بكري الصائغ [email protected] 1- قام الدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية – وبتاريخ الأمس الخميس 13 يونيو الحالي- بالقاء خطاب امام اعضاء المجلس التشريعي لولاية الخرطوم، اكد فيه بكل صراحة ووضوح ان القوات المسلحة الحكومية ليس لديها القوة القادرة لردع متمردي (الجبهة الثورية)، وان (أي حديث غير ذلك ليس صحيحا ولا بد أن نكون واضحين في ذلك). وياتي خطابه هذا في الوقت الذي تخوض فيه قوات (الجبهة الثورية) قتالآ ضاريآ ضد قوات الحكومة حول منطقة (أبو كرشولا)، في جنوب كردفان التي أعلنت الخرطوم الشهر الماضي أنها استردتها من المتمردين، في وقت أعلنت فيه (الجبهة الثورية) عن خوضها اشتباكات جديدة في عدة مواقع في جنوب كردفان ودارفور، وقالت إنها قتلت 29 من جنود القوات الحكومية. 2- لوتمعنا بدقة في حال القوات المسلحة اليوم ، نجد انه لا جديد علي الاطلاق في ماقاله الدكتور النافع. وهو لم ياتي او يضف شيئآ لم نسمع به من قبل، فكل ما صرح به قديم ومستهلك!!، فحال القوات المسلحة المزري لم يعد خافيآ علي احد، وما من سوداني بالداخل او بالخارج ولا يعرف انه (جيش مهلهل مهتري) حتي النخاع بسبب فساد (الناس الكبار فيه!!)، 3- وهذا الكلام ليس من عندي، فعندما تشكلت المحكمة العسكرية قبل شهور قليلة – وتحديدآ في شهر مارس الماضي لمحاكمة المتهميين الاثني عشر ضابطآ بتهمة التخطيط لانقلاب عسكري، قام احد المتهميين وهو العقيد الركن أحمد زاكي الدين قائد اللواء الأول مدرع واوضح اسباب ودوافع قيامه مع الاخرين بالمحاولة الانقلابية فقال: ( من أجل إزالة الفساد الذي وصل الى قواتنا المسلحة)…واتهم العقيد الركن أحمد زاكي الدين وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين شخصيآ دوره في شراء اسلحة فاسدة من دول شرق اوروبية تسببت في مقتل عدد من زملائه ( 2 برتبة نقيب – 5 جنود )، وانه يملك وثائق تثبت اقواله ضد وزير الدفاع الفاسد، وطالب المحكمة بشدة استدعاء عبدالرحيم حسين لسماع اقوله. حاول رئيس المحكمة العسكرية اللواء السر وقتها التدخل لمنع العقيد الزاكي من تكملة اقواله الخطيرة واتهاماته جهرآ وعلانية لوزير الدفاع ، واضطرمحاميه للتدخل بقوة موجهآ حديثه لرئيس المحكمة ، انه ومن واجب المحكمة واختصاصاتها سماع دوافع المتهم، مما اضطر رئيس المحكمة وازاء دفاعات المحامي ، وان يقوم برفع الجلسة للاستراحة التي تخللها قيام رجال الاستخبارات العسكرية بعمل اتصالات سريعة ومكثفة مع جهات سيادية عليا بهدف المحافظة على اسرار الدولة اثر اقوال العقيد احمد زاكي الدين، وايجاد مخرج سياسي للمعتقلين. وتم تأجيل المحاكمة. وأضافت المصادر العسكرية وقتها ان الرئيس البشير قد يتدخل لوقف سريان تدفق المزيد من ذكر الفضائح التي خرجت للعلنعن قواته المسلحة ووزير دفاعه !! قدم العميد ود إبراهيم (احد المتهمين في هذه القضية) مرافعة قوية أمام قاضي المحكمة وكان شجاعا بالإضافة الى اعترافه بالشروع في عملية الانقلاب وأضاف قائلاً أمام القاضي : (ايوه كنت حاقلبها..ولو طلعت من هنا تاني بكررها وما عندكم غير خيارين: يا تودوني "الدروة" او تطلقوا سراحي.. وجيش تاني ما عاوز معاكم!!). -والمعروف عسكريآ ان مصطلح (الدروة) يعني المكان الذي تتم فيه اعدامات الضباط والجنود . 4- سخريات شعبية واعلامية طالت القوات المسلحة، وتحديدآ بعد اصبح وزيرها الفريق اول عبدالرحيم حسين قادمآ اليها من وزارة الداخلية التي استقال منها في يوم 17 يونيو من عام 2006، بعد فضيحة انهيار مبني (جامعة الرباط) في شهر يونيو من نفس العام وبلغت الخسائر وقتها 16 مليار دينار!!