لا اريد ان يشاركني الناس في (خصوصايتي) ..هذا نوع من (الدكتاوريات) الصحافية التى يفرضها الكاتب على القاريء ، وهو ينادي بالحريات المطلقة..وان كانت هذه الخصوصية قطعة من الحزن الكبير (المشترك)..نتجاذب فيها جميعا ...دعوني اشاركهم في (عمومياتهم)...ان نلتقى (عموما)..افضل من الانفراد بحالة من حالات الخصوصية (المفرطة). هل يمكن ان يصبح (الحزن)...قطة اليفة؟.
هذه محاولة ..(سخيفة) ...لترويض (الوحشة)..وللخروج بها الى نفق الالفة الناعمة.
اكره المحاولات التى تجعل (القط) كتلة فرو ...ناعم ..تمسح في تذلل اقدام صاحبها ...تشبثا بي حالة (الفة)..نقرأ عنها ..من حين لحين.
من الافضل ان لا تتخلى (القطط) من (فورسيتها) وان كانت عرضا هي فقط على (الفئران).
فئران هذا الزمن ...عشمت في ان ترفع صوتها على (الاسود) في ظل المسكنة والذلة التى حدثت عند (القطط).
الكتابة ...ممارسة تفاعلية من اجل ترويض (حالة) من حالات الوجع السكوني...والكاتب الفذ ...هو الذي ينجح في تحويل كتل الشجن المر الي احرف متحركة تمكنها من (الاضاءة) في غياهب الحياة...ولو الي حين.
هل ما زال (العفش) داخل البص على مسؤولية صاحبه ...ام انه تحرر من تلك (المسؤولية)...التى تفقده اهليته؟.
في اعتقادي ان (العفش) ضحية لعنجهة الكماسرة ..واتحاد المركبات السفرية ..الذي لا تحس بوجوده إلا في (الاعياد) عندما يصدرون (منشورا) يؤكدوا فيه زيادة في اسعار التذاكر بنسبة 50%...عشان البصات من هناك بترجع (فاضية).
طيب ما ترجع (فاضية)...على الاقل لو حدث (حداث) يموت السواق براهو ..بدل وفاة واصابة 73 راكبا ..مثلما تقول الصحف الاجتماعية.
دعوني ...افتح معكم بعض (السير...والاخبار)..ولو من باب الاجتهاد ..واجر المناولة ...ول (أي) قاريء الحق ان يأخد مما نكتب مما يليه...وان كنا ...(كلنا) تكبر فينا همة ان نأخذ مما يلي الاخرين.
في (موقف عام)...وقف (كمسنجي)...بحلته التى تعرفونها بها ...(قميص) قديم ..عليه (سديري) قديم ايضا..(حالة من حالات البرد الكمسنجي) ..وقطعة (كرتون) ينظر اليها من حين لاخر ..وهو يهتف كلما نظر اليها : (الثورة ..الثورة ...الثورة).
اذكركم ...ان نصف (زارير) ذلك القميص (مفقودة) ...والنصف الاخر يبقى من (الزرارة) فيه ..التلت او النصف على احسن حالة.
واضح ان ذلك الكمسنجي بدخل في (مشاكل) كتيرة مع رفقاء الدرب والمهنة.
ثم يعود الكمسنجي بعد النظر الي (الكرتونة) التي يحملها في يده... وينظر الي (الحافلة) ويراجع مقاعدها ...(المهلهلة) في تطفل غريب...والكمساري كأنه يفعل واجبا تقيلا (يشعرك انه يجاهد في طلوعه هذا)...وهو يطلع في الحافلة ثم ينزل منها (منتفضا) مثل ثورة رجب ابريل...وهو يهمهم بكلمات لو سمعها (السواق) لخصم منه على عجل مرتب يوم او بعض يوم.
هل بلغ (الحزن) مقاعد هذه الحافلة المتهلهلة ...ام اني في هذا الموقف ..لا احسن قياس الامور؟.
اختلط علينا (الحزن).
ظننته (الحزن)...عادة ...هو يفعل اكثر من ذلك...يمور ثم يفور في (مقاعد) حافلاتنا ..ولا يترك حتى (اقمشتها) المتسخة وبعض العاشقين يكتبون عليها بالاحرف الاولى اسماء من يحبون وهم يعتقدون انهم بذلك يقدمون تضحية عظيمة ...وحب كبير.
لا يعرفون ان هذه الابجديات تجازها قيس بن الملوح في خط سوق عكاز قبل سنوات عديدة.
مضت 45 دقيقة بالتمام والكمال ....(شوط كامل) بحسابات كورة القدم ..ولم يفتح الله على تلك الحافلة براكب واحد..(لم يركب في تلك الحافلة حتى ذلك الراكب القلق ..الذي يأتي ويقعد وعندما توشك الحافلة من القيام ..يقوم يشيل حاجاتو وينزل) ديل الحافلة ما بتموها..الواحد من يعرف ان الحكاية بقت عليه بنزل من مقعدو (كيتا فيكم).
