غالبا ما تلجأ اندية افريقيا الى التعاقد مع محترفين اجانب من اقطار في افريقيا نفسها ولا يجد لاعب القارات الاخرى حظه في القارة السوداء او السمراء اسم الدلع الا نادرا وتفضيل الافارقة للمحترف الافريقي تفرضه عدة اسباب اهمها الاقتصادي والبيئي .. وفي السودان لم نخرج عن هذا التوجه الا في حالات قليلة ويجد المدربون وعناصر الاجهزة الفنية من خارج افريقيا الفرص في السودان اكثر من اللاعبين وحتى القلة من اللاعبين غير الافارقة فشلوا في السودان .. والواقع يقول ان اندية السودان غير قادرة على التعاقد مع مدربين ولاعبين بمستوى فني رفيع لانها لا تملك المال الكافي لذلك .. وسبق ان قال باولو سيزروكان رئيس اتحاد مقاطعة برازيليا عندما زار السودان في مارس الماضي «البرازيليون في السودان لا يحملون سمعتنا الكروية لانهم قدر قروشكم» الزول استفزانا صُحْ لكن كلامه صُحْ. تورط المريخ في عدد من محترفي القارات الاخرى غير افريقيا بمستويات ضعيفة ليس فيهم من بريق سوى اسم الدولة بالنسبة لبعضهم .. فشل التجربة البرازيلية تمثل في المريخ اكثر من غيره ويكفي القول ان المدرب البرازيلي هيرون ريكاردو نجح في الهلال قياسيا بتجربته مع المريخ .. مع النادي الاول بقى اطول فترة سنتين ونصف السنة حقق فيها برونزيتين افريقية وعربية وهزم اعتى الفرق مثل الاهلي المصري والزمالك والترجي والنجم الساحلي والوداد والرجاء المغربي واسبك العاجي وفاز بالدوري الممتاز ثلاث مرات وحقق المتوالية المئوية وقاد الفريق الي ناد المائة عالميا في التصنيف الدولي وفي مقدمة الاندية الافريقية والعربية واذا اجرينا دراسة مفصلة سنكتشف ان المدرب البرازيلي ريكاردو مثل علامة ايجابية بارزة في تاريخ الهلال مما دفع المريخ الي الاستفادة من كفاءته التي رفعت عاليا الهلال لكن ريكاردو فشل مع المريخ واكمل عاما واحداً بالتيلة ولم ينجز ما يذكر ولا يتحمل المسؤولية لوحده بالطبع فالفارق بين الهلال والمريخ هو الذي جعل ريكاردو ينجح هنا ويفشل او لا يجد عوامل النجاح هناك. هذا مجرد مثال عن التجربة البرازيلية في السودان في مجال التدريب لكن بما ان مجال بحثنا هو اللاعبين الاجانب في المقام الاول نختار مثالاً برازيليا في المريخ غير «المواسير» الاولى نيتو وسلفا وقد نبهتنا تجربتهما الى ان اسم البرازيلي ليس كافيا لوحده ليكون اللاعب لعاباً.
جاء بعدهما باولينو قيل ان المدرب الألماني اتوفيستر الذي جلبه سمسر فيه وتلاحظ انه كبير السن وظلت فترته تتأرجح بين تمسك الالماني به في التشكيلة ورفض الجماهير له وانتقاد الاعلام الاحمر ويعتبر باولينو اكثر محترف لا تحبه الجماهير ولا يقبله الاعلام وتنفس كثير من المريخاب الصعداء عندما قرأ نبأ سفره الى البرازيل لمعاودة والده المريض قبل ان يكمل آخر مباراة له في الدوري الممتاز ولا ننسى ان هذا المحترف حاول تحطيم ارجل كابتن الهلال والمنتخب الوطني هيثم مصطفى.
صحيح ان باولينو تم التجديد له ومنح الجنسية السودانية وتحسن مستواه قليلاً لكنه لا يعتبر ذلك المحترف الاجنبي القادر على البقاء واثبات الوجود عدة سنوات دون التفكير في شطبه وما قيل عن البرازيلي باولينو ينطبق الي حد كبير على مواطنه ليما الذي جاء بعده في الموسم الماضي وسرعان ما ذهب الى غير رجعة بحثاً عن من هو افضل منه.
