خاض فريق الكرة بنادي الهلال منذ عودته من نيجيريا مباراتين تنافسيتين أمام كل من الموردة والأهلي الخرطومي على التوالي ولم يكن الأداء بالصورة المطلوبة والأسباب في ذلك معروفة للجميع وهي تتلخص في الإرهاق الشديد الذي عانى منه اللاعبون جراء السفر الطويل والمرهق إلى نيجيريا في الغرب الأفريقي وهو السفر الذي تطلب 22 ساعة متواصلة ذهاباً ومثلها إياباً الأمر الذي عرض اللاعبين للإرهاق الشديد وكان عليهم اللعب أمام الموردة بعد أقل من 36 ساعة بعد وصولهم البلاد لذلك إعتمد الجهاز الفني على خمسة لاعبين من أولئك الذين بدأوا في مباراة أنيمبا النيجيري إضافةً لستة من الذين لم يبدأوا المباراة وكان الهدف من ذلك إتاحة أكبر قدر ممكن من الراحة للاعبين وفي الوقت نفسه عدم خسارة نقاط مباراة الموردة علماً بأن الفريق قد إفتقد جهود ثلاثة من اللاعبين المؤثرين هم خليفة وسادومبا بسبب البطاقات الملونة وعلاء الدين يوسف بسبب وفاة جدته ومع هذه الظروف الصعبة إلا أن الهلال قد نجح في تحقيق الهدف المنشود من المباراة. وبعد مباراة الموردة أعطي الجهاز الفني اللاعبين راحة ليوم واحد وبعدها خاض الفريق مباراة ودية أمام أم بدة لفائدة اللاعبين الذين لم يشاركوا أمام الموردة وبعد ذلك لعب أمام الأهلي الخرطومي وهو فريق منظم ومحترم كان قد حقق الفوز أمام المريخ في الدورة الأولى للممتاز بهدف النيجيري سولي شريف وقد لعب بنظام الدفاع مع الإعتماد على الهجمات المرتدة المرتدة ومن إحدى تلك الهجمات المرتدة تمكن الأهلي من إحراز الهدف الأول والتقدم علي الهلال في المباراة ولكن الأزرق تمكن من العودة والفوز بالنتيجة النهائية في نهاية المطاف وقد حفلت المباراة بالإيجابيات وببعض السلبيات والتي لخصها المدرب الصربي للفريق ميلوتان ميشو بالقول في المؤتمر الصحافي الذي عقده عقب مران الفر يق أمس الأول: االإيجابيات هو أننا أستطعنا أن نعود بعد تقدم الأهلى ونفرض شخصية الهلال كفريق كبير كما أنني أعتبر أن فرقة الأهلي الشابة قد قدمت لنا فائدة أكبر من تلك التي قدمها لنا سوفاباكا الكيني الذي لعبنا معه إعدادياً قبل السفر إلى نيجيريا لمواجهة أنيمبا أما بخصوص السلبيات فإن الأداء الدفاعي للفريق لم يقنعني وأنا هنا لا ألوم خط الدفاع لأنني لست من نوعية المدربين الذين يعتمدون على خط الدفاع فقط في المدافعة لأن الدفاع مسؤولية تضامنية تبدأ لحظة فقدان الكرة . واستطرد ميشو قائلاً : أنا أفخر بأن الهدف الثاني الذي أحرزه المهاجم مدثر كاريكا في مباراتنا أمام الأهلي هو الهدف رقم 100 منذ إشرافي على تدريب فريق الكرة بنادي الهلال وقد وصلت الأهداف إلى الرقم 101 بالهدف الثالث الذي أحرزه بكري المدينة في المباراة الأخيرة أمام الأهلي الخرطومي حيث أنني أشرفت على 29 مباراة وبذلك يكون معدل إحراز الأهداف أكثر من ثلاثة أهداف ونصف في المباراة وهو عدد طيب من الأهداف . وقد إستقبلت شباكنا في النصف الثاني من الدوري الممتاز في الموسم الماضي أربعة أهداف فقط ولكنها إستقبلت حالياً ثلاثة أهداف في الدورة الثانية وهذا ما سوف نسعى لوضع الحلول الناجعة له في مقبل الأيام . أما عن مباراة الفريق