منعم رحمة [email protected] …لا بد من العدل ( بفتح العين و الدال ) ، وان لم تكن لديك أختا ، فلن تتزوج أبدا ؟ طبعا ، سترفع حاجبك الأيمن وتخفض الأيسر دهشة وفضولا، أما أنت يا صديقتى العزيزة فعليك و قبل الدخول فى بحور الشوق و الخوض فيها …. عليك أن تتأكدى و تضمنى أن لحبيبك أختا (شاغرة) و خالية من الموانع و مثلك سليمة تماما أى غير مخفوضة ( ما مطهره ؟ ) . نعم . هذه هى شرعتهم و هذا هو طبعهم و ما درج عليه آبائهم الميامين شئت أم لم تشأ ، متنفذا كنت أم من عامة الناس ، غنيا كنت أم فقيرا ، ضعيفا كنت أم قويا ، صبيا كنت أم زانك الشيب هيبة و جلالا. نعم . هذا يحدث و عادي تماما فى قبيلة الكوما قنزا ( احدى قبائل السودان القديم !) التى تعيش فى شبه ( مدينة ) يفصلها و يعزلها نهر يابوس خريفا – ولمدة ستة أشهر- عن باقى قرى محلية الكرمك بولاية النيل الأزرق وهي جغرافيا تقع جنوب النهرو تحدها ولاية أعالى النيل (احدى ولايات السودان القديم !) جنوبا و أثيوبيا غربا. و عدد سكانها يبلغ حوالى 32 ألف نسمة من القبيلتين مجتمعتين كوما / قنزا، و هم ينضون تحت لواء عمودية الكوما . اذن نحن لا ذلنا فى عصر العدل و زمان (التجارة البكماء ) .. اذ بدلا من الملح بالذهب تكون الأخت بالأخت والبكر بالبكر وقطعا العرجاء لى مراحها !! و الكوما قنزا لا يدينون بدين معين بل يعتقدون فى الكجور و يحلفون ( بالجبالو) الاههم الخاص ؟؟!! ولهم طقوس وثنية لدفن الموتى ، حيث يوضع الميت فى ( بنبر ) يصنع خصيصا للموتى و يدهن الجثمان بزيت السمسم .. زيت أب ولد أو زيت العصارة الذى يحفظ الميت من التعفن الى حين أن تجتمع القبيلة و من بعدها يتم الدفن و بشكل رأسي!! و المرأة لا تذهب الى السوق اذ لا وجود له أصلا ، و تكتفى بالتقاط ما تجود به الغابات من عروق و لحاء أشجار و ما يأتى به الرجال من الصيد طيرا بريا أكان أو كدروك ( الخنزير البري ). و تلد نساء الكوما قنزا كيفما و أينما اتفق اذ هم ( مولاى كما خلقتنى ). والزواج عندهم و الذى بدأنا به قولنا يتم بنظام ( البدل ) أو العدل ( بفتح العين و الدال ) كما القصاص : العين بالعين ، السن بالسن … و الأخت بالأخت ولا عبرة بالمقاييس الجمالية ( فكلهن واحد !!) . و لكن ان كانت أختك عمياء أو فاقدة لأحد أطرافها ، فهذه مسألة فيها نظر و تستدعى مقايضة من نوع آخر ؟! اذن ياسيدتى/ى كل زول بى عدلو ( أيضا ، بفتح العين و الدال ) ….. والعدل (بتسكين الدال ) هو القيمة المساوية للشئ ، يقول المولى عز و جل : (أو عدل ذلك صياما ليذوق وبال أمره … ) سورة المائدة 93. و فى سورة الأنعام 70 : ( و ان تعدل كل عدل …) . أى ان تفد كل فداء و العدل : الفدية ، لأن العادل يعدل المفدي بمثله ….. فهل تراها الكوما قنزا أخذت فكرة العدل من هنا ؟! و فى نفس سورة الأنعام و فى مستهلها يقول جل شأنه : ( الحمدلله الذى خلق السموات و الأرض و جعل الظلمات و النور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ..) . أي يجعلون له مثلا و شريكا ، و منه قوله فى سورة النمل 60 : ( أاله مع الله بل هم قوم يعدلون ..) . و يعدلون : يسوون و العدل هو التسوية و نقول عدلت فلانا بفلان ، اذا ساويته به . و نحن فى السودان نقول بذلك فى عاميتنا الفصيحة و نزيد عليه فى التصريف معنى جديدا ، فنقول فلان عديل فلان اذا تزوجا أختين من ظهر رجل واحد … ونقول ماشى عديل أى فى خط مستقيم ما فيهو أية لولوة و نقول (العدل) بفتح العين والدال فى حالة المشاركة فى كلفة الأكل و الشراب أى كل شخص يدفع نصيبه ، على طريقة الخواجات . English pocketنسق وتقول فتياتنا و هن يضربن على الدلاليك مغنيات فى سيرة العريس الى عروسه/حبيبته ( الشيوم ) : يا عديله ، يا بيضا يا ملايكه سيرى معاه الليله شويم بى قدرة الله . و هن تقدس سرهن يتمنين – هنا – للعروس حياة عديلة مستقيمة بلا هبرات ولا منغصات ولا ضرات ولا خفسات و دروس عصر !! ثم تأمل معي تقلبات المعنى فى كلمة (عدل ) بفتح العين والدال ، التى كانت مفتتح حديثنا و موضوعته ، فهى تختلف مثلا فى الشمال عنها فى الجنوب ، ففى ثقافة السافل / الشمال.. العديل أو العدلاء هم الذين يتزوجون أخوات من ظهر رجل واحد ، أما فى الصعيد / الجنوب وتحديدا عند رجالات الكوما قنزا فهى معادلة لا طردية ولا عكسية ، فهي فقط (كوماقنزية) فأنت تتزوج أختى و أنا أتزوج أختك والكل عديل الآخر . أما اذا حرمك العزيز الوهاب من الأخوات واستطعت الباءة فالله معاك ، اذ لن تنال ذلك الا عنوة وسرقة واقتدارا ……. فعليك أن تختطف فتاتك و تهرب بها وبسرعة البرق الى أقاصى البلاد ، أو أن تقنجر بها الى قمم جبال تقلى ، كما فعل ذلك الرجل ، فى كتب طبقات ود ضيفالله ، الذى (داقره) الشيخ فى امرأته ولم يكن له من بد سوى القنجرة الى قمم الجبال ! أما اذا عثرت عليك الكوما قنزا فسيكون الموت جلدا من نصيبك الا اذا شفعت لك الحبيبة بكونها فى شهرها التاسع .. ان لم تلد أصلا ؟ كما ان هنالك ما يعرف ب (العدل) عند النساء و هو تضييق لفتحة المهبل عن طريق خياطته فعند اجراء الختان تفقد الاعضاء التناسليةالخارجيةمرونتها الطبيعيةلذا تترهل تلك المنطقةبعد اول ولادة مما يجبر المراة او تجبر على اجراء العدل بغد كل ولادة