تؤكد كافة المؤشرات على انهيار التعليم الفني بولاية الجزيرة الذي انشئت اولى مدارسه في العام 1950 م وهي مدرسة مدني الصناعية التي تم تحويلها من مدرسة صناعية متوسطة الى ثانوية صناعية في عهد الرئيس نميري ، وتشير القراءة التاريخية الى ان التعليم الفني اعتمد على المعونة الامريكية في 1964م وجاء تأخر السودان لاسباب اجمعوا على أنها تتمثل في ارتفاع تكاليف التعليم الفني وان اكبر معوقاته الاستهلاك الكهربائي وان المدارس الفنية تشتري الكهرباء تجاريا ووجود كتاب واحد للمنهج الفني طبع في العام 1972م و من اسباب تدني التعليم الفني تغيير السلم التعليمي من اربع سنوات الى ثلاث سنوات كما ان التعليم الفني بالسودان غير مواكب على الرغم من تطور سوق العمل عالميا ومحليا ويؤكد الواقع تأخر السودان الذي امد دولة كوريا بنظام التدريس الفني الا انها تطورت وبقي ابناء السودان يتدربون على عربات الكومر والهوستن والتيميس التي اكل عليها الزمان وشرب. الصحافة وقفت على مقومات التعليم الفني بولاية الجزيرة والتي تضم اربع مدارس بودمدني الحصاحيصا الكاملين والمناقل ووجدت ان نسبة قبول الطلاب ضعيفة مقارنة مع التعليم العام ويتقلص العدد المقبول الى اقل من 50%في بعض المدارس نتيجة تدني التعليم الفني وضعف امكانياته في ظل تهميش المعلم الفني مع نظرائه اضافة الى عدم تأهيل وصيانة معينات العمل الفني من ماكينات وغيره. وعدم وجود الداخليات للطلاب الذين جاءوا من جميع انحاء الولاية ما تسبب في تركهم الدراسة وتحولوا الى فاقد تربوي الى جانب عدم وجود الدعم المباشر لمدارس التعليم الفني الصحافة. التقت عدداً من القابضين على جمر قضية التعليم الفني بولاية الجزيرة يقول الاستاذ بمدرسة مدني الفنية الطيب المبارك العاقب بعد ان اخرج من جوفه آهة وحرقة على ضياع التعليم الفني ان التعليم الفني لن يعود سيرته الاولى قبل العام 1985 م ولن تقم له قائمة الا اذا تم فصله عن التعليم العام وخصصت له ادارة فنية بحتة ومن اسباب تدهور التعليم الفني عدم وجود الامكانيات التي يجب توفرها حتى يكون التعليم الفني جاذبا اضافة الى اعادة العلاوة الفنية للمعلم الفني وتميزه عن غيره من المعلمين لطبيعة العمل الذي يقوم به ماضيا للقول انه يوجد تهميش واضح للمعلم الفني من ادارات التعليم وطالب العاقب بضرورة وجود الهياكل الفنية بالجزيرة اسوة بالولايات الاخرى التي لديها كل التخصصات ،كما اكد قيامهم بالتدريس الفني من خلال اجتهاداتهم لعدم وجود منهج للتعليم الفني مناديا بتغيير الادارات الحالية الى ادارات فنية أما الاستاذ عبد الفضيل حميدان عمر فقال بضرورة وجود استاذ صناعي بمكتب التعليم الفني بوزارة التربية والتعليم بالولاية لدرايته بمشاكل مدارس التعليم الفني مشيرا الى ان المدير الحالي لادارة التعليم الفني صاحب تخصص تجاري وقال انهم لا يطالبون بحتمية التعيين من ذات التخصص ولكن في حالة عدم اتاحة ذلك فالمطلوب وجود مساعد من التعليم الفني او الصناعي لمدير الادارة الفنية بالوزارة وطالب الاستاذ فيصل مبارك الجهات المعنية اعادة النظر في التعليم الفني وضرورة الرجوع الى التعليم الفني القديم والعمل على خلق ادارة منفصلة بالتعليم الفني حتى ينصلح حال التعليم الفني بولاية الجزيرة واكد الاستاذ سعيد عبد الحميد ان التعليم الفني به ايجابيات وسلبيات ولكن تتغلب الاشياء السالبة في التعليم الفني على ايجابياته والتي تتمثل في عدم وجود المواد الخام اضافة الى انعدام التمويل الجيد لمواكبة العولمة مطالبا بالمحافظة على الموجود وصيانة الموجود من الماكينات المتعطلة حتى تعود الرغبة للطلاب خاصة ان العدد الذي يستمر قليل جدا مقارنة بنتيجة القبول مشيرا الى اهمية التعليم الفني في النهوض بالامم مثل امريكا وغيرها من دول العالم الاستاذ حميدة مهاجر اكتفى بقوله صنعة في اليد امان من الفقر الصحافة التقت بعدد من الطلاب وهم يجلسون لامتحان نهاية السنة وتبدو على ملامحهم الجدية والرغبة في امتهان حرفة تؤمن مستقبلهم الواعد اجمع الطلاب بضرورة النهوض بالتعليم الفني وزيادة عدد التخصصات والثبات على منهج يؤهلهم للمنافسة امام الشهادات العليا وقال احد الطلاب بالقسم الميكانيكي ا ن البعض لجأ الى الدخول الى القسم الفني لاختصار الزمن ومساعدة اسرهم في اسرع وقت ممكن غير انهم فوجئوا بعدم اكتمال المقومات اللازمة وعدم وجود منهج ثابت وطالب ولاية الجزيرة بضرورة الاهتمام بالتعليم الفني.