والكمسنجي بقميصه القديم وسديره القديم ايضا صوته راح.. وهو يكورك : (الثورة ..الثورة ...الثورة ..الثورة).
يا اخوي ...الجماعة ديل ما ناس (ثورة) ...الجماعة ديل ناس (حدايق سلام) ساكت.
اهتدي الكمنسجي اخيرا (جزاءه الله كل خير) ...الي حيلة جديدة ...واصبح ينادي ...(اللفة ...اللفة ...اللفة).
الكمسنجي قلب.
كان يكورك بصوت اكثر حنية ..كأنه صوت (ثنائي العاصمة) عندما يدغدغ المشاعر في (لو تكلم وحن صوته كله محنة).
دا كان قبل ما تنططوا عيونكم بهذه الطريقة المطاطية.
سرعان ما امتلأت (الحافلة)...مثل اللبن الذي يضع على النار ..ويفور سريعا لخلوه من الماء.
اللبن (فار)...والشاي (كديسة).
قبل ان تتحرك الحافلة ...قفز (الكمسنجي) على السلم ...وقال للركاب ..يا جماعة العربية دي ماشي (الثورة)...عشان بعدين ما تعملوا لينا مشاكل ساكت.
انتوا إلا يقولوا ليكم (اللفة) عشان تركبو ..(الثورة) دي يا كافي البلا بقيتو في الحافلات ما بتركبوها...ثم قام السواق بي نمرة اربعة ...دون ان يترك للركاب فرصة للتراجع...او القفز من شبابيك الحافلة.
الثورة دي إلا يسقوكم ليها (رجالة).
تفسيري ..لهذه (الحالة) لم يكن على ذلك (الفقه) الكمسنجي ...انا افسرها ...حالة من الحزن الكبير ...الذي يشع ..ويسكن حتى مقاعد (الحافلة) ويزيد (هلهلتها) على (الهلهلة) التى عليها.
موقف اخر ..بعيد عن هذا الموقف العام.
قال له ..شفتك امس في المنام ...عندك (قرون)...ولابس ليك فانلة بي حمالات وحايم بيها في البرد دا ...دا شنو؟.
طلب التفسير لهذا الحلم (ابو قرون).
اما القرون ...هناك زيادة ح تحصل في (العيش)..القرون في المنام يعني زيادة في الاسعار ...(هذا تفسيري دكاني على قدر الحال).
عشان كدا ..احلامنا كلها بقت (قرون).
اما الفانلة ابو حمالات ...فذلك هو (المرتب)..لا بسد ...لا بسمن ولا بشبع من جوع ...(مثل الفانلة ابو الحمالات تمام)...وفي البرد دا كمان.
عشان كدا ...الايامات دي لناس كلها عندها (التهابات).
عاينت ...في العيون ...المرسومة على الوجوه وجدتها كلها في حالة ذهول...زي كأنها قنعت ونفسها مرقت من تلك الوجوه.
كأنها مجبورة ...او كأنها تبقى (مأجورة) تسد ...حاجة (الشوف)...تتواق من خلال (خروم) في الوش ..بقولوا عليها (عيون).
السماها ...(عيون) منو؟.
انتوا بتسمّوا ساكت.
ما فاضل إلا تطلع من (الجحور) دي (فوره)...او (دبايب) من المكر والاستهبال الذي هو فيها.
احدهم ...اريد بدهاء ان يبيع قطعة ارض يمتلكها ..نشر اعلان في الجرايد يحدد مواصفاتها بي قطعة (ناصية).
لم يظهر مشتري.
اضاف في الاعلان ...قطعة ناصية من الجهتين.
لم يظهر مشتري.
اضاف في الاعلان ..ناصية من تلات جوانب.
لم يظهر مشتري.
اضاف ناصية من اربع جهات.
ارسلت له ادارة المرور (رجل مرور)...لأن القطعة بهذه المواصفات بقت (صينية) عديل كدا.
هل اصبح (الاصدقاء) في السودان في مرحلة من مراحل (صحوبيتهم) ممكن ان يصبحوا (بعاعيت)؟.
والعاء ....عليها (شهقة).
ممكن ...كل الاشياء جائزة حتى ان تفوز ببطولة الامم الافريقية منتخب (الرأس الاخضر) الذي خرج من البطولة مسبقا.
الارصفة ...فيها دروس وعبر كبيرة.
تعلموا منها.
اذا كنت تقف في هذه الناحية ...(التى تقف فيها الان) انظر الي الناحية التانية.
في محطات المترو والانفاق ..يأتي المترو ويأخذ كل الذين كانوا يقفون في الناحية التانية...يمضي بهم بعد ان ينزل وجوه جديدة ...ثم ينقلب (الحال) للناحية التى تقف فيها انت.
