في مدرستنا ، عندما كنا نقفز من شبابيك (الفصول) هروبا من اختبار (الكيمياء)...كنا نلجأ الي حيلة ذكية ترواري او (ترواري) غيابنا هذا ..وهروبنا (المقنن). نحن مالنا ومال (الكيمياء)....الكيمياء دي ذاتها ما شايلنها ..البخلينا نحضر اختبارها شنو؟.
حيلنا كلو بنكبوا في الهجوم على قميص استاذ الجغرافيا ...اللبني.
لذلك (من منطلق فصيح) كان قميص استاذ الجغرافيا هو مدرستنا النقدية الاولى.
اتعلمنا فيه النقد الفني.
هو وينو النقد؟.
عشان ما تقعدوا تعاينوا لي كدا ...هو وينو الفن ذاتو؟.
نطلع فاصل ونرجع ...(عشان ما تتلخبطوا علي)...زي حاج التروبلي ..اشترى ليه اسود وبطاطس ..ووضعهم في (كيس) واحد.
وصل البيت ...الاسود اتلخبط مع البطاطس ...ما عرف البطاطس من الاسود.
اصلو كانت زوجتو صعبة شديد...وقت يشوفها ..يمينو من شمالو ما بفرزها ..عاوزنو يفرز ليكم الاسود من البطاطس.
زوجتو قالت ليه : هسع وينو البطاطس ...قال ليها دقيقة بس النضرب لبتاع الخضار ..عشان هو قال بطاطسو دي موسمو..
نرجع من الفاصل.
كان عندنا استاذ جغرافيا ..(قميصو) بدخل الفصل قبلو ب (72) ساعة (وذلك لأننا نسبق الاستاذ بالحديث عن قميصو) ..ثم يأتي بعد ذلك الاستاذ شخصيا ...(متكرعا) ...فتة عدس ...بوخها مازال يخرج من فمه فيشبع الطلاب الذين يجلسون في الكنبة الاولى والكنبة التانية ...لذلك كان نختار عنية الكنبة الاخيرة ...لنخرج بتلك (التضاريس).
استاذ الجغرافيا كان ينتفخ فخرا وهو يحدثنا عن (منابع النيل)..تقول هو الذي اكتشفها.
ونحن والله لا فارقة معانا منابع النيل الازرق ولا منابع النيل الابيض بنبعوا من مرتفعات افريقيا وبصبوا في بيت الوالي!!.
وكان كذلك ما فارق معانا اختبار الكيمياء (درجتنا فيه دائما زي درجة الحرارة في موسكو في شهر يناير) ..ولا قميص استاذ الجغرافيا ...وذلك لأن الهلال سوف يلعب عصر اليوم مباراة امام (فيلا) اليوغندي.
انتوا وين الاسم دا اختفى؟.
نطلع فاصل صغيّر ونرجع.
العندو شاي قدامو ..يشربو ..التلفونو بضرب يرد ..او يعملو صامت ..عشان نحن داخلين بعد الفواصل القادمة الي (تلاولي).
تراوري ..انتوا إلا يقولها ليكم كدا بالواضح.
تتلفتوا متل (الطبيب العمومي) في عنبر الباطنية.
العاوز يمشي الصفحة العالمية لفخري الدين مضوي...يشوف تشاهد اليوم ..يمشي.
الموضوع دا بجر.
العاوز يعرج لعبده قابل ...يمشي ..عشان الفاصل دا كبير شوية ..والعمود دا شكلو كدا من بداياتو ح يبقى (صفحة).
عدنا!!.
رجعتونا لي زمن (تنقا)...زمن الزول ما بقيف في صف التذاكر في استاد الهلال...إلا بعد ما يشتري ليه (ملوة) تسالي.
الملوة تنتهي ...ما تصل شباك التذاكر.
تعاين وراك في الصف ...تلقى الصف اخرو ما عندو اي علاقة بالكورة من شدة البعد.
ناس كوتشينة ساكت.
تدخل الاستاد ...تلقى المدرجات كلها بتهتف ...(او تنقا ..تنقا ..تنقا ...تنقا).
تقعد تهتف معاهم ..بدون ما تشعر ..تلقى نفسك في نصهم وبتهتف ...(او تنقا ..تنقا ..تنقا ..تنقا).
تقعد في المدرجات ...وتجيب ليك (قصبة) سكر وتقرش فيها.
المباراة لسع ..وما في حاجة بتختصر الوقت قدر قصبة السكر.
القصبة دي الهلالاب عملوا منها اي حاجة.
اي حاجة تخطر على بالكم ..الهلالاب ديل عملوها في القصبة.
اول حاجة يقرشوها..ما يخلوا فيها (سكرة) واحدة...تاني حاجة التالف منها بجدعوا بيها (حكم الراية)..كل ما يرفع رايتو يجدعوه بي (تفلة).....اخر حاجة بولعوا في قشرها (النار)..عشان يدفوا بيه من (السقط).
