كمال كرار.. أدار اتحاد العمال الحكومي معركة وهمية مع وزارة المالية في مسألة زيادة الأجور ، وانتصرت وزارة المالية لميزانيتها التي خلت من أي زيادة في الأجور . ولكي لا تحرج الحكومة اتحادها السادن قررت تشكيل لجنة للنظر في أمر الأجور ترفع تقريرها لمجلس الوزراء في مارس 2013 وهاهو شهر مارس ينقضي دون أن يعرف ما إذا كانت اللجنة قد تكونت ( من الأساس ) ، أو أن تقريرها المزعوم قد اكتمل وبالمقابل ترتفع أسعار السلع في السوق ، ولا تكفي ( المواهي ) منصرفات اليوم الواحد . وترتفع تكلفة العلاج والدواء بعد أن مسحت الحكومة المستشفيات العامة ، وصلّحت أمور المستوصفات الخاصة وتزداد رسوم التعليم ، أضف إلي ذلك فطور التلاميذ ومواصلاتهم . ويصل سعر البصلة الواحدة في سوق الخرطوم إلي جنيه كامل ، أما اللحمة فهي فوق متناول الفقراء ومحدودي الدخل ونام اتحاد العمال في العسل ، إلي حين أن يستيقظ مع رمضان وكرتونة الصائم التي يدفعها العمال والموظفون بالأقساط ولا زال الحد الأدني للأجور 165 جنيهاً فقط لا غير وإيجار الأوضة الواحدة في ضواحي الحاج يوسف بلا ماء ولا نور يعادل 350 جنيه . ولو أرادت أسرة أن تأكل صحن فول واحد ، كل يوم وجب عليها أن تستدين 15 جنيه فوق الحد الأدني للأجور كيما تستمتع بأكل الفول غير المصلح . ولو أرادت أن تقابل أي دكتور في مستوصف خاص ، كان عليها أن تستدين 35 جنيهاً فوق الحد الأدني للأجور من أجل ذلك ولو جاء المخاض لربة الأسرة تحت ظل راكوبة ، كان علي العامل المغلوب علي أمره أن يستلف مرتبه لمدة عام لشراء الخروف ، وأن يبحث عن مصادر تمويل أخري للخضار والزيت وهلم جرا . وبينما لا تجد الحكومة القروش لزيادة المرتبات ، تنظم الاحتفالات في شرق النيل لحماية العاصمة القومية وتشتري الحكومة ( المفلسة ) 100 حصان للسواري وعربات للعمليات والمطافي ، وتحجز تلفونات ساخنة لزوم ما يلزم بخلاف الموائد والسرادق والمطايب من أجل ضمان البقاء في كراسي الحكم . وإذا سأل عبد التام عن كيقية إيجاد القروش للأمن والظبطية وليس الأجور والماهية لاتهموه بالتخابر والعمالة ورموا به من وراء القضبان كما رموا شباب الميرم ونساء كادوقلي وناس الفجر الجديد . تزداد أجور العمال بنسبة 100% عندما تنقص ميزانية الأمن بنسبة 10% ويصبح التعليم بالمجان عندما تنقص ميزانية القصر الجمهوري بنسبة 20% ويكون العلاج بالمجان عندما تنقص ميزانية الأمن بنسبة 30% ويعود السودان كما كان عندما يتخلص الشعب من مما يسمي الإنقاذ بنسبة 100%