الثلاثاء 11 يناير 2011م …..زرت إحدي قريباتي بعد أن سمعت أنه تم اعتقالها علي أيدي قوات الأمن!!!!!!، وفؤجئت لذلك، لأنها تعمل موظفة في شركة كمبيوتر وليس لديها أي انتماء أو ميول سياسية!!!!!!، فهي إنسانة عادية جداً، تمشي تحت الحيط، وتهرب بعيداً عن كل ما يسبب لها مشاكل!!!!!!!!. وجدتها وقد امتلأت رعباً وخوفاً وقد علت وجهها أثار الرهبة والهلع جراء مما أصابها!!!!!!!. قالت لي، أنها تقوم بعملها المعتاد في الشركة حيث تشرف على قسم ماكينات التصوير، وقد أتاها شخصاً يحمل منشورات ويرغب بتصوير كميات كبيرة منها، فقامت بتصوير المنشورات ودفع ثمن التصوير وانصرف!!!!!!!!!!، وأضافت، بعد سويعات قليلة، حضر إلى المكان شخصان يلبسان ملا بس مدنية، وأمراها بأن تذهب معهم لمكاتب جهاز الأمن!!!!!!!!!. قالت لي، أنها كادت أن يغشي عليها بعد أن سماعها ذلك!!!!!!!!!. ولم تملك من أمرها سوى الذهاب معهم!!!!!!!!!. داخل مكاتب الجهاز، تم التحقيق معها، ووجهت إليها أسئلة تتعلق بالمنشورات وبالجهات التي أصدرته، وعلاقتها بكل ذلك!!!!!!!!، وفي أخر المطاف طلبوا منها أن تكتب تعهد بعدم القيام بمثل هذا التصرف!!!!!!، وأكدوا عليها أن لو عرفوا بأنها تقوم بتصوير منشورات فسوف تعرض نفسها للمساءلة ولما لا تحمد عقباه!!!!!!!!، وحذروها كثيراً من مغبة ذلك!!!!!!!. قالت لي، بعد ذلك سمحوا لها بالذهاب، ولم تصدق نفسها أنهم أطلقوا سراحها بعد التعهد!!!!!!!، أكدت، أنها لم تتعرض للضرب أو الإهانة أو التعذيب!!!!!!!!!!، لكن المعاناة والضغوط النفسية التي تعرضت لها تعادل ذلك كله!!!!!!. أضافت قائلة، أول ما خطر على بالها هو ما حدث لأبوذر وآثار التعذيب التي تًركت على ظهره!!!!!!، مما جعلها تخاف حتى ارتعدت فرائصها، من أنها سوف تتعرض لما تعرض له أبوذر!!!!!!!!!!. طيلة الوقت الذي اعتقلتها فيه القوات الأمنية، ظلت تفكر فيما حدث لأبوذر وتأكدت أن ذلك سوف يحدث لها!!!!!!!!. وقالت أنها حمدت الله كثيراً، إذ أن نهايتها لم تكن كنهاية أبوذر، ولم يتم تحويلها إلى محاكمة كذلك!!!!. ضحكت كثيراً من قولها، ولم أصدق ما سمعته حين قالت، أنها تركت العمل ولن ترجع إليه مرة ثانية حتى وإن ماتت من الجوع!!!!!!!!!. تعجبت للخوف وللرعب الذي أصابها وأثر ذلك سلباً على مستقبلها ومستقبل أسرتها الذين ينتظرون العون والسند منها!!!!!!!. وتحيرت في استسلامها، ودعم أسرتها لقرارها!!!!!!!. رغم اختلاف وجهة نظري مع ما ذهبوا إليه!!!!!!!، ولكني وجدت لهم العذر في القرار الذي توصلوا إليه، إذ كان الدافع هو خوفهم وخشيتهم على حياة ابنتهم، من أن لا تسلم الكرة!!!!!!!!!. وتساءلت في نفسي، كيف يتم منع طباعة المنشورات واعتقال من قام بتصويرها؟؟؟ وبالطبع اعتقال من قام بإعدادها في المقام الأول، رغم أنه ليس هناك ما يمنع قانوناً هذا الأمر، ولكن ماذا نقول أو نفعل إزاء من يتحكمون في ذلك ويمنعون الناس من التعبير عن أرائهم ومعتقداتهم ولو عن طريق المنشورات والبيانات!!!!!!. وفهمت من قصة قريبتي، أن أبوذر قد تجاوز كل الخطوط الحمراء بالكتابة والنشر في الصحف!!!!!!!!!. وأن أهلي أصبحوا يخشون على ابنتهم من مصير أبوذر!!!!!!!. وتعجبت للخوف الذي تجذر في نفوس الناس حتى أصبح المشروع والمباح في دائرة الحرام والتجريم!!!!!!!!!. وقلت في نفسي، سبحان الله، الذي تنزه عن كل نقص!!!!!!!!!.