[email protected] وصل الخرطوم قبل 6 أيام رئيس أركان الجيش الليبي للتشاور فيما يخص مشاركة بلاده في منظومة القوات المشتركة بين الخرطوم ، طرابلس، انجمينا وبانقي، دون أن ينسى المنقوشي الإشادة بوقفة حكومة المشير مع الجيش الليبي الحر حتى تمت الإطاحة بالقذافي.. الغريب في الأمر أن رئيس أركان الجيش الليبي كان يبحث في وزارة الدفاع كيفية اشراك ومشاركة ليبيا في القوات المشتركة التي هي قائمة أصلا ومهمتها حماية الحدود بين السودان، تشاد وأفريقيا الوسطى، فيما نشرت الصحف تصريحا للعقيد فتح الرحمن عبدالله رئيس أركان القوات السودانية بالقوات المشتركة قال فيه أن الوقت لا زال مبكر للحديث عن إنضمام ليبيا للمنظومة.. سقت كل هذه المقدمة حتى لا يأتي من يقول لي أن الجيش الليبي الموجود في الخرطوم هذه الأيام يتبع للقوات المشتركة.. كثير منا يرى البصات الكبيرة الزرقاء دون أن يلفت انتباهه إليها سوى الشبه الكائن بينها وبنايات أجهزة الأمن والاستخبارات حيث لا ترى منها شيء سوى لوحات تبين تبعيتها للقوات المسلحة، لكن همجية افراد الجيش الليبي الذين كانوا يستغلونها قبيل منتصف الليل في قلب الخرطوم ومدهم رؤوسهم إلى الخارج بعد إزاحة الزجاج قاتم اللون من النوافذ وصيحاتهم وهم ينادون بعضهم في البصات الأخرى، أصابني بالدهشة وقد زرت ليبيا عدة مرات ولا تخفى علي لهجتهم غصب التقارب بينها ولسان بقية دول المغرب العربي.. وسألت رفيقي، مالذي ياتي بأفراد من الجيش الليبي إلى الخرطوم، وما الذي يجعلهم يتجولون في قلب الخرطوم بواسطة هذا الكم من البصات الملفتة للنظر( كانت 6 بصات)؟؟ وحتى لا نسيء الظن بحكومة المشير الفاسدة سنقول انهم طلبة حربيين يبحثون عن التأهيل والتدريب، ولكن هل يحدث هذا من لدن جيش لم يعد قادرا على حماية نفسه بعد أن قصت النظرة الديكتاتورية للحكومة أجنحته وقتلت قوته، وإذا سلمنا جدلا فهل وافقت حكومة البشير على هذا دون مقابل وتقوم بتدريب وتأهيل الجيش الليبي فقط من أجل إكمال وإتمام وقفتها مع ثوار ليبيا أم ان هناك ثمنا دفع ويدفع؟؟ وما علاقة هذا الأمر بوقف تصدير نفط جنوب السودان رغم حاجة الحكومة الماسة للعائد المادي، وهو السبب الذي جعل الإتفاق يكون رغم طلاقات البشير الشهيرة في الساحة الخضراء؟؟ أم أن وجود الجيش الليبي في الخرطوم للمشاركة في حماية النظام وضربا من رد الجميل لحكومة المشير التي قدمت كل خبراتها في الغدر والخيانة لثوار ليبيا من أجل اسقاط العقيد القذافي؟؟ أعتقد انه على الشعب السوداني أن يعرف كل ما يحدث من صراعات وصفقات، من أجل ألا يكون سوداننا صومالاً جديدة..