انطلاقا من دعوة الأستاذة هادية حسب الله في مقال نشرته (حريات) للحداد حزنا على تمزيق الوطن بلبس الثوب الأبيض في شهر يناير الجاري، طورت مبادرة “لا لقهر النساء" الدعوة باتجاه عمل بناء من أجل السلم الاجتماعي ونشر ثقافة السلام . وأعلن تجمع نسوي تقوده المبادرة بالتنسيق مع أصوات نسائية أخرى شمالية وجنوبية داخل الأحزاب السياسية وخارجها عن حملة لنساء السودان من أجل الوطن يعلن عنها في مؤتمر صحفي اليوم السبت 15يناير بدار حزب الأمة القومي بأم درمان في الساعة 12:00 ظهرا. وتنظم المؤتمر الصحفي مبادرة (لا لقهر النساء) مع مشاركة لنساء الأحزاب السياسية والمجتمع المدني اللائي تناغمن مع الفكرة وعلى رأسهن الأستاذة سارة نقد الله رئيسة المكتب السياسي لحزب الأمة القومي والأستاذة نعمات كوكو القيادية بالحزب الشيوعي السوداني. وتقول الأستاذة هادية حسب الله عضوة المبادرة عن الفكرة التي بادرت بها: لقد حاولت بمقالى إدراج “الحىّ ووب" وحزنى فى سياق جديد يحترم إرثنا الأنثوى وتعابيره ويملك القدرة على إكسابها قيمة جديدة مرتبطة بما هو عام وعميق، فحى ووب على تشظي بلادنا واحتمالات الحرب الراجحة لاتشابه حى ووب لفقد عزيز ، فالجرح أعمق هذه المرة. لذا فنحن نصنع تاريخا جديدا يبدأ بحزن نقدى . وأشارت هادية إلى تبني مبادرة لا لقهر النساء دعوتها تلك ثم تطويرها بمقترحات من عضوات المبادرة وقالت إنهن قمن بإعداد “خطة عملية لحزننا الايجابى هذا ليتحول الى طاقة للمساعدة فى الكثير من القضايا الراهنة فتشكلت داخل الحملة مناشط مختلفة كمنشط “من بيت لى بيت" وهو نشاط سيتحرك على المستوى الجماهيرى ويطوف بالأحياء لخلق استجابة واسعة فى قضايا (السلام الاجتماعى- الغلاء المعيشى- القوانين المقيدة للنساء) عبر لقاءات منزلية وندوات مصغرة وخلافه". وأضافت: اتفقنا على رمزية الثوب الأبيض كرمز للحزن والسلام ونضالات المرأة السودانية وهناك الكثير من المقترحات سيتم الحديث والاعلان عنها فى المؤتمر الصحفى المزمع. وأصدرت (مبادرة لا لقهر النساء ) بيانا اليوم السبت 15 يناير تضع فيه آفاق المبادرة ، وحريات تنشر نص البيان أدناه : (نص بيان مبادرة لا لقهر النساء ) : بيان من مبادرة لا لقهر النساء دعوة للحداد المتبصّر والحزن المتفكّر إلى نساء ورجال بلادى الشرفاء إلى الصامدات فى كل بقاع السودان.. التحية لجنوب بلادنا وهو يمارس حقه الإنساني الديمقراطي في تقرير مصيره. يجتاز السودان في هذه الأيام مرحلة تاريخية خطيرة ومفصلية، إذ بدأ العد التنازلي لإعلان جنوب السودان دولة مستقلة، وهذا يعني إعلان الفشل التاريخي للسودانيين في إنجاز مشروع وطني قادر على توحيد البلاد طوعيا في إطار دولة مدنية ديمقراطية تحترم التنوع العرقي والديني والثقافي وعبر برامج سياسية واقتصادية وتنموية وثقافية وإعلامية وتعليمية تعمق الروابط الوطنية وتعمق الوعي بالوحدة كمصلحة عليا وكخيار استراتيجي، اننا كنساء نتفهم المرارات التاريخية التى جعلت من خيار الإنفصال أمراً راجحا، لأننا على المستوى النفسى والاجتماعي أفضل من يتفهم ثقل الشعور بالإضطهاد والدونية، لذا فإننا متفهمات للظروف التي