دخل الهلال الموسم الحالي بتغييرات كبيرة على مستوى اللاعبين ولعل الملاحظ سيطرة الافارقة على حركة الانتقالات بعد ان ضم رئيس النادي البرير خمسة لاعبين دفعة واحدة بفترة التسجيلات الماضية وهم الخماسي عمر سيدي بيه ومحمد تراوري والمامي سانيه وسنكارا ودومنيك ونجد من بين هؤلاء الخمسة هنالك ثلاثة لم تكتمل اجراءات تعاقدهم بسبب قضية التسجيل الالكتروني . ومن بين هؤلاء الخمسة نجد ان المجلس نجح في تجنيس اثنين لتتم اضافتهم الى الثنائي الاجنبي الاخر المجنسين من الموسم الماضي ايكانغا وابراهيما سانيه ويضاف اليهم الحارس جمعة جيلنارو الذي ينتمي الى دولة الجنوب .
ويصبح العدد بالتمام والكمال لعدد اللاعبين الموجودين في كشف الهلال ولايحق لهم اللعب لمنتخبنا الوطني ثمانية , لان المجنسين ايضا هم ليسوا سوى اجانب ولكن بنفوذ الرئيس الامين البرير استطاع تسجيل هذا الرقم الكبير والحصول لهم على الجنسيات بكل سهولة .
واذا اكتملت اجراءات تسجيل اللاعبين الاخرين ووصل العدد بالتالي الى ثمانية اجانب يكون الهلال في طريقه لتحطيم الرقم القياسي لعدد اللاعبين الاجانب والتي كانت مسجلة باسم المريخ في الموسم الماضي بعد ان ضم كشفه سبعة .
ولاشك ان هذا الرقم المخيف يعيدنا بالذاكر لما واجهته بعض الاندية الاوروبية من انتقادات كبيرة من قبل صحافة بلدها بعد سيطرة اللاعبين الاجانب عليها مثل الارسنال الذي كان يضم في قائمته في احد المواسم 11 لاعبا شاركوا مع المدرب فينغر في المباريات دون وجود اي لاعب انجليزي .
ونفس الامر انطبق على انتر في ايام مورينيو عندما تواجد الايطالي ماتيراتزي وحيدا في تشكيلة الفريق قبل ان يتعرض لاصابة ليصبح عدد اللاعبين الاساسيين في الفريق الايطالي 11 وهو ماجعل الصحافة تشن هجوما كبيرا على ادارة النادي .
ولعلنا حاليا امام واقع مشابه ,لان ادارة البرير تساهم بهذا التوجه في تحطيم الكرة السودانية من خلال انتهاج سياسة الاعتماد على لاعبين اجانب جاهزين مثل وجبات ( الفاست فود ) الجاهزة السريعة على حساب لاعبين مواطنين يمثلون المنتخب الوطني .
وفي الوضع الحالي نجد ان فرصة اللاعبين المواطنين في الهلال لاتتعدى ثلاثة مراكز , وهو رقم ضعيف للغاية سوف يساهم في قتل مواهب ولاعبين يمكن ان يعتمد عليهم الازرق في المستقبل .
كما ان هذه السياسة الخاطئة في تجنيس العدد الكبير من اللاعبين سوف يتضرر منها المنتخب الوطني بشكل مباشر , واذا نظرنا فقط لحراسة المرمى في ناديي القمة نجد انه يسيطر عليها اللاعبون الاجانب في وجود عصام الحضري وجمعة جلينارو , علما بان هذه الوظيفة حساسة للغاية ويفترض ان لاتقبل الا المواطنين فقط .
سياسة التجنيس التي انتشرت مثل السرطان وسط انديتنا كانت فكرتها في عهد الرئيس الاسبق صلاح ادريس والذي فتح الباب على مصراعيه الا ان النهج الحالي للامين البرير والذي حشد مجموعة من اللاعبين الافارقة بهدف تحقيق انجاز باي ثمن يؤكد خواء فكر ادارته وعجزها عن بناء فريق بشكل صحيح .
البرير اداري فقير فكريا وليست لديه القدرة على بناء فريق بالشكل الصحيح , وما يقوم به حاليا يتنافى مع مبادئ الاحتراف والتي يفترض ان يتم تطبيقها اعتبارا من الموسم القادم , حيث يبقى من اهم متطلبات الاحتراف تاسيس قطاعات للناشئين والشباب .
من المحزن ان يصل الحال بنا في نادي بحجم الهلال الى انتهاج الاسلوب الاسهل والرخيص لتدعيم الفريق بهذا العدد الكبير من اللاعبين الذين يقتلون مستقبل الفريق ولا يمنحون اية فرصة للاعبين شباب يمكن ان يكونوا هم مستقبل الفريق .
عاما بعد عام نكتشف ان اداريينا فقراء فكريا وعاجزون عن ادارة الكرة وهم السبب الاساسي في تدمير ماتبقى لنا والسبب هذه السياسات العرجاء التي ستقود الكرة الى الهاوية قريبا ...