[email protected] لم أخض في موضوع التسجيلات ولم يكن يعني لي حضور اللاعب الفلاني وتوقيعه على إبداء الرغبة أو تأخر اللاعب العلاني الكثير. والسبب في ذلك أن الناديين الكبيرين عودانا على مثل هذا الضجيج الذي شهدته فترة التسجيلات كل مرة دون أن نرى الطحين بعد انتهاء أسابيع التسجيلات. في كل عام يتحدثون عن عشرات المحترفين الأجانب.. واحد جاي وواحد في الطريق.. وواحد لم يصل بسبب الطيران.. وواحد تأخرت بطاقته,, الخ الأسطوانات القديمة المتجددة وفي النهاية يتم تسجيل اثنين أو ثلاثة وغالباً ما يتعسر أمر إلحاقهم بالكشف الأفريقي في الموعد. لكن ما يحير في كل هذه العملية أن الناديين يجريان كل عام وراء المحترفين الأفارقة ويغيران بين الفينة والأخرى المدربين، وبمجرد أن يقترب موعد انطلاق الموسم الجديد يتضح أن كل الأموال التي أنفقت في هذه العملية قد ضاعت هباءً منثوراً لأن الناديين لم يعدا العدة جيداً لمرحلة ما بعد التسجيلات والتعاقد مع هؤلاء المدربين الجدد. في المريخ مثلاً تم التعاقد هذا الموسم مع مدرب أهلي شندي الكوكي وقد قلت قبل تعاقده أنه سيكون واهماً إن ظن أن الأمور في القلعة الحمراء ستكون أفضل من ديار جعل وأنه سيجد فيها ما يعينه على تحقيق بطولة قارية. وها نحن نتابع منذ أيام كمية اللغط الذي دار حول معسكر الفريق الذي قيل أنه سيبدأ بمروي ويختتم في تونس الخضراء بعد أن جهز الكوكي كل شيء هناك، قبل أن نسمع تصريحات جديدة تؤكد إلغاء فكرة معسكر تونس والاكتفاء فقط بالمعسكر الداخلي بمروي. وكأن القصة لعب عيال، يعني المدرب الجديد سافر إلى بلده واتفق مع العديد من الأندية التونسية الكبيرة للتباري مع المريخ حسبما ذُكر، ثم فجأة وبدون أي مقدمات يقرر مجلس المريخ إلغاء معسكر تونس لأنه مكلف، وكأن الأمور كلها تحدث فجأة بما في ذلك تكاليف السفر والإقامة وبقية متطلبات المعسكر! وبرضو نقول للكوكي هذه مجرد مناظر للفيلم الراجيك مع أحد ناديينا الكبيرين اسماً لا فعلاً. وفي الهلال دار نفس اللغط وربما أكثر منه حيث كانت هناك مشكلة عدم قيد بعض اللاعبين في نظام الفيفا الإلكتروني. والأغرب هنا أن المدرب غارزيتو الذي يفترض أنه سافر في إجازته السنوية لا يعرف الأهلة حتى الآن ما إذا كان سيعود لمواصلة مسيرته مع النادي أم لا. فمع كل صباح نطالع أخباراً متضاربة حول هذا الموضوع. فمرة يقولون أنه قادم في الموعد الفلاني، وفي أخرى يقولون أنه ربما لا يعود مطلقاً مما سيضطر المجلس للبحث عن مدرب جديد. وهنا طبعاً تلعب الفوضى التي تمارسها مجالس الإدارات فيما يتصل بالتصريحات دورها الكبير. فلا يعقل أن تترك مجالس الإدارات الحبل على الغارب هكذا لكل من يريد أن يدلي بأي شيء وفي أي وقت. ولا أدري مما معنى وجود ناطق رسمي بكل نادِ أو مؤسسة طالما أن أي عضو في المجلس أو الجهاز الفني يمكن أن يطلق ما يرغب فيه من تصريحات في الموعد والمكان الذي يختاره. عدم حسم أمر المدرب في الهلال ووجهتي المعسكرين في الناديين يؤكد أنهما سيدخلان للموسم الجديد بدون أي خطط ورؤى واضحة. وبالرغم من كل هذه العشوائية وهذا التخبط فإن سألت أياً من أعضاء مجلسي الإدارة في الناديين سيقول لك أن هذا الموسم سيكون موسم الانتصارات والظفر بالبطولات عندنا. وبالطبع ليس هناك بطولات يمكن أن يحققها ناد لا يعرف حتى قبل بدء الموسم بشهر أو أكثر قليلاً اسم مدربه أو مكان معسكره أو عدد لاعبيه الذين سيشاركون في المعسكر. فقد ولى زمن النجاحات التي تتحقق خبط عشواء، وما لم تكن هناك رؤية محددة واستراتيجيات واضحة فسوف يتذوق الناديان نفس مرارة الأعوام الفائتة. كثيراً ما كتبنا مع نهاية المواسم عن ضرورة تبني خارطة طريق واضحة المعالم للموسم الجديد ، لكن المؤسف أن إداريي الأندية عندنا لا يستفيدون من أخطاء وتجارب الماضي ويصرون دائماً على استنساخ الأخطاء بطريقة تدعو للأسى. /////////////////