبق بموعد قدوم العيد ..!! ولكننا قوم نعشق أن نصاب بالزكام .. والجيوب الأنفية وإستنشاق ذرات التراب الناعمة في يوم الوقفة ..!! نحن أصلا بنحب تراب البلد دي ..!!
ألا يشبه هذا الأمر إنتباهة القائمين على أمر المنتخب بتضارب مصالحه مع إعداد أندية هلال مريخ التي تمثل عصب وعظم المنتخب السوداني ..!!
لو فكرنا قليلا لوجدنا أن المنتخب الاولمبي .. ومنتخب الناشئين فيهما الحل الناجع لهذه المشكلة .. فقط لو وجدت منتخبات الناشئين والاولمبي بعض الإهتمام ولم يتم التعامل معها على طريقة أضرب وأهرب Hit and Run .. فهذه المنتخبات سوف تمكننا على الأقل من إخراج المنتخب الأول من جلباب مريخ هلال ( الضيق ) بعد أن حصل لاعبوها على نسبة لا بأس بها من الثقة والخبرة والإحتكاك .. وكان بالإمكان تكوين منتخب سوداني شاب لا يعتمد على هلال مريخ في مسألة حياته وموته .. لكن نعمل شنو ..!!؟ قدر منتخبنا أن يموت في كل عام بسبب أمراض بسيطة كان بالإمكان تطبيبها ..!