افضل خطوة قام بها مجلس البرير في الوقت الحالي هو التجديد للمدرب غارزيتو لموسم اخر وبذلك يكون قد انهى الازمة التي كادت تهدد الفريق على اعتاب بداية الموسم بعد الاخبار التي تضاربت عن فشل المفاوضات ومغالاة المدرب ورفضه لمبلغ الموسم الماضي . اعتقد ان المدرب الفرنسي افضل السيئين في الوقت الحالي وهو احسن من الاسماء التي طرحت لخلافته امثال سفيان الحيدوسي وطارق العشري خصوصا وان غارزيتو يعرف تفاصيل الفريق ولايحتاج الى وقت للتاقلم على الاجواء . ولا ادري سببا واحدا يجعل المدرب يتمادى في زيادة راتبه لاننا اذا عدنا للارقام لانجد ان غارزيتو حقق الانجازات الخارقة , لان لقب بطولة الدوري لاتعد انجازا وسبقه العشرات ممن حققوها مع الهلال اجانب ومواطنين . نحفظ للمدرب انه خلق شخصية هجومية للهلال في الموسم الماضي ولكن على مستوى النتائج العامة نجد ان الهلال احبط جماهيره بعد خروجه من دور ال16 في دوري الابطال وفشله في الوصول الى نهائي الكنفدرالية بعدها . حاليا يتوفر للمدرب ما لم يجده غيره بعد ان حشد له البرير سبعة لاعبين افارقة بين محترفين اجانب ومجنسين وهو رقم يسجل في الهلال للمرة الاولى , ويبقى الهدف منه احراز لقب افريقيا وليس الدوري المحلي الذي شبعنا منه . وسيكون على المدرب اثبات قدرته في قيادة الازرق بالموسم الثاني للمنافسة على لقب دوري الابطال الافريقي في ظل المعطيات الجديدة التي تتوفر له ولم يملكها اي مدرب سابق , وليعرف ان الجماهير لاترضى بغير اللقب القاري . البطولات المحلية لاتحتاج الى مدرب اجنبي يدفع له في الموسم 600 الف دولار اي براتب شهري يعادل 50 الف دولار وهو رقم كبير يقارب ما كان يحصل عليه مانويل جوزيه مع الاهلي المصري الذي كان يتقاضى 65 الف دولار , ولكن الفرق كبير بين جوزيه الذي احرز للاهلي بطولتين في دوري الابطال وبين غارزيتو . اتمنى ان يكون هنالك سقف طموحات واضح لمجلس الادارة يضعه امام المدرب ويطلب منه تحقيق هذا الشئ , وان يتم تقييم تجربته على مراحل , ولكن لايدرك المدرب ليفعل مايريد وعندما تقع الطوبة في المعطوبة ياتي وقت محاسبته . جل المدربين الاجانب يبحثون عن مجد شخصي وسريع على حساب بناء فرق بالشكل الصحيح , ووضحت نوايا غارزيتو من خلال اصراره على تسجيل هذا العدد الكبير من اللاعبين الاجانب في كشف الهلال على حساب لاعبين مواطنين . قلت سابقا ان سياسة البرير العرجاء سوف تضر بالكرة السودانية , وبعضهم عاتبني لانني لم اتحدث عن سياسة جمال الوالي في الموسم الماضي مع المريخ التي كانت بنفس القدر . ولكنني اذكر هؤلاء بانني كتبت مقالا بنفس الطريقة وكان عنوانه ( سبعة اجانب لاحراز لقب الدوري ) انتقدت فيه سياسة ادارة المريخ التي سجلت في الموسم الماضي سبعة اجانب تواجدوا مع الفريق . فالمريخ سبق الهلال في منح عدد كبير من اللاعبين للجنسية دون وجود آلية ينتفع منها المنتخب الوطني , وحاليا نجد ان الناديين يتسببان في الحاق الضرر البالغ بالكرة السودانية اذا استمرا بهذا النهج الاعوج , والنظرة القاصرة . الوالي بحث عن انجاز على حساب مصلحة الكرة وفشل في ذلك وفي الطريق يسير البرير الذي يريد احراز اللقب الافريقي مهما كلفه الثمن , واتمنى رغم هذه السياسة العرجاء ان ينجح ولايكون الفشل ملازمه هو الاخر . وللامانة اقول ان ترك الحبل على الغارب لادارتي الهلال والمريخ ليفعلوا مايحلو لهم اصبح امر محزن للغاية لان الدولة اصبحت تتفرج على هذه الهرجلة , ومنح الجنسية للاعبين الافارقة عندنا اصبح اسهل من شرب الموية .
