في بيان غامض يتنشر بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي، تعهدت مجموعة من “الضباط الأحرار” المصريين بتصحيح الاوضاع المضطربة في البلاد منذ تولي الاسلاميين السلطة في اعقاب الاطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك قبل أكثر من سنتين. وتشهد مصر مطالب متكررة من قطاعات سياسية وشبابية تدعو الجيش الى استعادة زمام المبادرة لتخليص البلاد من سلسلة الأزمات السياسية والاقتصادية الخانقة. ووعد “الضباط الأحرار” في بيانهم الأول ب”كشف حقيقة المتآمرين على الوطن سواء تستروا خلف أقنعة الدين الذي هو منهم براء، أو بشعارات الديمقراطية التي هي قول حق أريد به باطل”. وتعهد “الضباط الاحرار” في بيانهم الذي نشرته “القيادة الشعبية” في صفحتيها على فيسبوك ويوتيوب بتنفيذ مطالب الشعب “التي ثار من أجلها، وسنكشف ما تم في الفترة الانتقالية وسنحاسب الجميع مهما كانت صفته سواء كان منا أو من غيرنا، سنحاسب كل من كان له يد في ضياع مصر ونعلن أننا عقدنا العزم على التحرك من أجلكم ومن أجل وطننا، ونعلن أننا مع الشعب دائما وأبدا”. وقال البيان “لقد تمكن الخونة والمتآمرون وأعداء الوطن والثورة بالداخل والخارج في إحداث الوقيعة بين أبناء الشعب المصري العظيم، دبروا المؤامرات، قتلوا الشباب، سحلوا، عذبوا تحت ستار الشرعية الزائفة التي خدعوا بها المصريين”. وفي ظل المطالب المتزايدة الداعية الى تدخل الجيش، لا تزال المؤسسة التي تحدر منها رؤساء مصر الاربعة السابقون تقف مكتوفة الايدي رغم حالة الاضطراب غير المسبوق الذي تمر به البلاد. ‘قمنا بتحديد أماكن لميليشيات قادمة من الخارج' وتولت القوات المسلحة ادارة البلاد في الفترة التي اعقبت الاطاحة بمبارك الى ان تم انتخاب مرسي رئيسا. وكان آخر موقف للجيش المصري حيال الأزمة السياسية التحذير الذي اصدره قائده العام ووزير الدفاع عبدالفتاح السيسي في يناير/كانون الثاني الماضي من “انهيار الدولة”. وقال السيسي في حينها ان “التحديات والإشكاليات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والأمنية التي تواجه مصر حاليا تمثل تهديدا حقيقيا لامن مصر وتماسك الدولة المصرية وأن إستمرار هذا المشهد دون معالجة من كافة الأطراف يؤدي إلى عواقب وخيمة تؤثر على ثبات وإستقرار الوطن”. وقال “الضباط الاحرار” في بيانهم الذي لم يعلنون فيه عن هويتهم ان “الخونة سعوا الى إحداث الوقيعة بين الشعب والجيش، وساهم فى ذلك تخاذل عدد من القادة السابقين، وعدم الكشف عن الحقائق، الأمر الذي ساعد الخونة في تدمير مصر وتفرقة شعبها”. وأضافوا “واجهنا تحديات كثيرة كادت أن توقع البلاد فى فتنة المواجهة بين الشعب وجيشه، ولكننا اخترنا الحفاظ على الجيش وحماية الوطن. ها نحن نخاطب شعبنا بوضوح بعد فشل المرحلة الانتقالية”. وأردف “الضباط الأحرار” قائلين “علينا أن نعترف جميعا أن كثيرا من أبناء مصر الشرفاء وقع ضحية للمؤامرات التي دبرت للوقيعة بين الشعب والجيش من خلال العملاء والمفسدين الذين يعملون لحساب مطامعهم ذات الارتباطات العربية والدولية”. وفي لهجة وعيد، قالوا ” لن نتنازل عن القصاص من قتلة الثوار المصريين الشرفاء، لن نتنازل عن القصاص لدماء الأبرياء من المواطنين، لن نتنازل عن القصاص من قتلة جنودنا في سيناء من الجيش والشرطة، لن نتهاون في رد الاعتبار لوطننا من كل العملاء والخائنين، لن نسمح بنزول ميليشيات أو قوات من الخارج، وقمنا بتحديد أماكنهم داخل مصرنا الغالية، لن نسمح باستخدام عوز الفقراء لتحقيق مكاسب سياسية، لن نسمح باستمرار الحالة الاقتصادية المتردية، لن نسمح باستمرار الانفلات الأمني وغياب الدولة”.