قلل معتقلو الفجر الجديد المفرج عنهم من أهمية قرار عمر البشير بإطلاق سراحهم، وشككوا في جدية دعوته للحوار. وقال العميد عبد العزيز خالد في مؤتمر صحفي أمس السبت إن الدعوة للحوار تتطلب (وقف الحرب مع الحركات المسلحة وتشكيل حكومة قومية انتقالية وإطلاق الحريات العامة)، وجدد رفضه المشاركة في حوار في ظل غياب الحريات. وأوضح أن هذه ( ليست شروطًا لعرقلة الدعوة للحوار؛ لأننا نؤمن به لكن يتعين أن يكون بأسس صحيحة ودون أخطاء تعيدنا إلى المربع الأول). وقال ( إنهم اعتقلوا لما يقارب الثلاثة اشهر في مناطق متفرقة بمكاتب الأمن في حبس انفرادي) وأضاف إنه كان معتقلاً في مكاتب جهاز الأمن بالخرطوم بحري، بالقرب من موقف شندي، وأشار إلى أنه تنقل ما بين(3) زنزانات، لا توجد بها فتحات للهواء إضافة إلى أن باب الزنزانة لا يفتح إلا في حالة الزيارة التي لا تتجاوز مدتها 15 دقيقة، قبل أن يتم نقل المعتقل من مكاتب الأمن في موقف شندي إلى سجن كوبر لمقابلة ذويهم وهم مغمضي الأعين، و مضيفاً أن هناك إضاءة شديدة(24) ساعة داخل الزنزانة، مما تسبب في عدم مقدرتهم على النوم، علاوة على أن السرير ملصق في حائط بصورة غير جيدة، ومبيناً أن جهاز الأمن منع دخول الكتب و الصحف للمعتقلين، وكشف عن وجود مواطن من دولة جنوب السودان في المعتقل يعيش أوضاعاً صعبة للغاية، وطالب بتغيير قانون الأمن الوطني، الذي يسمح بتلك الممارسات. وقال البروفسير محمد زين العابدين إنَّ الهدف من لقاء الحركات المسلحة في كمبالا كان (الحفاظ على وحدة ما تبقى من السودان لأن الحرب هي التي أدت إلى انفصال الجنوب). وأوضح أن الحركات المسلحة أكدت لهم أنها ( لا تمانع في وقف الحرب في حال كانت هناك خطوات جادة لإدارة حوار شامل يفضي إلى تغيير حقيقي). وقال ان جهاز الأمن والمخابرات يعمل على تأمين الحزب الحاكم بانتهاك الحقوق الدستورية وليس لتأمين البلاد . وكشف عن سوء نظام الرعاية الصحية في المعتقل، وأكد أنه دخل في إضراب عن الطعام لأكثر من ثلاث مرات من أجل أن يحصل على الدواء الخاص به من المنزل، كما أنه كان يعاني من مرض الاسهال الشديد لمدة 3 أسابيع، بالإضافة الى اصابته بالتهاب حاد في العيون دون ان يسمح له بمقابلة الطبيب، او تلقي العلاج. واستنكر الدكتور عبد الرحيم عبد الله تكفير ما يسمى بهيئة علماء السودان للموقعين على وثيقة الفجر الجديد ووصفهم بأنهم علماء سلطان ، ونبه إلى أن الوثيقة لم تنص على فصل الدين عن الدولة كما ادعت الحكومة وعلماؤها بل نصت على عدم استغلال الدين في العمل السياسي. ووصف الأستاذ جمال إدريس قرار عمر البشير إطلاق سراح المعتقلين ودعوته للحوار ب (كلام فارغ) لأن المعتقلين في الأصل انتهكت حقوقهم ولا يوجد مبرر قانوني لاعتقالهم. وأضاف بان المؤتمر الوطني ( لم يعترف بأخطائه وتمزيقه للبلاد ويريد أن يناور لاكتساب شرعية من خلال دعوته غير الجادة للحوار). وقالت الاستاذة انتصار العقلي إن 34 من النساء الناشطات لا يزلن معتقلات في سجن مدينة الأبيض ولم يطلق سراحهن.