دشن برنامج الفكر الديمقراطي للمجموعة السودانية للديمقراطية أولاً عصر أمس الخميس 4/أبريل, الدفعة الأولى في سلسلة 'قراءة من أجل التغيير' التي تتناول قضايا الإصلاح الديني والديمقراطية وحقوق الإنسان في السودان. وقد صاحبت حفل التدشين الذي جرى بمركز الخاتم عدلان للاستنارة – فرع كمبالا, محاضرة حول “أي فيدرالية للسودان؟”, قدمها الباحث أبكر أبو البشر, ضمن برنامج “قراءات وحوارات” الذي ينظمه برنامج الفكر الديمقراطي بصورة راتبة, ويهدف لأستئناف الحوار بين مكونات التعدد السوداني بعد أن انقطع بسبب غياب الحريات واشتعال الحروب والسيطرة الحكومية على فضاء التواصل. وقال أبكر أبو البشر, الذي يشغل منصب أمين العلاقات الخارجية في الجبهة السودانية للتغيير في ورقته, إن النظام الفيدرالي الحالي هو نظام مركزي في الواقع, لأن المركز يسيطر على كل أمور الولايات. وقال إن النظام الفيدرالي الحقيقي مطلوب بشدة في السودان, لكبر مساحته, وتششت سكانه, وتنوعه الثقافي والإثني, وللوعي بالحاجة للفيدرالية بين سكانه والمطالبة بها منذ ما قبل الاستقلال.. وقال أبو البشر إن “الفيدرالية لكي تكون حقيقية تتطلب نظاماً دستورياً وديمقراطياً, يسنده قضاء مستقل وفيدرالية مالية راسخة, وان كلمة السر التي تربط بين هذه المقومات جميعاً هي الحريات, فهي أساس النظام الفيدرالي الحقيقي.. ولا فيدرالية بدون حرية” وقال شمس الدين ضوالبيت مدير برنامج الفكر الديمقراطي في حفل تدشين سلسلة قراءة من أجل التغيير, الذي شاركت فيه حريات: “إننا إذ نستشرف ذكرى انتفاضة ابريل, علينا أيضاً أن نستخلص دروسها ودروس ثورة اكتوبر من قبلها, لقد أكدت هذه الهبات الشعبية العظيمة, وكذلك الثورات التي اندلعت في شمال افريقيا مؤخراً, أن الانتقال السياسي وحده لا يكفي لإحداث التغيير, بل لا بد أن يصحبه انتقال من الأطر الفكرية التي وطنت الاستبداد وسمحت به, وفرخت الفقر والتخلف والاحتراب, إلى أطر فكرية تحتضن الديموقراطية وحقوق الإنسان, وتعترف بالتنوع السوداني وتحتفي به, وتمهد الطريق للتنمية والنهضة والتقدم…. وقال مدير البرنامج “لقد أوضح ربع قرن من حكم الحركة الإسلامية أن التناقض الأساسي في المجتمع السوداني اليوم هو بين فكر سلفي ماضوي ومتحجر ظل هو المتحكم في مصائر السودان في أشكال مختلفة منذ الاستقلال وهو الذي أوصل السودان إلى التمزق والاحتراب والحالة البائسة التي هو عليها الآن, وبين تطلعات السودانيين وآمالهم في دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية والمساواة…. وقال إن برنامج الفكر الديمقراطي يطرق قضايا السودان من هذه الزاوية الفكرية, خاصة وأن الفكر ظل هو الغائب المشترك في ظل الانظمة المختلفة, وأكدت مجريات الأمور أن لغيابه ثمن فادح هو ما نجنيه كسودانيين اليوم, لذلك يسعى برنامج الفكر الديمقراطي للمساهمة في ملء هذه الفجوة وفتح نافذة للقراءة والحوار, خاصة في أوساط الشباب, حول قضايا المستقبل. هذا وشملت قائمة الإصدارات: الديمقراطية التوافقية, للأستاذ الدكتور الطيب زين العابدين تأسيس دولة الرعاية الاجتماعية للدكتور عبد الرحيم أحمد بلال الكتابة النسائية: حرية أم رقصاً بالقيد, للأستاذة هادية حسب الله منهج الكتاب والحكمة: مدخل للإصلاح الديني, لمؤلفه شمس الدين ضوالبيت وسيدشن البرنامج الدفعة الثانية من سلسلة 'قراءة من أجل التغيير‘ في الخامس والعشرين من الشهر الجاري.