(13) عاماً من الوفاء النادر لشعار الهلال ورحلة من التألق الدائم قاد الهلال لاكتساح المريخ بسداسية أحرز نصفها عام 1956م صاحب معركة الترسانة في الخمسينيات وبطل الكثير من المواجهات الدولية (7) أهداف في شباك المريخ و(11) هدف دولي للهلال والفريق الأهلى السوداني قاد الفريق الأهلي السوداني في رحلة آسيا وأوربا عام 1957 وأحرز (7) أهداف في شباك بومبي ، كانتون ، موسكو ، النمسا ، أندونيسيا ، المجر
طوبى لمن تأدب بأدب الهلال وتبتل في محراب عشقه ونهل من معين حبه فاكتسب سمة التميز والسيادة والألق الشفيف. هكذا كان نجمنا الفذ الذي نهل من نبع الهلال فأعطى وما بخل وأوفى بما وعد نصراً وعطاءً وإخلاصاً ووفاءً للهلال العظيم وكان مثل إسمه «زكياً صالحاً» يتدفق أدباً وأخلاقاً وصدقاً فكتب لنفسه الخلود بعطائه وبأحرف من نور في سفر تاريخ الهلال الناصع التليد. اليوم السبت الموافق 11 مايو 2013م تمر بنا الذكرى العاشرة لرحيل قائد الهلال الفذ الأسطى زكي صالح والذي أسلم الروح لبارئها يوم الأحد الموافق 11 مايو 2003م بعد معاناة قاسية ومريرة مع المرض وحق علينا أن نترحم عليه ونكتب في حقه بضعة أسطر وفاءً وعرفاناً لعطائه الكروى الخالد للهلال وللوطن.
عاد للهلال مرة أخرى بعد نقله الي العاصمة عام 1950م.
كان يلعب ساعد هجوم أيمن.
زار عدة أقطار مع الهلال ومع الفريق الأهلي السوداني حيث سافر الى سوريا ثم قارتي آسيا وأوربا.
بدأ حياته الرياضية لاعباً للتنس وله خبرة واسعة في تنس الطاولة «البنق بونق» حيث لعب مباريات عديدة على المستوى التنافسي.
كان أنيقاً في مظهره ، وسيماً ، اجتماعياً ، راقياً في تعامله.
لقب ب«الأسطى» لدقة لعبه وتمريراته وأهدافه الرائعة التي كان يحرزها بإتقان وفن وهندسة.
هو أشهر «المهندسين» في مجال كرة القدم حيث يلعبها بطريقة مدروسة وكان من أميز وأمهر اللاعبين والعارفين بأصول اللعبة وتكتيكها وكان يمتاز بضربات الرأس المحكمة وبالتكوين الجسماني المثالي وتتسم ألعابه بالهدوء والرشاقة وكان هدافاً ماهراً خطيراً ماكراً.
لعب مع فريق الهلال مباريات خالدة على مدى (13) عاماً وكان يلعب ساعد هجوم أمين يمتاز بالتهديف بكلتا قدميه وبرأسه وأحرز أهدافاً حاسمة للهلال ومن أجمل مبارياته اللقاء الكبير الذي جمع عملاقي الكرة السودانية الهلال والمريخ عصر الجمعة 17/8/1956م بدار الرياضة بأم درمان وفاز به الهلال مكتسحاً المريخ بنصف دستة من الأهداف 6/2 أحرز منها زكي صالح ثلاثة أهداف «هاتريك» وكان نجم المباراة دون منازع.
كما تعتبر مباراة الهلال والهونفيد المجري التي جرت بدار الرياضة بام درمان في 15/1/1956م من المباريات المميزة لكابتن زكي صالح والتي قاد فيها الهلال كابتناً وواجه فيها بوشكاش النجم الأسطوري المجري ورفاقه كونشيب تسيبور ، هيديكونتي وغيرهم ورغم أن اللقاء إنتهى بوفز الهونفيد على الهلال 9/1 إلا أن الهلال قدم عرضاً مميزاً بقيادة زكي صالح الذي أبلى بلاءً حسناً في ذلك اللقاء الذي أداره الحكم الدولي عبد الرحمن الصادق وأصيب في بدايته الأمير صديق منزول ولم يستطع مواصلة
اللعب فخرج من الملعب ، وأحرز يتيمة الهلال السد العالي» سليمان فارس من فاول قنبلة من خارج ال18 سكنت قلب المرمى.
