توفي فجر الاثنين 17 يناير إلى رحمة مولاه جمال بشير النفيدي الابن الخامس للمرحوم الحاج بشير النفيدي وشيع ظهر نفس اليوم لمقابر السيد المحجوب ببحري وصلى عليه الشيخ الياقوت في موكب تشييع مهيب أمه كافة رموز المجتمع السوداني. وقد كانت وفاته فاجعة كبيرة لأسرته ولمجتمع رجال الأعمال ومجتمع الفروسية في السودان، فقد رحل في ريعان شبابه وهو من مواليد عام 1967م، وقد كان رجل أعمال مجتهد وناجح كما كان قياديا بنادي الفروسية السوداني وفارسا مغوارا وعضوا في فريق السودان للبولو، وقد أعلن نادي الفروسية الحداد لمدة ثلاثة أيام بسبب الفاجعة. وفي ليلة تأبينه بالثلاثاء تحدث مندوب من السيد محمد عثمان الميرغني قطب الختمية وعدد مآثر يوم الاثنين الذي ارتحل فيه وفضله وأن الرسول (ص) قد ولد بالاثنين، ودعا للفقيد بالرحمة والمغفرة. كما تحدث الإمام الصادق المهدي إمام الأنصار وزميل الفقيد في نادي البولو وقال إن “الفقيد جمال النفيدي في سن أولادي ولكنني أمحو فارق السن إذ أصادقهم هم وأصدقاؤهم: قالوا أخ قلت أخ من قرابة قالوا إن الشكول أقارب. والحقيقة أن هذا من قول رسول الله (ص): الأرواح أجناد مجندة فما تآلف منها ائتلف وما تخالف منها اختلف”. وقال إن السن لا تعني قلة في الحلم أو النضج أو الحكمة، مستشهدا بالبيت: ليس الحداثة عن حلم بمانعة قد يوجد الحلم في الشبان والشيب وأضاف: كان الحبيب الراحل تجسيدا لخصال سبع: تقي، نقي، حيي، كريم، متواضع، ومجتهد في أعماله، وذو مودة لكل من حوله من الموطئين أكنافا الذين يألفون ويؤلفون، تجسيد لمكارم الأخلاق التي قال رسول الله (ص) إنه أتى ليكملها وقالت السيدة عائشة: خير العبادات التواضع. كان مثالا لهذا التواضع وهذا الود وهذه المودة. وكان أيضا رياضيا مميزا. كثير من الناس لا يأبهون لهذا النشاط في الحياة ولكنه كان من الرياضيين الذين يبذلون جهدا كبيرا في رياضتهم دون أن يتأثر بالنتيجة: روح رياضية عالية، يبذل كل ما في جهده ونشاطه ثم لا يهتم بالنتجية. هذه الروح الرياضية وهذه المعاني الأخلاقية تجعله مستحقا لدعوة إبراهيم عليه السلام: (واجعل لي لسان صدق في الآخرين). اختاره الله إلى جواره وهو في ريعان شبابه، ونحن نشهد له بالخير والصدق والمودة والإحسان ونسأل الله رب الإحسان أن يجازيه بالإحسان (وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان). اللهم قد كان من المحسنين فاحشره مع المحسنين، وأحسن عزاء أسرته الخاصة، وقد كان رب أسرة لصيقا بأولاده لطيفا بهم يصحبهم حيث يذهب مع أصدقائه، كان لهم رب أسرة حنين ودود صديق، اللهم أحسن عزاء زوجته أميمة وأولاده سارة وعاصم وأحمد ومالك، وأخوانه أمين ومأمون وأحمد وصلاح وطارق وأختيه إخلاص ووصال وأحسن اللهم عزاءهم وعزاء جميع أصهارهم وسائر آل النفيدي، واكتب العوض لوطننا هذا الكبير في فقد أبنائه البررة الذين كان يرجى منهم الكثير من العطاء في المجالات المختلفة فقد كان من المجتهدين الذين يعملون بعفة وصدق لسان. (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون). اللهم احشره مع الذين أنعمت عليهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم قد كان محسنا فزد في إحسانه وإن كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته. الفاتحة لروحه. أحسن الله عزاءكم. أسرة صحيفة (حريات) تدعو للفقيد بالرحمة والمغفرة وتتقدم بأحر التعازي لأسرتي النفيدي ومالك ولنادي الفروسية ولفريق البولو القومي، ولكافة محبيه الكثر خاصة العاملين معه بشركة (ريبا) للنقل، ولأسرة الزميلة (رباح الصادق) في فقد صديق حبيب لهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.