لا بد وأن مدرب المريخ التونسي محمد عثمان الكوكي قد بزل مجهودا كبيرا وخسر الكثير من الوقت وهو يرتب لمعسكر الفريق الذي كان من المفترض قيامه في تونس بعد الفراغ من معسكر مروي المحلي .. حيث تمكن المدرب التونسي من الحصول على موافقة عدد من الأندية الكبرى هناك للتباري إعداديا مع المريخ .. ودون شك فإن الترتيب لهذا الأمر والترتيب لحجز السكن وملاعب التدريب لم يكن بالأمر الهين. بلا شك فإن الكوكي كان يتحدث ويفاوض بإسم نادي المريخ بوصفه (مفوضا) عن النادي للترتيب لمعسكر الفريق هناك .. عليه فإن الكوكي كان يتحرك بصورة رسمية في هذا العمل ما يعني أن مجلس المريخ كان قد منح الرجل الضوء الأخضر للتحرك والتفاوض بإسم النادي ..!!
السؤال هو .. هل فوض المريخ مدرب فريقه الكوكي للإلتزام والحديث بإسم المريخ .. أم أن المدرب كان قد (تطوع) لهذا العمل .. وهاهو نادي المريخ في موقف محرج للغاية أمام الأندية التي أبدت موافقتها للتباري معه بعد مفاوضات وإلحاح المدرب .. !!
لو كان المريخ قد منح الكوكي الصفة الرسمية للتفاوض بإسمه فإنه ملزم بحفظ ماء وجه النادي الذي خطب موافقة الأندية التونسية للتباري فوافقت ولا يليق بناد كبير مثل المريخ أن (ينط) ويهرب من إلتزامه بالحضور أمام الأندية التونسية الكبيرة .. وهذا من شأنه أن يضر المريخ مستقبلا ..!!ا
أما إن كانت تحركات الكوكي الأخيرة في تونس بغير تفويض رسمي من نادي فإن مجلس المريخ ملزم بتوبيخ هذا المدرب وإرسال خطابات إعتذار للأندية التي فاوضها بإسم المريخ .. فهذا أقل ما يمكن أن يصدر من ناد بسمعة المريخ .. فالأندية الكبيرة لا تتعامل ولا ترضى أن يتم التعامل معها يعشوائية ..!!
في كل الأحوال يبدو أن الأمور في نادي المريخ تسير بغير ما كان يتمنى الكوكي .. ونخشى أن يظن التونسي أنه قد ضل العنوان الصحيح وطرق ألباب الخطأ .. فالفريق السابق الذي كان يدربه أقام معسكره هناك بكل يسر ودون أي ضوضاء كالتي تحدث اليوم ..!! نخشى أن يعتقد المدرب أن المريخ الذي أصبح مدربا له هو ليس المريخ الغني الثري المنعم الذي يمكن أن يوفر له كل معطيات النجاح والحصول على البطولات الدولية .. بل هو (مريخ الخلاء) .. !!
كل أمنياتنا أن يعمل مجلس المريخ على تنفيذ مطلوبات مدربه .. حتى يحل للمجلس مساءلته نهاية الموسم إن هو لا قدر الله فشل في تحقيق النجاحات التي وعد بها .. !! لذلك فإن المجلس مطالب بإنقاذ فترة الإعداد التي بلا شك يعتمد عليها الإطار الفني للتخطيط ولرسم معالم الطريق للموسم المقبل .
في الهلال الحال لا يختلف كثيرا بعد ان فشل المجلس في تنفيذ خطة التسجيلات التي طالب بها المدرب الفرنسي غارزيتو .. بل الأسوأ من هذا أن المجلس فشل حتى في عملية (تسجيل) غارزيتو نفسه حيث لم يتم تجديد التعاقد معه قبل مغادرته لبلاده.. وأعتمد على (كلمة الرجال )التي قالها غارزيتو .. وكأن هذا الفرنسي مولود بقرية (قندتو) وحاصل على الجنسية (الجعلية )..!!
عدم وجود تعاقد رسمي بين الهلال والمدرب الفرنسي ربما يضع الفريق في موقف محرج للغاية إذا ما رفض غارزيتو التجديد والعودة من جديد لقيادة الفريق فنيا .. الأمر الذي سوف يجعل الهلال عرضة للتعامل بعشوائية في إختيار مدرب جديد ..تماما كما يحدث حينما يتخلف فنان الحفلة الرئيسي فيلجأ العريس للبحث عن (فنان حيرة ).. !!
وبالتأكيد فإن النادي سوف يكون أيضا عرضة (للإبتزاز) والرضوح والموافقة على ما يمكن أن يطلبه غارزيتو أو مدرب (الحيرة) من مقابل مادي .. داير داير .. ما داير شوف السوق ..!!
نأسف ولله للطريقة التي تتعامل بها أنديتنا الكبيرة مع مثل هذه الملفات الحيوية فتحكم على موسمها ب(الجهجهة) مبكرا جدا وتضعه على شفير (الفشل )لا قدر الله ..!!
كل المنى أن تحدث المعجزة وتتمكن هذه الأندية من ترتيب أوراقها بسرعة لمواجهة متطلبات المرحلة القادمة .. أصلا نحن عندنا شنو غير إنتظار حدوث المعجزات .. !!