المقبلة والمهمة أمام الرجاء البيضاوي فقال ميشو: نعلم أننا سوف نلعب أمام فريق قوي ومنظم حاز على البطولة الأفريقية في العام 2000م ولعب حينها أمام ريال مدريد الأسباني وتقدم عليه مرتين في تلك المباراة ليعود ويخسرها وتذكرون أنه قد تفوق على الهلال بخماسية نظيفة ولكننا نريد أن نبلغهم رسالة من خلال لقاء الجمعة المقبل مفادها أن الزمن قد تغير مع كامل إحترامنا وتقديرنا لهم ولتاريخهم ونريد أن نقول لهم أن القلعة الزرقاء بأم درمان ليست المكان المناسب ليدفنوا فيه أحزانهم التي خلفها تعادلهم على أرضهم ووسط جمهورهم أمام القطن الكميروني . ونحن نثق في مقدرتنا وبمساندة جماهيرنا الوفية في تحقيق النتيجة التي نصبو إليها من خلال لقاء الجمعة .واقول للاعبي فريقي عليكم بإحترام الرجاء البيضاوي لحظة الفقدان وكأنكم تلعبون أمام برشلونة الأسباني وعند الإستحواذ كأنكم تلعبون أمام علامات الملعب. الهلال بات جاهزاً لمقارعة أعتى الفرق ومما تقدم يتضح بما لا يدع مجالاً للشك أن فريق الكرة بنادي الهلال بات الان أكثر جاهزيةً من أي وقت مضى للصمود أمام أكبر الفريق وأعتاها وأكتسب لاعبوه خبرات ثرة وكبيرة من واقع مشاركاتهم المتواصلة في كبرى البطولات الأفريقية وأصبحت الفريق الكبرى تضع للهلال ألف حساب وتفكر مرتين قبل التوجه إلى القلعة الزرقاء والهلال حقيقة يمتلك زخيرة من اللاعبين المميزين الذين يمكنهم التفوق على كافة الفريق في القارة السمراء وبالطبع فإن الفضل في ذلك يعود إلى مجلس الأستاذ صلاح الدين أحمد إدريس (الأرباب) الذي شهدت قفزة نوعية هائلة في مستوى الفريق الأزرق وبالتالي إرتفع سقف طموحات قاعدة الفريق الجماهيرية العريضة ولم يعد الفوز بكأس بطولة الدوري الممتاز يروي ظمأها بل باتت تبحث عن البطولات الأفريقية الكبرى وسار المجلس الحالي الذي يقوده الأستاذ الامين البرير على ذات الدرب أي أنه لم يبدأ من الصفر أو ينطلق من العدم بل ظل ينسج على نول مجلس الأرباب محافظاً على اللاعبين الذين وجدهم في كشف الفريق بالمحافظة على رواتبهم ومستحقاتهم حتي لا يتفرقوا أيدي سبأ بل قام بسد الثغرات التي ظهرت في الفريق من خلال اللعب التنافسي داعماً الصفوف بمحترفين من العيار الثقيل أمثال الكميروني أوتوبونق والعاجي إبراهيما توريه إضافةً لمدافع منتخبنا الوطني الأول أمير ربيع وقطعاً أن هؤلاء اللاعبين وبعد إنسجامهم وإنصهارهم مع مجموعة الاقمار التي يضمها الكشف الازرق سوف يشكلون إضافة حقيقية للفريق في قادم المواجهات . يمتلك الأزرق أقوى هجوم في إفريقيا شهد المستوى الفني لنجوم المقدمة الهجومية الزرقاء تطوراً هائلاً في الفترة الأخيرة فالثلاثي الزمبابوي إدوارد سادومبا والوطنيان بكري عبدالقادر ومدثر الطيب يمتازون بالسرعة الهائلة والمهارة الفائقة في التخلص من الخصوم والوصول إلى المرمى بطرق متنوعة ومدهشة ويعتبر هذا الثلاثي من أنجح المهاجمين في القارة السمراء وليس في إستطاعة إي خط دفاع إيقافهم ومنعهم عن مغازلة الشباك.