زمان الدوري المحلي كان بكون في (البرد).
الحكم كان بفتش ليه سبب من مافي عشان يطلع (الكرت الاصفر).
عارفين ليه؟.
عشان يدخل ايدو في جيبو ...يقوم يدفأ شوية.
ناس درمة وصلاح محمد احمد كانوا بتكيفوا من ناس ابوشامة وحداثة وصلاح دوشكا ..عشان كورتهم كتيرة.
الحكم المباراة كلها ..ايدو في جيبو.
في الزمن داك ..سادت في السودان ..ثقافة حديثة ...اسمها الثقافة (التنقاوية).
او تنقا ...تنقا ...تنقا.
تنقا كان عندو (لفت)...زي (الكمشة) سفرجي ما عندو.
والله ساعة يمسك ليك الكورة دا ...والباك اليمين يدخل عليه ..تشوفوا الباك اليمين دا زي كأنو برقص في (اللول اللول اللولية بسحروك يا لولي الحبشية).
الباك اليمين دا بردح جنس ردح.
بسوى في جنس شيء.
بعد المباراة طوالي بودوه مصحة عقلية.
تاني ما بنفع بي تعريفة.
كان في جلابية اسمها جلابية (تنقا)..وكان في عصير اسمو عصير (تنقا)..وكان في حلاقة اسمها (تنقا).
البطيخ دا فيه حاجة.
البطيخ ذاتو كان فيه بطيخ اسمو بطيخ (تنقا).
الزول يركب في الحافلة ...الكمساري يقول ليه نازل وين؟..يقول ليه نازل في محطة (تنقا).
البلد كلها (تنقا ..تنقا ...تنقا).
نطلع فاصل ..عشان ما اطول عليكم ساكت.
نرجع.
واحد شالوه في قفة ..كل فردة في بلد...زي (الودع) ملخبط ..لخبطة شديدة.
جروا بيه جري على المستشفى.
طوالي دحلوا ليك غرفة الطواري.
الدكتور جاء جاري بي سماعتو ..وجهاز القلب ..والضغط و17 ممرض.
المستشفى كلها وقفت في رأس الزول دا.
الدكتور دا تعب في الدنيا دي جنس تعب...اي حاجة فيه يكشف ليها على انفراد.
لكن مع ذلك ..زولكم لملم قدرتو الباقية زي (عبدالقادر الكتيابي) ..وقال ليه يا دكتور انا عندي حاجة.
الدكتور (قنوع)..قال ليه والله ما عندك الحبة...اعراضك دي نحن شايلنها وحايمين بيها.
لكن يا دكتور !!.
لكن شنو؟.
لكن يا دكتور مالوا (تنقا) دا بتعارض لي في المنام ..(فرتكني فرتيك)..خلاني زي (الكبريتة) البلم فيها شافع (غتيت) يخلي ليك كل (عود) في حتة.
الدكتور دنقر عليه ..وقال ليه تنقا دا بجيك بعد تمانية وإلا بعد تسعة.
زولكم قال ليه بعد تمانية طوالي ...تحديدا كدا تمانية وخمسة.
الدكتور قال ليه غريبة ...دا نفس الوقت البجيني فيه.
ما قلت ليكم الدكتور دا قال شايل نفس الاعراض ...(بس انتوا ما بتتابعوا).
بتسرحوا.
الدكتور طلع متلو مريخابي.
نطلع فاصل وإلا نواصل؟.
طيب نواصل ما في مشكلة.
بقينا نشارك (النيم) في حزنو ...ما عارف الحاصل شنو؟...يمكن عشان (جداول الضرب) في الزمن دا ...الجماعة ديل عملوا عليها رسوم وخصومات.
ادخلوا في اي شيء.
حتى جداول الضرب.
الجداول بقت مبشتنة ...وحالتها بالبلاء ...جدول تلاتة من جدول سبعة ما بتفرزو.
زي اللخبطة الحصلت في الاسود والبطاطس.
وفى لخبطة تانية ...عاوزة احدثكم عنها.
المارق يمرق.
والقاعد ..يطول لي بالو ...انا جني وجن (الضيق)...جاريين بس لاحقين شنو ما عارف؟.
اصبروا ..واضايروا لي.
ماشي عليكم.
واحد ما عندو اي حاجة ..صحتو زي الحديد ...ما بشكي من اي شيء لا ضرس لا صداع لا طرف شمال ...لاقاهو ود عمتو بي صحتو دي شككو ليك في نفسو ..قال ليه احسن شيء تمشي تفحص.
يا زول والله الايامات دي (السرطانات) حايمة زي (الركشات)...لو ما عندك شيء يطلع عندك (سرطان).