، ويعود السبب في هذه الموجة من السخط العارم والهجوم الضاري علي هذه المؤسسة العسكرية الي فقدان قوميتها تمامآ واصبحت قوات مسلحة تابعة للمؤتمر الوطني، ضباطها وجنودها يهمهم في المقام الأول الحفاظ علي النظام حتي وان فاقت اعداد الضحايا 300 ألف قتيل، وهو شئ لم يحدث من قبل في تاريخ السودان!!. بلغت السخريات الشعبية قمتها عندما استدعي وزير الدفاع الحالي للاستجواب من قبل نواب المجلس الوطني عام 2008 حول كيفية نجاح قوات (حركة العدل والمساواة) دخول امدرمان ووصلوا اليها حتي شارع (العرضة)?!!..فاعترف الوزير بانه كان يعلم مسبقآ بتحرك هذه القوات وقبل ثلاثة من دخولها لمدينة امدرمان، فانتظرهم حتي يدخلوها فيحاربهم (حرب الشوارع)، وهي – بحسب كلام الوزير- حربآ لايجيدونها هؤلاء الاغراب!! وفي جلسة الأستجواب هذه والتي جعلت الوزير يتصبب عرقآ غزيرآ، قال تصريحآ صدم كل من سمعه بالمجلس صدمة شديدة، فقد قال عبدالرحيم حسين -ولا فض فوه-، ان الاسلحة التي تملكها القوات المسلحة عتيقة وقديمة يعود بعضها الي سنوات الحرب العالمية الثانية!! وتسألت كثير من المواقع الالكترونية وقتها واين ذهبت ملايين الدولارات التي خصصت لتحسين حال الجيش?!!)… 4- قصفت الطائرة الاسرائيلية المقاطعة في شرق السودان مطلع عام 2009 قافلة "كنفوي" مكونة من عدة شاحنات اسلحة وذخيرة ودمرتها تمامآ ، ولقي 88 شخصآ كانوا يقودون هذه الشاحنات مصرعهم حرقآ. وفي ابريل من نفس العام قامت المخابرات المصرية باخطار حكومة الخرطوم بتفاصيل ماوقع في شرق السودان – ماكان الرئيس البشير وقتها ولا وزير دفاعه ومدير جهاز أمنه علي علم بالحادث-، وماان ان انشر خبر الضربة الاسرائيلية وذاع وعم القري والحضر، حتي راح الناس ويضربون كفآ بكف ويستغربون بشدة من حال القوات المسلحة التي ما استطاعت ان تحمي مدينة امدرمان… ولا شرق السودان!! وجاءت الضربة الاسرائيلية الثانية، حيث قامت طائرة حربية اسرائيلية بلا طيار بضرب مدينة بورتسودان في يوم 5 ابريل 2011 وقصفت هدفآ محددآ وعادت لقواعدها دون وان تجد اي مقاومة ارضية او جوية!!، وارتفعت اصوات السخط مرة ثالثة تندد بالمستوي الضعيف الذي ألت اليها القوات القوات في الدفاع عن حماية البلاد، ولكنها نشطة في قصف قري ومدارس دارفور!! وجاءت الضربة الاسرائيلية الثالثة وانهت كل ماعند القوات المسلحة من هيبة واحترام، ضربة الطائرات الاسرائيلية لمصنع (اليرموك) والموجود في قلب الخرطوم كانت القشة التي قصمت ظهر وزير الدفاع وجعلته يدلي بتصريحات غريبة ومستهجنة زادت من غضب الملايين عليه، وكانت قمة السخرية والمهزلة عندما اعلنت القوات المسلحة انها لا تملك (رادارات)!! وجاءت الاخبار في هذا الشهر يونيو الحالي، بان وزارة الدفاع في الخرطوم قد استعانت بالجيش التشادي والايراني ليشاركا القوات المسلحة في معاركها ضد (الجبهة الثورية)!! 5- جهات كثيرة تابعة للحزب الحاكم طالبت البشير بعزل وزير الدفاع من منصبه، فقد سبق لاعضاء البرلمان وان طالبوا باقالته لا افشل من فاشل، والغريب في الامر ان هذه المطالبات قد فاقت الثلاثة مرات، الا ان البشير كان يرفض الطلبات!!….بعض الضباط تقدموا بمذكرة احتجاجات ضد الفريق اول عبدالرحيم يطالبون فيها بعزل الوزير بسبب سياساته التي انهت لقوات المسلحة!!…بعض المقربيين من البشير نصحوه الاهتمام بالقوات المسلحة والعمل علي تعيين وزير دفاع جديد، الا انه قد قال لهم – والعهد علي الراوي- ان عبدالرحيم حسين اخر من يقوم بالانقلاب عليه!!…وانه صمام أمان الجيش!! 6- كانت ردة الفعل الشعبية تجاة سلبيات وزير الدفاع قوية، فظهرت افلام الفيديو التي تسخر منه ومن تصريحاته، وهي افلام اظهرته بمظهر الغبي الذي لايعي مايقول…بل اصلآ لايعرف ماذا يقول!!..وكان منظرآ وهو يرقص بالعلم المصري بعد احداث (هجليج) مثار سخريات وسط السودانيين والمصريين، وهناك من قال ان الوزير عندما حمل العلم المصري وراح يرفض لم يكن يعرف انه العلم المصري!! 7- شكرآ للدكتور النافع الذي استخرج شهادة وفاة القوات المسلحة!!