لم تكن التجربة البرازيلية وحدها الفاشلة في المريخ بالنسبة لمحترفين خارج افريقيا بل هناك تجربة آسيوية عربية لم تنجح ايضاً .. انهما العراقيان علاء الزهرة المهاجم وسعد عطية المدافع سجلهما النادي يوم 14/1/2008 لمدة عام ولم يجدد لهما ويأتي فشلهما كحلقة جديدة في مسلسل فشل اللاعب العربي تحديدا في الاحتراف بالسودان سواء كان من اسيا او افريقيا نفسها وفشل قبلهما من المغربي مديحي ، عبد الرحيم ، الزنزون لعبوا للمريخ وانتقل الزنزون للهلال ..
ومن قارة آسيا من اليمن لم يوفق اكرم الصلوي مع الهلال لظروف ادارية تتعلق بتسجيله وعلى النونو لعب للمريخ وكان الافضل بينهم لكنه لعب موسماً واحداً فقط عام 2005م.
بعد تجربة ثنائي العراق سعد وعلاء لم تتوقف استعانة المريخ بالمحترفين العرب لكنه اقتصر على عرب افريقيا ولم يحاول مرة اخرى البحث عن لاعبين في آسيا فاستعان بالتوانسة عبد الكريم النفطي وهيثم المرابط ومهدي بن ضيف الله واستثنى من اسيا فقط حارس المرمى الفلسطيني رمزي صالح لكن اميز تجربة كانت للمغربي كريم الدافي لاعب وسط مهاجم.
ولم يكن المدربون العرب بافضل حال من اللاعبين العرب من اية قارة كانت ثلاثي المريخ المصري احمد رفعت ، محمود سعد ، محمد عمر على التوالي .. احمد ومحمد عجل السقوط امام الهلال برحيلهما بينما ترك محمود المريخ بعد تلقيه عرضا من اكاديمية اسباير لتعليم كرة القدم وكسب المريخ في وقت لاحق المدرب المصري حسام البدري لكن حسام هرب بجلده بعد ستة اشهر وهذا الموسم نال البدري لقب دوري ابطال افريقيا مع الاهلي المصري مما يدل على ان فشلنا الكروي متجذر فينا نحن قبل ان يكون لاي مدرب فيه نصيب..
اما مصطفى يونس مدرب الهلال لا اعتقد انه صاحب انجاز كبير او متميز عن غيره من المدربين المصريين رغم ان البعض يمدحه كثيرا وقد امتلأت الساحة بالمدربين المصريين مثل احمد ساري وماهر همام ورأفت مكي ولا يمكن الحكم عليهم لان الاندية غير الهلال والمريخ ليس فيها من الامكانات واللاعبين ما يجعل مهمة المدرب افضل لكنهم في الاجمال لا يختلفون كثيراً وربما اقل من المدربين المصريين الذين دربوا المريخ او الهلال.
لا اريد ان اطيل في هذا الجانب لكن اعتقد ان السودان لم يستفد من تجربة العراق الرائدة والجيدة في التدريب في كرة القدم وان فترة انور جسام القصيرة في تدريب الهلال لا يمكن ان تمثل مقياسا لذلك اما تونس فان المقارنة بين المدرب سفيان الحيدوسي ومواطنه المدرب محمد عثمان الكوكي تحسب لصالح الكوكي رغم ان الاول درب الهلال والثاني درب الاهلي شندي مما يجعل تونس الآن في مقدمة التدريب العربي بالسودان بعد ان تسيد المصريون هذا المجال.
نعود الي الثنائي الزهرة وعطية ونقول ان فشل علاء الزهرة كهداف في الدوري الممتاز اكثر منه في البطولة الافريقية يدل سجل مشاركته في الدوري الممتاز على وضعه خارج التشكيلة الاساسية او عدم توفيقه فيها اذ لعب 19 مباراة ثمانية بديل وتسعة مستبدل وهو رقم قياسي ويدل ذلك على ان مستواه لا يؤهله للعب شوطين كاملين في مباراة واحدة .. احرز ثلاثة اهداف فقط بينما احرز هيثم طمبل 21 هدفا في 20 مباراة وعبد الحميد السعودي 12 هدفا في 16 مباراة 11 هدفا للعجب في 22 مباراة وذلك يعني ان الهداف المحلي في المريخ فاز على الهداف الاجنبي العربي من اسيا ولا اعتقد ان علاء الزهرة يمثل المستوى الحقيقي للاعبي العراق الدولة العريقة في كرة القدم وصاحبة البطولات الدولية.