فكاريكا وسادمبا قد وصلا إلى مرحلة النضج الكروي ويمتاز هذا الثنائي بالهدوء القاتل داخل الثلث الأخير وبمكر الثعالب في إقتناص الكرات وتحويلها إلى أهداف . مازدا يسهم في تألق العقرب لقد أسهم الكابتن محمد عبدالله مازدا في التطور الكبير الذي حدث في المستوى الفني لنجم هجوم منتخبنا الوطني الأول والهلال صغير السن بكري المدينة وذلك لإيمانه بالإمكانات الفنية المهولة التي يحملها الفتى بين جوانحه فقام بمنحة الفرصة كاملة للمشاركة أساسياً مع المنتخب الأمر الذي زوده بالثقة والدافعية ليواصل تالقه مع ناديه والمنتخب.ويمتاز بكري المدينة باللياقة الفطرية العالية والقوة البدنية والسرعة الهائلة مع إجادة إستخدام القدمين بنفس الكفاءة وهو ما يسهل من مهمته في خطف الأهداف وحرق الشباك. ديمبا يبدأ في إستعادة أراضيه بدأ مدافع الهلال المالي الأصل السوداني الجنسية في إستعادة أراضيه المفقودة والعودة لسابق تألقه الذي أهله للإنضمام إلى صفوف الأزرق العاتي فمنذ مباراة الفريق أمام أنيمبا النيجيري وهي المباراة التي تألق خلالها تألقاً لافتاً إقتنع الجهاز الفني بأن ديمبا قد بدأ في إستعادة البريق .. برافو ديمبا وإلى الأمام. دعوا ميشو يعمل ظل المدرب الصربي المخلص جداً في عمله يتعرض للنقد الشديد كلما تأخر الفوز أو حدث تعادل لأسباب كثيرة وأهمها تردي مستوى التحكيم كما حدث في مباراتي النيل الحصاحيصا والأهلي شندي وهي المباراة التي خسرها الهلال بركلة جزاء لا وجود لها قام الحكم خالد عبدالرحمن (سامحه الله) بإحتسابها ضد الهلال في الزمن المحتسب بدل المبدد. ميشو سادتي مدرب مخلص في عمله يقضي كل يومه في خدمة الهلال يراجع ويقلب في دفاتر منافسي الهلال بالداخل والخارج ويعمل ما في وسعة حتى يحافظ الفريق على السمعة الأفريقية الداوية التي إكتسبها بجهد لاعبية ومجالس إداراته المتعاقبة وأجهزته الفنية وجماهيره الواعية التي تستطيع أن تفر ق بين الغث والسمين وتدرك بحسها العالي أين تكمن مصلحة فريقها ودونكم التصنيف الشهري للأندية وموقع الهلال من التصنيف ونتائجة التي ظل يحققها خارج الديار واخرها تعادله الإيجابي أمام أنيمبا النيجيري على أرضه ووسط جمهوره وتحت ناظري رئيسه المليونير فيلكس أنيانسي !! .. فالرجاء ثم الرجاء أن تتركوا ميشو يعمل فالفرح قادم .. قادم. هجمات الهلال تبدأ من هنا!! تمثل عودة سيف الهلال الضاوي سيف مساوي لمشاركة زملائه بعد الإصابة التي أفقدت الفريق لجهوده لفترة طويلة دفعة كبيرة قبل لقاء الغد المهم بسيف مساوي هاديء ورزين ويسطاد كل الكرات العالية بل ويبدأ الهجمات لفريقة ولا يشتت الكرات كيفما إتفق .. كما أن مساوي يسهم في إحراز الأهداف الرأسية الحاسمة ولعل جمهور الهلال يذكر هدفه الحاسم في مرمى نصاراوا يونايتد النيجيري. دعونا نستقبل الشهر الكريم بالفرح على جماهير الهلال الواعية والتي تدرك أن تشجيعها ومؤازرتها للفرسان في لقاء الغد هو زادهم الذي يمنحهم الطاقة الإضافية لجندلة الرجاء البيضاوي وإضافته إلى قائمة ضحايا المقبرة الزرقاء .. عليكم بالتوافد نحو القلعة الزرقاء وإحتلال مدرجاتها منذ وقت مبكر غداً الجمعة المباركة حتى نستقبل شهر رمضان الكريم الفضيل والإبتسامة تعلو وجوهنا بالنصر الذي سوف يحققه إخوة البرنس .. سيدا.. سيطرة .. هيثم مصطفى كرار.