فاز مع الهلال ببطولة الدوري لأربعة مواسم متتالية (57/58 ، 58/59 ، 59/60 ، 60/1961م).
لعب مع الهلال مباريات خالدة امام عدد من الفرق الأجنبية التي زارت السودان خلال حقبة الخمسينيات ومطلع الستينات.
ومن أشهر مبارياته التي لعبها مع فريق الهلال ضد فرق عربية واجنبية زارت السودان وأحرز في شباكها أهدافاً رائعة لقاء الهلال مع الترسانة المصري يوم الثلاثاء 24/8/1954م وفاز الهلال يومها 4/2 أحرز الأهداف زكي صالح وأبو رزقة وخوجلي (2).
كما قاد الهلال عصر الاثنين 10/2/1958م في لقائه مع الفريق الصيني تينتستين والذي إنتهى بالتعادل 2/2 أحرز هدفي الهلال «دريسة وزكي صالح».
وقاد الهلال لاكتساح أهلي مدني 5/صفر يوم الجمعة 9/7/1954م ليفوز الهلال بكأس السودان لموسم 1954م أحرز الأهداف كل من «زكي صالح (2) وأبو رزقة (3) أهداف».
وكان نجماً للقاء الهلال والأهلي المصري عصر الأربعاء 23/2/1955م والذي فاز به الأهلي 5/4 أحرز أهداف الهلال «صديق منزول (3) ، حسن ابو العائلة».
أما علي المستوى الدولي فلقد خاض الأسطى زكي صالح لقاءً تاريخياً ودياً بين السودان ومصر بعد فوز مصر بكأس الأمم الأفريقية الأولى بالخرطوم عام 1957م ذلك اللقاء الذي فازت به مصر بعد ملحمة رائعة بذل فيها نجومنا جهداً خارقاً انتهى 4/3 لصالح مصر عصر الأحد 17/2/1957م وأحرز زكي صالح هدفين للسودان وأحرز الهدف الثالث الأمير صديق منزول.
الفريق الاهلى السوداني ورحلة آسيا وأوربا عام 1957م
سافر فريقنا الأهلى السوداني في رحلة طويلة في أواخر شهر يونيو 1957م للصداقة والاحتكاك حيث استمرت تلك الرحلة لمدة تجاوزت الشهر تقريباً وكان زكي صالح ضمن كوكبة فريقنا الأهلي والذي لعب مباريات خالدة في قارتي آسيا وأوربا وتألق زكي صالح في تلك الرحلة وأحرز (7) أهداف في شباك منتخبات بومبي «الهند» هدف ، كانتون «الصين» هدف ، موسكو«روسيا» هدف ، النمسا «هدفين» ، اندونيسيا هدف ، المجر هدف.
الاعتزال
إعتزل الكرة موسم 60/1961م ولم يبتعد عن نادي الهلال حيث ظل ملازماً ومواظباً على التواجد بدار النادي مع اللاعبين ومجالس الإدارات التي تعاقبت على النادي الي آخر لحظات عمره.
الهلال وأول مشاركة في بطولة الأندية الأفريقية الأبطال 1966م
في أول مشاركة لفريق سوداني وعربي في بطولة الأندية الأفريقية الأبطال «النسخة الثانية» عام 1966م كرم نادي الهلال كابتنه السابق ولاعبه الفذ زكي صالح بضمه لبعثة الفريق التي سافرت الى الكنغو برازافيل لملاقاة فريق ريال دي نوار «الشياطين الزرق» بطل الكنغو في لقاء الإياب والذي كسبه الهلال برباعية وكان قد فاز في لقاء الذهاب بالخرطوم بسداسية وتم ضم كابتن زكي صالح لبعثة الهلال التي سافرت الي الكنغو برازافيل تكريماً له.
زامل ثلاثة أجيال من أفذاذ اللاعبين في الهلال والفريق الأهلى السوداني ، جيل الأربعينيات والخمسينيات وأوائل الستينات.
تميز لعبه بالأناقة والفن والمتعة الكروية وكان يمتاز بالإخلاص والوفاء والغيرة على الشعار الذي يرتديه.
كانت له تصويبات مميزة على المرمى قل ان تخطئ طريقها الي الشباك.
وفاته
أرهقه المرض في أيامه الأخيرة وظل أسيراً للفراش الأبيض يصارع في صمت آلامه وشجونه حتى أزف الرحيل فصعدت روحه الي بارئها يوم الأحد الموافق 11/5/2003م وكانت الصفحة الأخيرة من صفحات السفر الرائع لمسيرة القائد الهلالي الفذ ا لأسطى زكي صالح.