دفعت شعب الجنوب لخيار الإنفصال، كما أننا نثمن غاليا تضحيات شعب الجنوب ممثلة في مئات الآلاف من القتلى والجرحى، ولاسيما تضحيات نساء الجنوب وهن الأكثر معاناة من وطأة الحرب والنزوح والتشرد. ولكننا رغم كل ذلك نرى أن انفصال الجنوب يستوجب الحزن العميق، وشعب الجنوب وهو يغادر الوطن من حقه أن يسمع من المستنيرين والخيرين من إخوته في الشمال كلمات وداع حزين على هذا المآل، ومن حقه أن يرى مشاهد حية من الحزن ومن إدانة الأخطاء التاريخية التي أدت إلى انقسام الدولة السودانية، انطلاقا من كل ذلك قررنا فى مبادرة لالقهر النساء ان نجعل من حزننا فرصة للفعل الإيجابى، وذلك عبر حملة تستهدف السلام الإجتماعى وتقف سدّا منيعاً أمام دعاوى الكراهية ونعيق الحرب والعنف، وقررنا كذلك أن نرتدى الحداد منذ اليوم الخامس عشر من يناير الحزين آخر أيام التصويت في الاستفتاء وحتى الإعلان النهائي للنتيجة في الرابع عشر من فبراير لتعرف بلادنا أننا مفجوعات لهذا الفراق المرّ. وإن لنساء السودان ضمير يقظ ونفس تأبى تمزيق الأوطان، ونعلن كذلك إدانتنا لكل حملات العنصرية وبث الكراهية التي تتبناها منابر وصحف تزعم تمثيل الشمال، ونطالب الجهات الرسمية بوضع حد لها في حدود الدستور، كما شرعت المبادرة فى تدشين حملة واسعة وسط نساء السودان تستهدف بناء موقف مشترك لكل السودانيات تجاه قضايا السلام الاجتماعى والحريات والغلاء .. وبناء موقف مشترك في احترام حقوق الإنسان شمالا وجنوبا ولا سيما حقوق المواطنة، لقد ظلت نساء السودان طوال سنوات الإنقاذ المشؤومة حافظات للحياة فدعمن السلام وكن الأكثر حرصاً عليه.. وظللن يعملن لوقف الذل والهوان المنظم الذى يمارس عليهن.. وظلت نساء السودان هن نسمات الهواء العليلة وسط اختناقات الغلاء الفاحش والعطالة المهينة للرجال..فخرجن للعمل بلا تردد وكن العون بل المعيل لملايين الأسر.. قاتلن خلف لقمة العيش.. وظلت سياط المهانة المادية والمعنوية تلاحق ظهورهن الهزيلة الا انها لم تركعهن ،كما تحملت نساء السودان الإغتصاب والتقتيل والإذلال في حرب دارفور، لذلك فإن نساء السودان في مقدمة أصحاب المصلحة في التغيير باتجاه الحرية والعدالة والتنمية لأن هذا التغيير وحده الكفيل بحماية البلاد ما تبقى من البلاد من التجزئة والتفتيت ، وفي مقدمة المطالبين بإصلاح قانوني جذري يبدل كل القوانين المقيدة للحريات ولا سيما القوانين المذلة للنساء وعلى رأسها قانون النظام العام الذي نطالب بإلغائه على وجه السرعة، وفي مقدمة من يرفعون الصوت عاليا حزنا على بتر جزء عزيز من الوطن، وفي مقدمة من يعلنون الحداد حزنا على انقسام الوطن، ورغم الحزن في مقدمة من يهنئون شعب الجنوب باستقلاله وفي مقدمة المطالبين باستدامة السلام شمالا وجنوبا! ان النساء السودانيات سيكن حمائم السلام الإجتماعى ببلادنا ولن يوقفهن تخويف او تهديد عن لعب دورهن التاريخى فى هذه المرحلة الحاسمة فى تاريخ وطننا، وإننا واثقات من أن ما نقوم به اليوم هو ما سينقذ المستقبل ويستبقي الأمل في إعادة توحيد البلاد طوعا واختيارا. عاش نضال النساء السودانيات مبادرة لا لقهر النساء السبت 15/1/2011م