هذه حالة من حالات الحزن (المعقدة).
في مصر ...او هكذا اظنها ...توشك ان تكون (بورسعيد) في الضفة الغربية.
احداثها ..وشعبها ..يصدر لي هذا (الاحساس).
الاحاسيس التى تأتينا (مصدرة)...مثل كراسي المناسبات ...ترص ...وتعد ..وترتب بطريقة معينة (يستحن اضافة بعد التوابل على الموضوع)..ودائما في النهاية تكون ناقصة (كرسي).
لم اكن اعرف اننا على دائما ان نكون في هبة الاستعداد للحزن ...وان نفرش دواخلنا (الاربعة) بشيء من الشجن والوجع ..لنكون اكثر قابلية لأن يستهلكنا (الحزن).
يا ....انهم مازلوا يتحدثون ....عن الهدف الثالث.
ليتهم ..يسكتون ..ويلموا القلم ...ويجمعوا ...(الورق).....انتهي الزمن ..حتي قبل ان يمضي نصف الزمن.
ملحوظة : انفضوا.
هوامش
في الايام الماضية ...فقدنا شقيقيتنا الكبرى ..فحرمنا من التواصل معكم ..وعطلت حروفنا ...وخروبت.
نسأل الله له الرحمة والمغفرة ..وان تسكن في فسيح جناته ...جزاء لها ...وهي بيننا بكل عواطف الاخت ...والام والمدرسة ...والغيمة.
كانت تسعي بيننا هكذا ..لتجمع اطراف حواسنا ...تخيطها ..وتلتقها ...وتخرجها بكل الطيب والحب والسماح.
الذين تتضيق عليهم الحياة وتفشل في استيعاب دواخلهم البيضاء ...لا جزاء لهم غير ان يسكونوا في جناته الفسيحة.
اللهم ارحمها واغفر لها ..واسكنها فسيح جناتك ..ولا حول ولا قوة إلا بالله.
انقطعنا عن اخبار الصحف ..وعن متابعة الاحداث ...حتى اني لا اعرف ان كان الهلال معسكر في اثيوبيا ام في جبال طينة.
قيل لنا انه في اثيوبيا.
وقيل كذلك ان الهلال كسب تجربته امس امام الكهرباء ...ليعيد الهلال الكهرباء والموية.
المريخاب الي الان عندهم مشكلة في سداد الكهرباء.
انتوا لسع ما حليتوا المشكلة دي.
يا عصام الحاج ...انتظروا مهند الطاهر بعد عشر سنوات ...اعملوا (مهرجان)..وادفعوا قروش الكهرباء.
لكن الكهرباء ح تنتظركم عشر سنوات.
حنكوا الهئية القومية للكهرباء.
انتوا اصلوا ما عندكم مشكلة في حكاية (التحنيك) دي.
رجعتوا تاني لي (تحويل الرصيد).
قالوا عصام الحاج ..عمل (mtn ) عشان يرتاح من حكاية (تحويل الرصيد) دا.
بلة جابر ..شريحتو (زين).
شفتوا الفهلوة دي كيف؟.
متوكل احمد علي ...لحق المريخ.
عارفين ..لقط قروش التذكرة من وين؟.
من مجلس الشوري.
يا جماعة ناس الشوري ديل ..ناس (رأي) ساكت ...ما ناس (دفع).
يعني ما تلخبطوا ليهم الشغلة.
بكرة ان شاءالله حدثكم في الحتة دي.
حتة هيثم مصطفى فى المريخ.
قالوا رئيس العبثة في تونس ..اصدر قرار ..قال ليهم أي مصور يصور (هيثم) ...يأخذ ليه صورة للعجب.
عشان العجب ..ما يتعقد.
الشيء المحيرني...العجب بقى يلبس كدارة قدر كدارة هيثم.
دا جابو ليه قدرة 8 ...العجب قال عاوز كدارة مقاس 8.
يا العجب ..انت نسيت ...انت بتلبس 11.
اما ناس بلة جابر ...ديل شالوهم من الصور نهائي.
من (البوفيه) طلعوهم.
بلة جابر المعسكر مرت منه 7 اسابيع مع هيثم مصطفى ..قالوا ليك الي الان بلة جابر ما فاهم حاجة.
انت يا بلة ركز في (الجدعات).
ركز في شغل اليدين ...للعب بالقدم دا ..انت لسع بدري عليه.
موسي الزومة ..قالوا عاوزين يرجعوه عديل من المعسكر.
بالمناسبة دي.
اخبار (الشغيل) شنو؟.
ما تقولوا لي لسع بتعالج.
شكرا ..لكل الذين شاركوننا احزننا ..وكانوا بيننا في لحظات توحشت فيه حتى القطط.
والرحمة والمغفرة لسيدة عبدالماجد ...التى نسأل الله ان يسكنها فسيح جناته باذن الله.