قال مسؤول كبير في شمال السودان الجمعة 14 يناير إن الاستفتاء على انفصال الجنوب «نزيه بدرجة كبيرة» وإن حزبه الحاكم سيقبل بنتيجته المرجحة، وهي الانفصال. ومن شأن أقوى تصريحات تصالحية حتى الآن من جانب عضو كبير في حزب المؤتمر الوطني الحاكم أن تهدئ المخاوف من أن يحاول المؤتمر الوطني تعطيل الاستفتاء في محاولة للسيطرة على احتياطيات الجنوب النفطية. كما قد تقلل من خطر العودة إلى الصراع الشامل بين الشمال والجنوب بعد الاستفتاء، ولا يزال زعماء الشمال والجنوب مختلفين بشأن بعض القضايا الحساسة، ومن بينها كيفية اقتسام عائدات النفط بعد الانفصال وما إذا كانت منطقة أبيي ستنضم إلى الشمال أم الجنوب، واندلعت اشتباكات في هذه المنطقة مع بدء الاستفتاء. وواصل الجنوبيون الجمعة الإدلاء بأصواتهم في اليوم قبل الأخير من الاستفتاء الذي يستمر أسبوعاً ، والمرجح أن ينتهي إلى قيام دولة جديدة في منطقة جنوب السودان الأقل نمواً. وقال إبراهيم غندور في مقابلة مع رويترزالجمعة إن حزب المؤتمر راض عن العملية وإن الحزب -كما أعلن الرئيس عمر حسن البشير- سيحترم نتيجة الاستفتاء والتي قال إنها ستكون في الغالب لصالح الانفصال. وأجري الاستفتاء بموجب معاهدة سلام عام 2005 التي أنهت حرباً بين الشمال والجنوب كانت أطول حرب أهلية في إفريقيا، تسببت في مقتل نحو مليوني شخص وتشريد 4 ملايين وزعزعت الاستقرار في غالبية المنطقة. وقال غندور أمين حزب المؤتمر الوطني للعلاقات السياسية إن الاستفتاء نزيه بدرجة كبيرة رغم بعض التقارير التي تحدثت عن عمليات ترويع تعرض لها أنصار الوحدة في مناطق نائية من ولايات بحر الغزال. لكنه استطرد قائلاً إن عملية الاستفتاء تجري حتى الآن بسلاسة وبشكل سلمي للغاية، وعبر عن اعتقاده بأنها ستفي بالمعايير الدولية، لكنه قال إنه يجب الانتظار إلى حين الاطلاع على التقرير النهائي لمراقبي الخرطوم وأيضاً المراقبين الدوليين. واستطرد أنه في حالة حدوث الانفصال سيكون الشمال مستعدا لدعم الدولة الجديدة وأن أهل الشمال يتطلعون لإقامة علاقات إخوة مع الجنوبيين. وقال غندور إن حزب المؤتمر الوطني غير لهجته لأنه قبل بالانفصال باعتباره النتيجة المرجحة. وأضاف أن السودان الآن مقبل على نهاية العملية وأن الخرطوم تعرف النتيجة المرجحة، وبالتالي يجب أن يكون الحديث الآن عن النتيجة . من جانبه، دعا إبراهيم أحمد عمر مستشار الرئيس البشير ، قادة الدول المحيطة بالسودان، والفريق سلفا كير، إلى التوجيه بتشكيل لجنة من علماء ومفكرين واستراتيجيين وخبراء لينظروا في إمكانية قيام اتحاد كونفيدرالي بين دول الركن الشمالي الشرقي من أفريقيا، وأشار إلى مصر وليبيا وإثيوبيا وإريتريا وجنوب السودان والسودان. وتصل عملية الاستفتاء اليوم إلى آخر أيامها، بعد سبعة أيام من تصويت الجنوبيين في استفتاء تقرير مصيرهم. وذكرت المفوضية أن عمليات الاستفتاء قد تواصلت بالمراكز داخل السودان وخارجه منذ التاسع من يناير وحتى يوم أمس بشكل سلس، وأن اليوم يعتبر اليوم الختامي للاقتراع حسب الجدول الزمني المعلن في هذا الصدد. ومرت العملية بهدوء لافت، ولم تشهد أي أحداث مع أن حالة من التوتر استبقت الاستفتاء الذي ربما يفضي إلى انفصال جنوب السودان. ورحبت الحركة الشعبية الحاكمة في جنوب السودان بتصريحات غندور. وقالت «آن إيتو»، القيادية في الحركة الشعبية «يسعدنا تماما أن نسمع ذلك.. إنه لأمر رائع». وتابعت قائلة «نحترم قولهم ذلك، لكن ذلك ليس نهائيا، إنه لفظي وحسب».