درس منافسه جيدا وفشل في ترجمة هذا الدرس في الميدان خطورة سيوسبورت في الثلاثي الذي فعل مايريد في الهلال أبعد المعز بحجة عدم الإجادة في النجيل الصناعي وزج بجمعة فكانت الرباعية اكثر المتشائمين ماكان يتوقع ان تهتز شباك الهلال اربع مرات حيث كان في الامكان ان تهتز كثيرا لولا سوء الطالع الذي لازم مهاجمي المضيف ولولا براعة بشه الذي انقذ هدفا في طريقه للشباك ثم الحظ الذي جعل اخطر مهاجمي سيوسبورت يطيح بركلة جزاء في الهواء الطلق وغارزيتو الذي كنا نظنه خبيرا في مثل هذه المواجهات فشل فشلا ذريعا في ادارة المباراة التي لولا عناية الله ولطفه به لكنا اليوم اضحوكة لكل الاندية المشاركة في البطولة التي كنا نحلم بالظفر بها او التقدم خطوات علي الاقل في مشوارها الطويل بالامكانيات التي توفرت من قبل مجلس الادارة في الخرطوم ومن قبل قيادة البعثة في ابيدجان.
غارزيتو الذي درس منافسه جيدا من خلال مشاهدته لعدد من مبارياته آخرها امام اسيك ابيدجان فشل امامه ان يفعل شيئا ملموسا يشير الي معرفته بمكامن قوته وضعفه فالثلاثي الذي يرتدي الارقام 23 - 24 - 30 هو نفسه الثلاثي الذي تجول في انحاء الملعب بمزاجه وفعل في الهلال مايريد حيث لم نشهد رقابة لاي احد منهما فالاول احرز هدفين وهو الذي احرز مثلها في اسيك بالكربون واحرز الثاني هدفه ومثله الثالث.
ابعد المعز محجوب بفلسفته ان جمعة اسرع منه واكثر تركيزا في النجيل الصناعي فكان العكس هو الصحيح وجمعه الذي زج به دون ان يكون مهيئا نفسيا هو واحد من الذين تسببوا في الاهداف الاربعة لعدم تركيزه ولعدم اجادته اللعب في النجيل الصناعي .
دفع غارزيتو وهو يلعب خارج ارضه بثلاثة مدافعين مقابل ثلاثة مهاجمين لمنافسه يتقدمون معا يضاف لهم احد لاعبي الوسط ليحدث الفارق وغارزيتو يتفرج علي هذا الوضع طيلة ال 90 دقيقة رغم انه كان في امكانه ان يدفع بمدافع رابع منذ ولوج الهدف الاول وفي دكته احتياطيه سامي عبدالله وسنكارا وفداسي وخليفة وعندما اراد ان يبدل ابعد مدافعا ليحل محله مدافع وابعد لاعب وسط ليحل محله مهاجما في وجود مهاجمين والمنافس في حالة هجوم متواصل علي مرمانا..
غارزيتو الذي وضح ان تقدم العمر قد اثر في تفكيره اراد ان يبرر اسباب الخسارة فكان عذره اقبح من ذنبه عندما تحدث عن الارهاق باعتباره واحدا من الاسباب وهو الذي رفض ان يرتاح اللاعبون بعد وصولهم للعاصمة ابيدجان في رحلة استغرقت مابين الطيران والانتظار اكثر من 17 ساعة دفع بهم للتدريبات انصاف الليلي في نفس اليوم الذي وصلوا فيه وواصل ارهاقهم بمرانين ساخنين احدهما علي الرمال ثم مرانين اخرين اكثر سخونة اخرها قبل يوم من المباراة يضاف لذلك برنامج غذائي غريب جعل اللاعبين يشكون من الجوع وهم يتناولون في الافطار بيضة واحدة مع نصف من الخبز صباح يوم المباراة وحرمانهم من تناول العصائر بكل أنواعها.
