الاثنين 7 فبراير 2011م قضيت يومي كله في الزيارات لمعارفي وأهلي من أسر الطلاب المعتقلين، وذهبت لزيارة أسر اثنين من الطلاب في أسرتنا، وأربعة من الجيران وواحد من أسرة أبوذر!!!!!!، وهالني ما سمعته من أن الاعتقالات كثيرة جداً، لدرجة لا تحصى ولا تعد، كما أن هنالك اختفاءات قسرية لأشخاص يرجح أن جهاز الأمن اعتقلهم!!!!!!، كما شملت الاعتقالات أخرين لا علاقة لهم بالتظاهرات ولم يشاركوا فيها، ولكن لهم انتماءات سياسية!!!!!!!!!. قالت لي خالة أبوذر والتي أُعتقل ابنها منذ الأسبوع الماضي، أنها قد سمعت أن ابنها تم تحويله إلى سجن كوبر!!!!!!!!، وأضافت أنها تريدني أن أذهب معها، حتى نزوره!!!!!!!!، وبينما نحن كذلك، حضر ابنها الأصغر وقال لها، أنه ذهب إلى سجن كوبر وقد كان يحمل ملابس لشقيقه لإدخالها له، ولكنهم منعوه من زيارته وأكدوا أن عليه أن يذهب لمكاتب جهاز الأمن ليطلب الزيارة من هناك!!!!!!!، وأوضحوا له أن بسجن كوبر بها عنابر تخص جهاز الأمن ويشرف عليها مباشرة دون تدخل من إدارة السجن!!!!!!!. قالت خالة أبوذر، وكيف يعقل أن تكون مكاتب الجهاز في مكان والحبس في مكان أخر، ولماذا لا ييسروا لنا الأمر بدلاً من التعقيد؟؟؟؟؟ وأنفجرت في بكاء عنيف!!!!!!!!. رد ابنها، يا أمي، هذه المسائل ليست بالسهولة التي تتصورينها وإنها مرهقة جداً، فنحن على حالنا هذه منذ أسبوع!!!!!، لم نترك مكتب لجهاز الأمن إلا وطرقناه وكل ذلك لم يجدي نفعاً في أن نعرف مكانه!!!!!!!!. ردت الأم بعصبية، أن من حقها أن تطمئن على ابنها ما إذا كان قد تعرض للتعذيب والضرب أم لا، وأنها لم تنم ليلها من كثرة التفكير!!!!!!!!، وأن ابنها ذهب بالملابس التي عليه وهي لن تألو جهداً حتى تعثر على مكانه لتوصل له ملابسه وأكله، وأنها………..وأنها………………….!!!!!!. قالت لها إحدي السيدات، يجب أن تلتفتِ إلى نفسك وصحتك، وأن هذا الانفعال غير مجدي مع ارتفاع ضغط الدم الذي تعانينه!!!!!!!!!، كما أنه ليس وحده المعتقل، فهناك الكثير من الطلاب الذين تم اعتقالهم معه!!!!!!!!!!. ردت أخرى، ولكننا تلمسنا وعرفنا أن أهلهم لا يعلمون عنهم شيئاً، ولا يعرفون لهم مكاناً!!!!!!!. تحيرت في حجم الاعتقالات الكبيرة التي شنتها الأجهزة الأمنية خلال الأسبوع المنصرم، فهنالك قائمة طويلة جداً من الطلاب وغيرهم من الأحزاب السياسية المعارضة!!!!!!!!!!، وطالت الاعتقالات حتى الولايات المختلفة!!!!!!!!. وأحسست أن هنالك خوف متزايد من التظاهرات الطلابية التي اندلعت في بعض الجامعات، وعلى الرغم من ضعفها وهشاشتها ولكن يبدو أن خوف الأجهزة الأمنية أكبر من ذلك بكثير، الأمر الذي شكل هاجساً قوياً ودفعهم لوأدها حتى قبل أن تنضج وترى النور!!!!!!!!، وأن في مخيلة الأجهزة الأمنية أن يتم منع المظاهرات وذلك باعتقال من قد يسهمون بشكل فعال في خروج الشارع، وأن ذلك بمثابة إجراء وقائي واحترازي حنى لا تندلع المظاهرات وتعم الأرجاء!!!!!!!. وشعرت أن الأحوال سوف تسير من سئ إلى أسوأ ولا سيما أن الغلاء ما زال متواصلاً يوماً بيوم، وأن الانفصال أصبح وشيكاً، وكل ذلك يسهم بشكل فعال ويزيد من حدة التوتر والقلق لدى الجماهير وبالتالي يرغبون في المزيد من التظاهرات السلمية!!!!!!!!!. وذهبت بتفكيري، إلى أنه ما زال هنالك إنكار تام وتجاهل للحريات والحقوق العامة، فما الذي يضير الأجهزة الأمنية إذا تركت الجماهير تخرج في مظاهرات سلمية، وإلى متى يستمر القلق والخوف من مثل هذه التحركات!!!!!!!. وشعرت أنه رغم وحشية الاعتقالات وانتشارها إلا أن ذلك قد يغري الكثيرون لتكرارها، وقد يصل الأمر لدرجة مصر وتونس!!!!!!!، ولحظتها، لن يتبقى أمام الأجهزة الأمنية إلا الانزواء والاختباء، هذا إذا لم يتعرضوا للمحاسبة والمسائلة القانونية التي سوف تطال الجميع!!!!!!!!!. وقلت في نفسي، إذا صدق حدسي، فإن الذي سيحدث في السودان سيفوق ما حدث في مصر وتونس!!!!!!، وأن السودانيين المشهود لهم بالبسالة والشجاعة ونكران الذات سوف يهبون هبة واحدة دون تراجع أو تزحزح!!!!!!!، ولا نامت أعين الجبناء!!!!!!!.