كشف وزير الإعلام أحمد بلال عثمان عن استعانة حكومته بخبراء أمريكان في مجال العلاقات العامة للعمل كاستشاريين لتحسين الصورة السالبة للسودان في وسائل الإعلام الخارجية. ووصف مراقب سياسي تحدث ل (حريات) الخطوة بانها ( مثل برنامج الفوتوشوب يغير الصورة لكن الأصل هو الأصل ). وقال بلال خلال مخاطبته ملتقى الاتجاهات الحديثة لإدارة الإعلام والعلاقات العامة والمراسم الذي نظمه مركز الفيدرالية للبحوث وبناء القدرات أمس الاربعاء ( طلبنا من بعض مجموعات شبابية أردنية تحمل الجنسية الأمريكية ويعملون في مجال العلاقات العامة إجراء دراسات لتحسين صورة السودان في الإعلام الخارجي لكنهم طلبوا مبالغ مالية طائلة تعجز وزارة المالية عن الإيفاء بها). وأضاف ان عليهم بذل المزيد من الجهد في قطاع الإعلام والعلاقات العامة بالسودان؛ لتحسين الصورة السالبة له في الخارج، والعمل على رفع الوعي الرسمي للاهتمام بالعلاقات العامة. واقر في الوقت ذاته بتغييب العلاقات العامة والمراسم في السودان من قبل الدولة، وزاد إنها غير موجودة بشكلها العملي. في غضون ذلك قال مراقب سياسي ل(حريات) ( هذا اتجاه لرشوة موظفين وشراء ذممهم بالمال لتحسين صورة سيئة لأن الهدف من كل ذلك هو أن يخلق هؤلاء الموظفون علاقات عامة مع بعض المؤسسات الإعلامية العربية والعالمية وعدد من الصحافيين المأجورين للكتابة عن نظام البشير بصورة إيجابية منافية للواقع حيث توجه كل الإعلام عدا بعض القنوات مثل (الجزيرة ) لفضح النظام الذي أوصل الدولة السودانية حافة الانهيار). وأضاف : ( بدلاً من التركيز على تغيير السياسات يتجه النظام إلى الرشاوي لتحسين صورته وهو أمر مضحك وفي غاية الصعوبة )، ووصف ذلك ( أنه مثل أن تطلب من مصور مهما كانت براعته تغيير ملامح قبيحة من الوجه الحقيقي، فهو قد يجتهد في الفوتو شوب ، لكنه لن يغير الواقع ). وأضاف ( من سيقتنع بعد ذلك بأن نظام البشير لم يرتكب جرائم حرب وإبادة جماعية في دارفور ؟، وهل سينجح هؤلاء المرتشون في تغيير صورة النظام لدى السودانيين المنكوين من نار القمع والاستبداد والفساد ؟) . وأبدى المراقب السياسي أسفه من تبديد الأموال العامة في أمور تزيد الأوضاع سوءً . وسبق وتعاقدت حكومة المؤتمر الوطني مع عدد من الشركات الاجنبية للعمل على تحسين صورتها والاتصال بالمسؤولين ورجال الكونغرس الأمريكي لخلق قنوات إتصال. وسبق ونشرت صحيفة ( واشنطن بوست) خبرا عن صفقة مشبوهة بين مسؤول الأمن القومي الأسبق في عهد الرئيس ريغان ، روبرت ماكفرلين ودولة قطر وأظهرت الصفقة علاقة جهاز الأمن ورشوة المسؤول الأمريكي لتحسين صورة الانقاذ للرئيس باراك أوباما مع بداية فترته الأولى في البيت الأبيض، كما أشارت الصحيفة إلى اتصالات بين ماكفرلين والمبعوث الأمريكي الأسبق سكوت قريشن، إلا أن المحاولات باءت بالفشل .