تحدث غارزيتو عن تأخر الدوري في السودان مقارنة بساحل العاج ويضع هذا السبب من اسباب الخسارة في الوقت الذي اقصي فيه سيوسبورت منافسه الغيني والدوري الغيني يتقدم على ساحل العاج في الوقت الذي ادي فيه الهلال اربع مباريات تنافسية ومثلها من خلال معسكر الاعداد ومباراتين وديتين مع فريقين من فرق الممتاز ليكون المجموع ثمانية تجارب قبل هذه المواجهة فكيف يتحدث عن عدم الجاهزية وهو الذي قال عندما تألق فريقه امام المريخ ان جاهزيته اكتملت والعذر الاقبح من الذنب هو حديثه عن عدم انسجام نجومه الجدد مع القدامي رغم انه لم يشرك من الجدد الا تراوري الذي كان اميز لاعب في المباراة فلو كان يتحدث عن سنكارا فلماذا دفع به في الشوط الثاني وفي احتياطيه من المدافعين القدامي اثنان من افضل المدافعين في السودان فاستثناء تراوري وسنكارا قتل لنجوم الفريق من القدامي على رأسهم نجمه المدلل اكانقا الذي يلعب لعامه الثاني اساسيا دون ان يضيف جديدا للفريق بالاضافة لابراهيما سانييه الذي مازال بعيدا عن مستواه وفي خاطره ماحدث له في اديس ابابا
صحيح ان غارزيتو فشل في قيادة فريقه في استهلالية مشاركته الافريقية وكان له النصيب الاكبر في هذه الخسارة المذلة ولكن هناك اسباب اخرى قصمت ظهر الفريق ابرزها على الاطلاق تواضع مستوى النجوم الكبار عمر - مهند - بويا - ومدثر كاريكا ونزار حامد فهؤلاء لم يقدموا ما يؤكد انهم كبار واهل خبرة في مثل هذه المباريات حيث كانوا عالة علي الفريق اكثر من كونهم اضافة لهذا جاءت الخسارة التي نتمني ان يتم تجاوزها سريعا رغم اننا نري صعوبة تعويضها مع هذا المنافس الذي يعتبر واحدا من اخطر الفرق التي واجهت الهلال في السنوات الاخيرة نقول ذلك رغم ثقتنا المطلقة في نجوم الهلال الذين في امكانهم بمؤازرة جماهيرهم ان يقلبوا الطاولة في ام درمان ويحققوا النتيجة التي تنقل فريقهم للدور القادم وتنقذهم من الخروج المبكر الذي فات زمانه وما عاد يتناسب مع فريق يملك طموحات البطولة وامكانياتها في السابق وفي مثل هذه المباريات كنا نشكو من سوء التحكيم وسوء المعاملة من الاندية الافريقية التي نقابلها ونعزي خسائرنا لهذين السببين ولكن في ابيدجان كانت المعاملة كارقي ما يكون وكان التحكيم المصري نزيها لم يظلمنا ولم تؤثر قراراته في مجريات المباراة فقط نحن الذين ظلمنا انفسنا عندما فشلنا في احترام خصمنا في الميدان وفشلنا في التعامل مع مجريات المباراة سواء كان ذلك من جهازنا الفني او من لاعبينا فهذه الخسارة التي مني بها فريقنا خسارة متوقعة ومنطقية بل في امكاني ان اقول بلا تردد انها خفيفة مقارنة بالفرص المهدرة من منافسنا صاحب الطموحات والرغبة الاكيدة في مواصلة المشوار بديلا عنا في بطولة هذا العام.
صحيح ان الرطوبة العالية واللعب علي النجيل الصناعي اثرا في اداء الهلال ولكن الاصح فان الهلال فريق كبير وصاحب خبرات متراكمة كان من المفترض ان يكون قادرا علي التعامل مع كل المعطيات والظروف في القارة الافريقية خاصة سخونة الاجواء التي نعيش مثلها في السودان اما النجيل الصناعي فلنا ملاعب بهذه المواصفات فات علينا ان نتدرب عليها كثيرا.
تبقي الحقيقة التي لابد ان تقال ان مجلس الهلال لم يقصر تجاه الفريق الذي وفر له كل اسباب التفوق وان البعثة الادارية بقيادة د حسن علي عيسي والعقيد حسن محمد صالح وكوارتي والمعلم خالد بخيت قاموا بكل واجبهم من اجل ان يحقق الفريق ما تصبو له جماهيرهم ويتناسب والمكانة الكبيرة للفريق بالقارة السمراء ولكن جاءت الرياح عكس مانشتهي وكانت الغلبة والافضلية لمنافسنا الطموح سيو سبورت العاجي صاحب الامكانيات المالية الضخمة من واقع رعايته من احدي شركات البترول الكبيرة في دولة يحاصرها اكبر المحيطات ويدر عليها خيرا كثيرا وشعبها يتنفس كرة قدم فكل شوارع العاصمة ابيدجان وساحاتها لا تعرف غير ممارسة كرة القدم لكل الاعمار من الجنسين فهل نحن افضل من هؤلاء حتي نبكي كثيرا علي الخسارة امامهم فالاجابة حتما بلا فان كنا قد صرفنا نثريات الرحلة ثلاثمائة دولار لكل لاعب فمنافسنا صرف خمسة الاف دولار لكل لاعب بعد المباراة مباشرة مع الوعد بمضاعفة الحافز في حالة التأهل الانتقال للمرحلة القادمة.