مباراة خالدة للأسطى زكي صالح
الهلال يهزم المريخ 6/2 ، زكي صالح يتألق ويحرز هاتريك ويقود فريقه لنصر عظيم.
الاهداف: أحرز للهلال على محجوب (2) ، زكي صالح (3) ، سليمان فارس هدف.. واحرز للمريخ بشرى إدريس وسري.
حكم اللقاء: يوسف محمد يعاونه متولى وأبارو.
ضيوف شرف المباراة: الوفد السعودي الزائر والسيد وزير الشئون الاجتماعية وكبار رجال الدولة والأعمال بجانب أعضاء وهيئة فريق الأشغال المصري.
نجم المباراة: كابتن الهلال الأسطى زكي صالح ومنصور رمضان من المريخ.
أحداث اللقاء
الشوط الأول:
ابتدأ اللقاء بهجوم خاطف من الهلال وفي الدقيقة (5) تمكن نجم الهلال على محجوب من استثمار الباص الثرو المرسل من زكي صالح فتصدى له بقذيفة يسارية هدف أول إهتزت له شباك المريخ ولم تمر سوى دقيقتان أي عند الدقيقة (7) إلا وكان نفاثة الهلال على محجوب يتخطى دفاع المريخ ويرسل قنبلة في وسط المرمى هدف ثاني وعند الدقيقة (22) يستلم زكي صالح كرة مرسلة بالمقاس من سليمان فارس ويراوغ منصور ويرسلها الي الزاوية البعيدة هدف ثالث ثم يردفه بالهدف الرابع عند الدقيقة (40) بعد أن راوغ الظهيرين وعند الدقيقة (45) ينفرد سليمان فارس بحارس المرمى بمجهود فردي خارق ويضع الكرة بهدوء هدف خامس انتهى عليه الشوط الأول.
الشوط الثاني
تسيد المريخ بداية الشوط الثاني وفرض سيطرته الميدانية تؤازره الجماهير الغفيرة وعند الدقيقة (10) يتصدى مهاجمه بشرى ادريس لكرة عالية فيخطفها رأسية علي يمين سبت دودو هدف أول للمريخ ولم تمض ثلاث دقائق حتى قاد كابتن زكي صالح الكرة منطلقاً في خانة الجناح الأيسر وانعطف بها متخطياً الباك اليمين ثم الثيردباك وأرسلها سريعاً أرضية زاحفة في الزاوية اليسرى محرزاً الهدف السادس للهلال والثالث له شخصياً «هاتريك» عند الدقيقة (13) من الشوط الثاني.
بعد الهدف السادس أخذ لاعبو الهلال يتبادلون الكرة بينهم مقدمين عرضاً رائعاً ولم ييأس هجوم المريخ الذي أحرز هدفاً ثانياً من ضربة ركنية أمام مرمى الهلال أخذها سرى قنبلة في مرمى الهلال لتصبح النتيجة 6/2 عند الدقيقة (40) بعدها إنحصر اللعب في وسط الملعب الى أن أعلن حكم اللقاء يوسف محمد عن نهاية المباراة بفوز الهلال على المريخ 6/2.
برز من الهلال زكي صالح «نجم المباراة» بجانب سليمان فارس وعلي محجوب والهادي صيام من الهلال وبرز من المريخ منصور رمضان ، سري ، كلول ، وحسن العبد.
وبعد المباراة حملت جماهير الهلال لاعبيها وهتفت بحياتهم وخرجت من دار الرياضة بأم درمان في مواكب هادرة.
رحيل نجم وبداية إنجاز صار اعجازاً
يوم الاحد الموافق 11/5/2003م صعدت روح نجمنا الفذ الأسطى زكي صالح إلى بارئها راضة مرضية بعد معاناة مريرة مع المرض .. وشهد مساء يوم رحيله الأحد 11/5/2003م انتصار الهلال على المريخ 2/صفر بهدفي خالد بخيت وهيثم طمبل وفوز الهلال بكأس الممتاز لعام 2003م والذي لم يفلت من قبضة الهلال لخمسة مواسم متتالية (2003-2007) فصار الإنجاز إعجازاً.
ألا رحم الله الأسطى زكي صالح وغفر له وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً .. «انا لله وإنا اليه راجعون»..